وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النخالة: واشنطن تحاول تفتيت المنطقة العربية على أسس دينية

نشر بتاريخ: 19/04/2014 ( آخر تحديث: 19/04/2014 الساعة: 12:37 )
بيت لحم - معا - حذّر نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة (أبو طارق)، من محاولات الإدارة الأميركية الاستفادة من حالة التشتت التي تعم المنطقة في ظل ما سُميَ بـ"الربيع العربي" بغرض فرض حل يجعل من "إسرائيل" "دولةً دينية" بامتياز.

وقال النخالة في تصريحاتٍ صحفية:" المحاولات الأميركية لم تتوقف يوماً واحداً لفرض حل على شعبنا والمنطقة لصالح "إسرائيل"، ودوماً كانت هذه المحاولات تفشل، لتبدأ من جديد".

وأضاف:"الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، وهذا سيكون مدخلاً لتفتيت المنطقة على أسس مذهبية ودينية، ويجعل من حق كل طائفة أو دين أو قومية أن يطالب بدولة خاصة بها، هذا هو مشروع التفتيت بعينه لـ "الوطن العربي"".

ونوه النخالة إلى أن "الدولة اليهودية" في حد ذاتها، ستكون بمثابة قنبلة تُنهي وللأبد مشروع أو فكرة إقامة دولة فلسطينية، وسيترتب على ذلك طرد كل من هو غير يهودي عن أرض فلسطين التاريخية، وخاصة أننا نلاحظ الاستيطان الذي ينتشر كالسرطان في الضفة الغربية، وينهب الأرض تحت سمع وبصر ما سمي بـ"الشرعية الدولية" بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأوضح أن "الدولة اليهودية" تعني في النهاية أن فلسطين كل فلسطين هي وطن ليهود العالم، وأن لا وجود لشيء اسمه الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وهنا تنشأ عملياً فكرة الوطن البديل التي تنادي بها "إسرائيل" شرق ضفة نهر الأردن للشعب الفلسطيني.

وأشار النخالة إلى الواقع الذي يسود الضفة الغربية في ظل التوسع الاستيطاني، قائلاً:" عملياً لم يبق للفلسطينيين غير المدن المأهولة بالسكان، وهي محاصرة جميعها بالمستوطنات وأصبحت معزولة بعضها عن بعض (..) وما المفاوضات وتمديدها إلا محاولة لكسب الوقت ولنصل لمرحلة الأمر الواقع".

وأعرب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، عن أسفه لكون السلطة الفلسطينية هي شريك مباشر فيما يجري، وتمارس التضليل بقبولها استمرار المفاوضات، والتي لن تفضي لشيء إلا مزيداً من الاستيطان، ومزيداً من تعزيز الانقسام.

ولفت النخالة إلى أن إنهاء واقع الانقسام وتحقيق الوحدة ستكون خطوة باتجاه مواجهة مشاريع الوهم والبحث عن الطرق والوسائل التي تضمن فضح كل المراهنات على تسوية أو سلام مع هذا الكيان، والشروع في بناء مشروع مقاومة يمتد ليشمل كل العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، من أجل إعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين.

وانتقد المواقف العربية، التي قال إنها تبدو لا مبالية إزاء كل الحالة الفلسطينية، معرباً في الوقت ذاته عن اعتقاده بأننا كفلسطينيين "نستطيع أن نغير هذا الواقع، بوحدتنا وبفعلنا، وألا ندع المجال لأي كان بأن يتخذ من الموقف المهادن والمسالم".

ورفض النخالة المقارنة بين السلطة في رام الله، وما يقال عنه سلطة في غزة، مشيراً إلى أن الأولى "نحن على خلاف كبير معها، نختلف معها ونعارضها في اتفاق أوسلو الذي قدم تنازلاً تاريخياً عن حق الشعب الفلسطيني في فلسطين، ونختلف معها في إدارة سياستها مع العدو على كل المستويات خاصة التنسيق الأمني على حساب المقاومة وعلى حساب شعبنا" كما وصف.

أما السلطة في غزة، إذا جاز لنا التعبير – والحديث للنخالة - فنحن نتفق معها استراتيجياً، ونختلف معها في مسائل تتعلق بالعلاقات الداخلية، وكيفية إدارتها.

وتابع يقول:" نحن سعينا ونسعى باستمرار من أجل إعادة اللحمة لمجتمعنا، بما يضمن الإجماع على وحدة الموقف السياسي، ووحدة قوى شعبنا في مواجهة المشروع الصهيوني، بكل الوسائل الممكنة، التي تضمن استمرار المقاومة وعدم الاعتراف بـ"إسرائيل"".