وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خالد: اتصالات استئناف المفاوضات ستستمر من تحت الطاولة

نشر بتاريخ: 01/05/2014 ( آخر تحديث: 01/05/2014 الساعة: 14:48 )
رام الله- معا - خلال تسعة اشهر من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، اثيرت أحاديث حول ما سمي (اتفاق الاطار) الذي سعت الادارة الامريكية ووزير خارجيتها جون كيري الى تسويقه لدى الطرفين، وكانت تعلو وتهبط التوقعات من السياسيين الفلسطينيين والإسرائيليين وحتى العرب "اننا بصدد مفاوضات من نوع خاص سوف تنتهي بتوقيع اتفاق الاطار".

سياسيون وجدوا في افكار جون كيري مشروعا تصفويا للقضية الفلسطينية، ولم يتوقع كثيرون ان المفاوضات التي (فشلت)، سوف تنتهي بتوقيع اتفاق آخر وهو (اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية)، ولكن يبقى السؤال المطروح هو، هل ستعاود الادارة الامريكية العمل لاطلاق مفاوضات جديدة لتوقيع اتفاقها اليتيم.

تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يقول "انا لا اتوقع انطلاقة جديدة للمفاوضات في المستقبل القريب، بسبب الثمار المرة التي جناها الجانب الفلسطيني، خلال اشهر المفاوضات التسعة التي مضت، والتي لم تقدم أي شيء للفلسطينيين لا على المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا الامني".

وأضاف "البيت الابيض على قناعة اكثر من الخارجية الامريكية ان حكومة اسرائيل الحالية غير جاهزة لعملية السلام، وبالتالي كل ما جرى خلال شهور المفاوضات كان عملية خداع وكذب على الجانب الفلسطيني، وكل الوعود الامريكية قد تبخرت، الإدارة الامريكية وعدت العمل على مسارات ثلاث، مسار سياسي وآخر اقتصادي، برزمة مساعدات ومشاريع بملياردات الدولارات، ومسار أمني. في المفاوضات تحول المسار السياسي الى عصفور على الشجرة وتحول المسار الاقتصادي الى سمك في البحر، وبقي المسار الثالث، حيث ركزت الادارة الاميركيبة على المسار الامني خلال المفاوضات، بمقاربات تخدم التصورات والمطالب الاسرائيلية فقط".

وتابع "النتائج كانت مفزعة وكارثية على الجانب الفلسطيني خلال المفاوضات، فالاستيطان ارتفع الى 123% عن معدله في العام السابق للمفاوضات، واسرائيل اطلقت العنان للنشاطات الاستيطانية وقررت عطاءات خلال المفاوضات تجاوزت المألوف وبلغت اكثر من 15 الف وحدة استيطانية في مختلف مناطق الضفة الغربية بتركيز على مستوطنات القدس وجرت مصادرات للأراضي غير مسبوقة خصصت للنشاطات الاستيطانية وخاصة في محافظتي بيت لحم والخليل فضلا عن محافظة نابلس، وبالتالي دفع هذا الامر القيادة الفلسطينية الى وضع ضوابط وطنية على أي استئناف لعملية المفاوضات من خلال الاسس الذي وضعها المجلس المركزي لمنظمة التحرير".

وأكد خالد، ان" حكومة بنيامين نتنياهو تريد كسب الوقت وهي ابعد ما تكون عن الدخول في ما يسمى زورا وبهتانا "عملية السلام"، مشيرا الى ان نتنياهو ارسل بالأمس خلال لقاء صحفي عقده مع عدد من الصحفيين الاجانب، رسالة الى الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي والراي العام الدولي مضمونها انه "بصدد تنفيذ خطة فك ارتباط مع الجانب الفلسطيني ورسم حدود من طرف واحد، أي أنه بهذا قد قرر الانحياز الكامل لمجلس المستوطنين وممثليه في الحكومة الاسرائيلية أمثال نفتالي بينيت، الذي يدعو الى ضم مناطق (C) الى اسرائيل وحصر الفلسطينيين في الضفة الغربية في معازل يمارسون فيها حكما ذاتيا وحسب.

وحذر خالد من خطورة ذلك وقال " اذا ما نفذ نتنياهو سياسته هذه فإن الامور سوف تتجه نحو الانفجار، ولذلك دعونا ونواصل الدعوة الى اعادة تقيم العلاقة مع اسرائيل والتعامل معها باعتبارها دولة احتلال كولونيالي ودولة ابارتهايد وتمييز عنصري، وأكدنا على ضرورة استكمال خطوات الانضمام الى وكالات ومنظمات ومؤسسات الامم المتحدة، حتى نتمكن من مساءلة ومحاسبة اسرائيل على جرائمها، مثلما اكدنا على الحاجة الى خارطة طريق وطني نطزوي على اساسها صفحة الانقسام الاسود ونتقدم من خلالها خطوة جديدة نحو الاستقلال".