وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الموظف رامي اسليمه قصة نجاح وتحدي في محافظة سلفيت

نشر بتاريخ: 20/04/2014 ( آخر تحديث: 20/04/2014 الساعة: 12:24 )
سلفيت- معا - كتبت دائرة العلاقات العامة والاعلام/ محافظة سلفيت- ما اضيق العيش لولا فسحة الامل، عندما تضيق بك سبل الحياة وتأخذك الى حافة اليأس تدخل دوامة من التخبط، يلفك ظلام دامس، يسيطر على احلامك وامالك حتى يكاد يخنقك، لابد للحظة من الامل أن تتسلل الى نفسك تشعل فتيل ايمانك بأن هناك فسحة في هذه الدنيا قادرة على استيعابك والاخذ بيدك نحو غد أفضل رغم كل المصاعب التي لابد وأن تتغلب عليها لتصل الى مرادك. فدائما ما تكون قصص النجاح مرتبطة بطبيعة الانسان وطريقة عيشه، ومدى تطلعاته وطموحاته، رامي اسليمه ابن السابعة والعشرين ربيعا مثالا يحتذى به في مدينة سلفيت، انحدر من عائلة بسيطة، دائما ما كان يتطلع بشغف لتحسين ظروف حياته، وتحقيق النجاح لينال ما يصبو له.

لم يبدأ رامي حياة سهلة منذ نعومة اظافره، اختلطت عليه الحياة نتيجة لسعيه الدائم للتوفيق ما بين عمله في دكان العائلة الصغير، والتحاقه بمقاعد الدراسة الجامعية بالاضافة الى العمل مراسلا في مؤسسة محافظة سلفيت، كل هذه الامور لم تقف عائقا امام اصراره الدائم على تحقيق ذاته وصعود السلم خطوة بخطوة ليرتقي الى ما هو عليه الان.

بكلمات تشوبها الذكريات التى ملأت سنين حياته الماضية بدأ اسليمه حديثه ليقول: "انهيت دراسة الثانوية العامة عام 2005 ، في الفرع الادبي وبمعدل 56.6، لم يكن لدي أي نية للالتحاق بالجامعة وانحصر تفكيري فقط في البحث عن عمل، لاعتقادي أن الحياة العملية افضل من الدراسية ولكن بضغوطات من العائلة اجبرني والدي على الالتحاق بالجامعة".

"في البداية واجهت صعوبات كبيرة في التسجيل الجامعي وذلك لتدني تحصيلي العلمي، علما بانه في تلك الفترة اقرت وزراة التربية والتعليم قانون عدم اعتماد أي طالب في الجامعة يقل تحصيله في الثانوية العامة عن 60 % لكن لحسن حظي ان جامعة القدس المفتوحة في تلك الفترة بدأت تعمل بنظام يسمى (السنة التحضيرية) بحيث يسمح لأي طالب يقل معدله عن 60 بالانتساب الى الجامعة بشرط أن يحصل خلال السنة التحضيرية على معدل تراكمي جيد، وبالفعل تم قبولي في الجامعة على هذا الاساس" ، بهذه العبارات يصف رامي الصعوبات التي واجهته في بداية مسيرته الجامعية..

في لحظة تأمل يستوقف رامي فيها ذكرياته التي ما لبثت تحرك مشاعره نتيجة لما مر به خلال الاعوام التي مضت ويقول: " بدأت الفصل الدراسي الاول بعزيمة وكان لدي ارادة قوية بان اجتهد من اجل تحقيق حلم والدي بالحصول على شهادة، وبالفعل انهيت السنة الاولى بمعدل 70%، ومع مرور الايام انشغل تفكيري بأمور اخرى وبدأت أفكاري تتجه نحو العمل اكثر من الدراسة وقررت أن اجازف بحياتي واتجه نحو العمل في المصانع الاسرائيلية".

