وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المستوطنون يزوّرون تاريخ 3 مقامات إسلامية بسلفيت ويدنسونها

نشر بتاريخ: 27/04/2014 ( آخر تحديث: 27/04/2014 الساعة: 14:31 )
سلفيت- معا - يتعمّد المستوطنون المتدينون اليهود تزوير تاريخ وأسماء مقامات إسلامية عديدة في الضفة الغربية، ومن بينها محافظة سلفيت، وذلك بما يتماشى مع معتقداتهم بإطلاق القصص والروايات المزيفة حول تاريخ تلك الآثار القديمة؛ وهو ما يحدث في المقامات الدينية الثلاث في بلدة كفل حارس، التي يزعم المستوطنون تحريفا وتزويرا أنها تتبع لأوليائهم وأنبيائهم عبر التاريخ.

ورصد الباحث في الاستيطان خالد معالي قيام المستوطنين بتدنيس بلدة كفل حارس ومقاماتها الثلاثة عدة مرات منذ بداية السنة الحالية؛ بمعدل 25 مرة في العام؛ كان آخرها يوم الجمعة (25-4)، حيث عزا أسباب الاستهداف للمقامات الثلاثة إلى أهداف استيطانية بحتة وخالصة مغلفة بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني مزور وباطل، بادعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان، على شاكلة جبل الهيكل المزعوم والمفبرك.

وأشار معالي الى انه وبرغم الأسماء الاسلامية الخالصة التي تحملها المقامات، ووجود محاريب اسلامية باتجاه الكعبة المشرفة، وتأدية أهالي بلدة كفل حارس والقرى المجاروة الصلاة بداخلها منذ مئات السنين، وتقديم النذور؛ وحتى قبل سنوات؛ إلا أن المستوطنين سعوا بدعم من جيش الاحتلال، إلى العمل على تهويد هذه المقامات، والادعاء بيهوديتها، بعد أن باتت مزاراً دائماً لآلاف المستوطنين.

وأورد معالي تاريخ المقامات الثلاث مفندا بالدليل القاطع اكاذيب وتزوير المستوطنين حيث أكد معالي أنّ المقامات الثلاثة، هي: مقام النبي ذي الكفل، الذي حظي باهتمام خاص وتحول إلى مزار للمسلمين منذ القدم تؤدى فيه العبادات، وتنفذ فيه النذور وقد نقش على بابه الآية (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر).

والمقام الثاني هو مقام النبي ذي النون، وهو مصلى للنساء في البلدة منذ القدم، ويوجد به شواهد إسلامية قديمة، فيما بين معالي أنّ المقام الثالث هو مقام آخر لصلاح الدين الأيوبي، يدّعي المستوطنون أنه لـ"يوشع بن نون" قائد جيش موسى (عليه السلام).

ولفت معالي إلى أنّ المقامات تعبر عن ذاكرة تاريخية وشفوية، ارتبطت بمعتقدات وطقوس شعبية في البلدة، وأنّها تؤرخ لحقبة تاريخية فلسطينية، مبينًا أنها تحولت بعد الاحتلال عام 1967م إلى "مسرح" لزيارات المستوطنين، في العديد من "المناسبات والأعياد اليهودية" التي لم تعرفها بلدة كفل حارس من قبل.

وأشار معالي إلى وجود وثيقة كتبها القائد جوهر بن عبد الله على حجر على أحد جدران مقام صلاح الدين؛ “إن جوهر بن عبد الله أحد خدم الضريح”، "وهذا ينسف الادعاءات الصهيونية حول هوية صاحب المقام، فلو كان صاحب الضريح هو يوشع بن نون، لما وصف جوهر نفسه بأنه خادم الضريح، فهو مقام إسلامي بناه فاتح القدس القائد السلطان صلاح الدين الأيوبي".

ونوه معالي الى ان وجود آثار تتبع طائفة او دين معين في أي ارض لا يعني انها تتبع لتلك الطائفة او اتباع ذلك الدين؛ والا لكانت اسبانيا(الاندلس) وغرب فرنسا تتبع للمسلمين الذين طردوا منها قصرا.

واكد معالي ان بلدة كفل حارس صارت ملعبا للمستوطنين وساحة للتخريب والتدمير كيفما شاءوا في ممتلكات الفلسطينيين، تحت حماية جيش الاحتلال، الذي يفرض حظر التجول على البلدة من الساعة 9 مساءً إلى الساعة 5 صباحاً، لتأمين اقتحام الاف المستوطنين، وتاديتهم طقوسا دينية .

واشار معالي الى ان بلدة كفل حارس تعتبر منكوبة بالاستيطان الذي ابتلع اكثر من نصف اراضيها، حيث صادر الاحتلال 40% منها لصالح شارع (عابر السامرة) فقط، فيما تتوسع مستوطنة "اريئيل" على حساب اراضيها وبقية بلدات وقرى محافظة سلفيت.