وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي يدعو الى تبني استراتيجية وطنية موحدة

نشر بتاريخ: 27/04/2014 ( آخر تحديث: 27/04/2014 الساعة: 19:30 )
رام الله- معا- دعا الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الى تبني استراتيجية وطنية موحدة بديلة للمفاوضات التي فشلت، ولمرحلة أوسلو التي وصلت نهايتها.

وقال البرغوثي ان الأعمدة الأربعة للاستراتيجية الوطنية البديلة هي:

أولا: المقاومة الشعبية الواسعة
ثانيا: حركة المقاطعة وفرض العقوبات ضد اسرائيل.
ثالثا: انجاز الوحدة الوطنية وبناء قيادة وطنية موحدة.
رابعا: تغيير السياسات الاقتصادية لتركز على دعم الصمود الوطني وخاصة في المناطق المهددة بالاستيطان والجدار والتهويد وفي مقدمتها القدس والخليل والأغوار.

وأكد البرغوثي في كلمته "أن الهدف الاستراتيجي يجب أن يكون تغيير ميزان القوى وجعل الاحتلال ونظام الابارتهايد الاسرائيلي خاسرًا من خلال جعل تكاليفه اكبر من مكاسبه".

وأضاف البرغوثي "أنه ثبت قطعا استحالة الوصول الى هدفنا في الحرية والاستقلال عبر مفاوضات في ظل اختلال ميزان القوى".

مشيرا الى "أن المراوحة في المكان دون تبني استراتيجية بديلة امر شديد الخطورة ، خصوصا بعد ان أصبح واضحا أن اسرائيل تستخدم المفاوضات غطاءًا للتوسع الاستيطاني ولانجاز نفس عملية الضم والتهويد التي جرت في اراضي 1948 ، وان ما يجري في القدس لايختلف بشيء عما جرى في يافا كما ان ما يجري في مدن الضفة الأخرى يماثل ما جرى للناصرة وعكا".

وأضاف د. مصطفى البرغوثي "أن وتيرة الاستيطان تشتد عندما تجري المفاوضات وتنكمش عندما يكون هناك مقاومة وكفاح ضدها" ، ومؤكدًا "أن كل ما جرى حتى الان يثبت أننا لسنا في مرحلة حل بل في مرحلة نضال وكفاح ، والعنصر الحاسم فيه هو بقاؤنا وصمودنا في فلسطين شريطة ان يكون الوجود البشري مقاوما وفاعلا ومبادرا، وأن ننهي حالة الانقسام الذي تضيع فيه معظم الطاقات الفلسطينية كل الصراعات الداخلية" .

وشدد د. البرغوثي ، على أن التوجه للمؤسسات الدولية والانضمام لمعاهدات وهيئات الامم المتحدة هو شكل من اشكال المقاومة السياسية التي يجب الاستمرار بها وتوسيعها".

فعالية حملات المقاطعة لاسرائيل

وقدم الدكتور مصطفى البرغوثي شرحا تفصيليا أمام المجلس المركزي الى الانجازات الفعالة والملموسة لحركة المقاطعة وفرض العقوبات ال(BDS) ، والى خسارة اسرائيل لمليارات الدولارات كنتيجة لها ،مطالبا بتعزيزها وتعزيز المقاومة الشعبية عبر تبني حملة واسعة لمقاطعة البضائع الاسرائيلية التي تبيع في الاراضي المحتلة ما يزيد عن اربعة الاف مليون دولار.وأشار الى اهمية المقاطعة كوسيلة لاعادة بعث روح المقاومة والكفاح لدى الشعب الفلسطيني .

مواجهة الاحباط واصلاح منظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني جديد

وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، "أن من أهم مهمات الحركة الوطنية في المرحلة الراهنة، مواجهة مشاعر الاحباط واليأس والنفور من العمل السياسي، التي يعمل الاحتلال على تعزيزها"، بالاضافة الى "نشر الوعي بين جيل كامل من الشباب الذي لم يعش تجارب الثورة والانتفاضة الوطنية ومعظمهم ممن ولدوا بعد اتفاق اوسلو".

وأضاف البرغوثي "أن من أهم وسائل تفعيل المنظمة رفد مؤسساتها بجيل الشباب الذي يشعر بالتهميش،مشيراً الى "ارتفاع متوسط عمر اعضاء المجالس المركزية والوطني في حين أن 80% من الشعب الفلسطيني هم دون سن 33 عام"، ولذلك قررنا تخفيض سن الترشح لانتخابات المجلس الوطني الى 21 عاما.