ويتابع اسليمه: "بعد أن تركت العمل داخل مصانع اسرائيل لأكثر من سبب، ابرزها الاستغلال الذي كنت اتعرض له من المشغلين، وبعد فترة طويلة من البحث عن عمل اخر في مدينتي، توجهت الى المحافظة وقدمت طلبا للتوظيف فيها عسى ان اجد فرصتي، وبعد ايام رن هاتفي ليتم تحديد موعد مقابلة لي مع مدير عام الشؤون الادارية والمالية، ليكون اللقاء الاخير الذي انجح فيه لتنتهي معاناتي في البحث عن عمل يكون مصدر رزق لي اعتاش منه".

بملامح تملؤها السعادة يروي لنا رامي تفاصيل عمله في محافظة سلفيت قائلا: "بدأت عملي كمراسل عام 2009، وبعد مرور اكثر من سنة انتقلت للعمل كسائق على سيارة الحركة".

يواصل رامي اسليمة حديثه لنا عن منعطفات حياته المختلفة وتقلباتها والانفراج في مسيرته الجامعية ، وانه كان في كل فصل يسارع الى تسجيل اقصى عدد ممكن من الساعات ليتسنى له التخرج في أسرع وقت ممكن، مضيفا:" عملت على التوفيق ما بين عملي ودراستي وبالفعل لم احمل أي مادة خلال تلك الفترة، لاتخرج من الجامعة بداية العام 2014".

كما كان لمحافظة سلفيت ومحافظها عصام ابوبكر دور ايجابي ومهم في دعم مسيرة نجاح رامي، فدائما ما نجد من يقف الى جانبا ويقدم لنا يد العون في احلك الظروف، حيث يروي لنا اسليمة كيف كان لمحافظة سلفيت اياد بيضاء في مساعدته وتسهيل مهامه معبرا عن امتنانه وشكره للمحافظ ابو بكر لكل ما قدمه من دعم معنوي، وتوفير كافة التسهيلات له من أجل اتمام دراسته الجامعية والقيام بوظيفته على أكمل وجه.

وفي مقابلة مع المحافظ أبو بكر تحدث فيها عن قصة نجاح رامي اسليمه يقول: " رامي شاب طموح ونجاحه في الدرجة الاولى نابع من رغبة لديه في العمل والدراسة معا، وقدمت توجيها للدوائر المختصة في المحافظة لتقديم التسهيلات اللازمة ليتسنى له تأدية الامتحانات وحضور المحاضرات، مضيفا اننا في محافظة سلفيت نسعى بشكل مستمر لتطوير وتعزيز قدرات موظفينا والارتقاء بادائهم الوظيفي، وذلك ينعكس ايجابيا على اداء الموظفين والخدمات التي يقدمونها للجمهور، ويكون بديلا عن استقطاب موظفين ذوي كفاءات عالية من مؤسسات اخرى."

وأكد محافظ سلفيت على ان المحافظة تبدي اهتماما كبيرا بقطاع الشباب، من خلال متابعة امورهم وقضاياهم والعمل على تنفيذ الدورات والورشات ودعم المبادرات الشبابية وفتح مجالات التدريب لهم في المحافظة حسب التخصص.

ويشير مدير الشؤون الادرية م. زائر قرعوش الى ان المحافظة تقدم حوافز مادية ومعنوية للموظفين بناء على مؤشرات يتم اعتمادها من خلال نتائج التقييم السنوي المتبع في المحافظة، وفيما يتعلق بالتسلسل الذي مربه رامي بين لنا قرعوش انه كان مراسل ومن ثم بعد التخرج تم تغيير مسماه الوظيفي الى مساعد اداري واضاف قرعوش ان رامي كان مميزا في عمله ويعمل ساعات عمل اضافية خارج نطاق الدوام الرسمي مبديا استعداده للقيام بأي مهمة توكل اليه داخل المحافظة.

اذن هو رامي اسليمه المساعد الاداري، المثال للشاب الفلسطيني المكافح الذي اعتمد العلم سلاحا يقوى به على معيقات الحياة.. انه الشاب الطموح الذي سجل قصة نجاح تحمل رسالة انه بالارادة والجهد والانتماء نفتح ابواب النجاح، مؤمنا بأن الشباب الفلسطيني كل في موقعه يحمل مسؤولية بناء الوطن.