وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة تناقش سيناريوهات المستقبل لدور مصر في القضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/04/2014 ( آخر تحديث: 17/04/2014 الساعة: 20:30 )
القاهرة -معا- أكد سفير دولة فلسطين بالقاهرة د.بركات الفرا أن العلاقة بين مصر وفلسطين هي علاقة ثابتة وراسخة دائما ظلت فيه القضية تحتل صدارة المشهد المصري، قائلا:" الموقف المصري الرسمي بقي داعما ومناصرا لنا في مختلف المحافل الدولية، ودائما ما تكون هي الحاضن الأساسي للقضية الفلسطينية عند اتخاذ أى قرار متعلق بمستقبلنا، وكذلك حافظ الموقف الشعبي على موقفه منّا بالرغم من كل التغيرات ، وبقي الشعب المصري العظيم يحمل القضية الفلسطينية كهم من همومه ".

جاء ذلك في ندوة عقدتها منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والأسيوية تحت عنوان "مصر والقضية الفلسطينية– سيناريوهات المستقبل"، والتي أدارها السفير سعيد كمال وشارك فيها لفيف من الدبلوماسيين والسفراء والخبراء وكبار الصحفيين والباحثين والمهتمين بالشأن السياسي العربي .

ومن جهته أكد حلمي الحديدى رئيس منظمة التضامن أن قضية العروبة هي قضية فلسطين الشقيقة والحبيبة، والتى لازالت ترضخ منذ 1948 تحت براثن الاحتلال في ظل عجز عالمي عن مساندة القضية وتحرر فلسطين، قائلا:"إن هذه الندوة تأتي في اطار المسؤولية الاجتماعية والعقائدية التي نحملها باستمرار للتذكير والتوعية بالقضية الفلسطينية، وأؤكد لشعب مصر أن حماس ? تمثل الشعب الفلسطيني، لأن شعب فلسطين سيبقى أقدم من كل الفصائل، ونحن بكل الود ? يمكن أن نعامل الشعب الفلسطيني إ? بالحسنى وشحذ الهمم من أجل دعمهم حتى نيل حقوقهم على أرضهم الشريفة ."

وأكد السفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار في كلمته بالانابة عن وزير الخارجية د.نبيل فهمي أن دور مصر تجاه دولة فلسطين يأتي فى ظل تطورات سريعة فرضها الربيع العربي أدى لتراجع نسبي في الاهتمام بالشأن الفلسطيني عربيا؛ ولكنه فرض ضروة إعادة النظر وتسليط الضوء على الوضع الخطير الذي تشهده فلسطين بشكل عام من ا?حتلال الاسرائيلي وتماديه فى عمليات القتل والهدم والاعتقال والحصار والتدهورات الاقتصادية .

وختم زايد كلمته معلقا على تساؤل حول خشية تأثر الرأي العام المصري بتصرفات حركة حماس قائلا:" أؤكد أننا في مصر قد نشأنا في مدرسة تنتمى للدفاع عن القضية الفلسطينية، وأن كافة مؤسسات الدولة المصرية واعية جدا للتفريق بين سلوكيات معينة من تيار فلسطيني والشعب ككل، وأكد أن موقف الدولة من فلسطين موحدا منذ الأزل لأن قضية فلسطين تعد قضية شعب مصر، وإن كان هناك أسف على موقف فصيل معين فهذا لن يغير حقيقة الدور المصري وموقفه من قضية فلسطين، والتي لن يرتاح الشعب المصري فيه حتى يستعيد شعب فلسطين حقوقه المشروعة كاملة".

وفسر د.قدري حفني أستاذ علم النفس السياسي في تأويله لتشتت الصورة الذهنية لفلسطين في الشارع أن الانسان يتصرف وفقا لرؤيته هو للواقع وليس وفق الواقع الراهن، قائلا:" إن الصورة الذهنية تقوم على أساسين في علم النفس هي الاختزال ثم التعميم، وقديما كانت صورة فلسطين موحدة للشارع العربي مهما كانت الخلافات السياسية، وقد اختلفت الصورة الآن نتيجة اختزال صورة المقاومة إما بالبندقية بما يؤدى لإدانة أى صورة أخرى من صور المقاومة حتى لو كانت سلمية، والاختزال الثانى في تصوير الوضع الراهن وأن المقاومة تتواجد فى غزة فقط والتى اختزلت تدريجيا فى حماس، وأضحت هي رمز المقاومة بصرف النظر عن الواقع".

وأكد د.حفني أنه وفق دراسات ميدانية بدت وجود صورتين متصارعتين ما بين فلسطين الاسلامية ممثلة في حماس والتي تعد جزءا من تيار الاسلام السياسي، والتى لها أنصار ومريدين كثر تبدي فكرة الحدود الوطنية على المقدسات، ويتلخص حلمهم في ازالة كل هذه الحدود لكى نتحدث عن دولة اسلامية عابرة للحدود، وفلسطين بالطبع تعد جزءا من تلك الصورة والحلم ، فلم يك غريبا أن يدافع حماس في الاعلام العالمي مع مناصرته لتيار الاسلام السياسي، وكأنه لا مقاومة بدون بندقيه حتى لو لم تستخدم كما هو الواقع الراهن ، واعتبر الصورة الأخرى السائدة لدى الشارع تتجسد في تصور أن هناك حدود قومية مقدسة وأن الفلسطينيين هم أشقاؤنا وأن المقاومة لا تقتصر على البندقية بل لها أساليب أخرى كالاحتجاج المدنى والمظاهرات.

وأكد د.حفني في ختام كلمته أن تلك الصورتين المدركتين لدى الشارع المصري حول فلسطين يتوجب علينا تفنيدهما وليس تجميلهما دون كلل، وأن الرهان على الحوار الشعبي هنا أكثر مما هو واقع على القيادات المسؤولة في محاولة لتصحيح وتعديل الصورة لدى البسطاء من الناس والذين يمثلون الغالبية، وأن الحل يكمن في القدرة على تسويق الواقع الحقيقى بما نملك من دلائل وبراهين .