|
السلاح في يد المستوطن.. يجرح
نشر بتاريخ: 30/04/2014 ( آخر تحديث: 03/05/2014 الساعة: 14:15 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لقد فعل كل طرف ما كان يتمناه ولم يتمكن الاخر من منعه، اسرائيل واصلت الاستيطان وتهويد القدس وتشويه سمعة ابو مازن والتهديد بعقوبات اقتصادية ضد السلطة، والقيادة الفلسطينية توجهت للامم المتحدة واتمت المصالحة مع حماس ورفضت تمديد المفاوضات، وامريكا منعت كيري من العودة الى هنا وانشغلت في اوكرانيا وصفعت اسرائيل، وحماس نفذت المصالحة وضمنت اختراق جدار العداوة مع مصر وجيشها وفتح معبر رفح، ومصر فعلت ما برأسها وحاربت الاخوان وكسرت قواعد اللعبة القديمة مع حماس وظلّت المخابرات المصرية هي بوابة المصالحة الفلسطينية.
والان ماذا بعد؟ لا شيء جديد، فقد تخلّص كل طرف من شحناته الزائدة، واسترضى جبهته الداخلية وثبّت بقاءه امام خصومه، وتعود اللعبة من جديد بنفس القواعد القديمة، فك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح ببوابات جديدة وعناوين جديدة، مفاوضات بشروط واصول لعب جديدة، ووساطة امريكية مختلفة مع نفس الادارة الامريكية، واسرائيل وصلت الى نتيجة صغيرها مفادها ان كل طفل فلسطيني جديد يولد في اي مكان في العالم يحلم بحق العودة الى يافا وصفد وحيفا وعكا وان اي مفاوضات في العالم لن تنهي هذه القضية. كما ان كل طرف لا يريد ان يسحب الحبال حتى تتقطع، فأمريكا تهدد لكنها لن تسحب يدها من الوساطة، واسرائيل تهدد لكن نتانياهو لن يجرؤ على وقف مساعادت السلطة، والسلطة تهدد لكنها لا تريد انهيار الاوضاع، وحماس ترفض الاعتراف باسرائيل لكنها لن تمنع الحكومة القادمة من الاعتراف باسرائيل. وتستمر الحياة، ويستمر الاحتلال، وتستمر المفاوضات، وتستمر المقاومة، وتستمر السلطة، وتستمر الرواتب، ولكن يبقى عامل واحد غير مسيطر عليه وهو المستوطنين وعصاباتهم وجرائمهم ضد المساجد والقرى والكنائس.. ولا نبالغ اذا قلنا ان كل ما قلناه لن يثبت على الارض طالما ان جرائم المستوطنين مستمرة، وكما قال المثل الفلسطيني " السلاح في يد المستوطن يجرح". |