وأكد البرغوثي "أن دور منظمة التحرير لن يتعزز الا باستعادة ما فقدته من ادوارها، بعد أن اصبحت جزءا من السلطة، وجل انشغالها هو فقط لعملية المفاوضات" . "وأن الدور الكفاحي وتفعيل المقاومة الشعبية وتوسيعها، وتوسيع حركة المقاطعة والتضامن الدولي يجب ان يكون في صلب اهتمامها، وذلك لن يتحقق الى بتحريرها مما اصابها من جمود بيروقراطي ، ورفدها بطاقات الشعب الفلسطيني ، واشراك الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه فيها عبر الانتخابات الحرة والديمقراطية ،مؤكدا على ضرورة الاستفادة من تجارب مماثلة لحركات التحرر الأخرى العالمية مثل المؤتمر الوطني الافريقي في جنوب افريقيا، ونضال غاندي في الهند وغيرهم .

اتفاق انهاء الانقسام وتطبيق المصالحة الوطنية

وأوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، الأهمية الاستراتيجية للانجاز الذي تحقق بالبدء بتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية ، مؤكدًا على "أن المصالحة والوحدة الوطنية ليست ويجب أن لا تكون أمرًا تكتيكيا ، بل خيارًا استراتيجيا ، "وأن معيار مصداقيتها يكمن في تطبيق قرارات لجنة الحريات ، والجدية في تحقيق المصالحة المجتمعية والالتفات لهموم الناس ومشاكلهم وخاصة في قطاع غزة الذي عانى الأمرين من الحصار الظالم" .

وقال البرغوثي، "أن المصالحة يجب أن تساعد في حل مشكلة معبر رفح ، وهموم القطاع من انقطاع الكهرباء الى تلوث المياه وملوحتها، الى الضائقة الاقتصادية ، والبطالة الخانقة التي يعاني منهما الناس في الضفة والقطاع" .

وأضاف البرغوثي، "أن اسرائيل تواجه عزلة دولية متصاعدة وأبرز الأدلة على ذلك فشل تحريضها ضد المصالحة والوحدة الوطنية"، مؤكداً على ضرورة "أن تشمل الاستراتيجية الوطنية تغيير السياسات الاقتصادية وتوزيع الموازنة، اذ لا يمكن أن نجابه الاستيطان وميزانية الزراعة أقل من 1% من الموازنة العامة" .

وأشار الى أهمية البدء بمشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني والاعداد للانتخابات واستئناف عمل لجنة اصلاح وتطوير منظمة التحرير .

استعادة الشعب الفلسطيني لحقه في الانتخاب

وقال الدكتور البرغوثي، الى "أن اتفاق انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ، يحقق أربعة اهداف رئيسة :

أولا: صد ادعاءات اسرائيل بعدم وجود تمثيل موحد لكل الشعب الفلسطيني.
ثانيا: تعزير شرعية الفلسطينين ومصداقيتهم أمام العالم.
ثالثا: كسر مؤامرة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ومحاولة تكريسها كبانتوستانات وحكم ذاتي تحت سيطرة الاحتلال ونظام الفصل العنصري.
رابعا: أن اهم ما يحققه الاتفاق هو استعادة النظام الديمقراطية الذي فقد نتيجة الانقسام، وتكريس قيم وممارسات التعددية والمشاركة وفصل السلطات والتداول السلمي للسلطة بانتخابات ديمقراطية، واستعادة دور المجلس التشريعي ومبدأ المساءلة للسلطة التنفيذية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقه في انتخاب قيادته ومسؤوليه وممثليه بالانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة.

وأشار البرغوثي ، الى "أنه قد يكون المطلوب في المرحلة المقبلة انتخاب هيئات للدولة وليس للسلطة، أي انتخاب برلمان دولة فلسطين ورئاستها ، بدل انتخاب مجلس تشريعي، وأن جوهر اتفاق المصالحة يعني استبدال الصراع على فتات سلطة تحت الاحتلال، بالتوحد لانهاء الاحتلال ونظام الابرتهايد الاسرائيلي".

مواجهة العقوبات الاسرائيلية

ودعا الدكتور البرغوثي الى الرد على تهديدات اسرائيل وعقوباتها الاقتصادية والسياسية باجراءات محددة ، وتحديدا وقف التنسيق الأمني بالكامل، واستكمال التوجه لكافة مؤسسات الامم المتحدة بما فيها محكمة الجنايات الدولية، واتخاذ اجراءات قضائية ضد خروقات اسرائيل للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وتفعيل الاستفادة من قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي والذي صدر قبل حوالي عشرة اعوام.

وأضاف البرغوثي ، "أن مهمتنا هي ازالة ما جرى من افساد وتمييع لمفاهيم النضال الوطني ورفع راية الكفاح من أجل الحرية والكرامة"، مذكرًا بما قاله نيلسون ما نديلا بأن "قضية فلسطين هي قضية الانسانية الاولى في العالم".