|
كارثة معبر رفح الإنسانية: 28 حالة وفاة ومرضى في انتظار الموت.. وأفراح عطلها إلتئام الشمل
نشر بتاريخ: 07/07/2007 ( آخر تحديث: 07/07/2007 الساعة: 17:08 )
غزة- معا- أكد د. معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة وفاة 28 مواطناً فلسطينياً على معبر رفح منذ الاول من حزيران الماضي, مشيراً الى أن وزارة الصحة بالتعاون مع الإسعاف المصري تمكنت خلال الأيام الماضية من نقل جثامينهم إلي قطاع غزة عبر معبر كرم ابو سالم "كيرم شالوم".
وأوضح حسنين في تصريح لوكالة "معا" أن جميع حالات الوفاة من الفلسطينيين على معبر رفح هم من الحالات المرضية التي توجهت للعلاج في المشافي المصرية والمراكز الطبية بالقاهرة مثل حالات السرطان والقلب وعمليات جراحية, وأنهم توفوا نتيجة عدم المتابعة الصحية لهم أثناء انتظارهم على المعبر في ظل احتجاز أكثر من 4000 فلسطيني في الجانب المصري للعودة إلى القطاع عبر منفذ رفح. وأضاف حسنين أن الجثث تم التحفظ عليها في ثلاجات الموتى بمستشفيات العريش والسويس ومعهد ناصر إلى أن تم التنسيق مع الجانب المصري لإدخالهم عبر كرم ابو سالم. وحذر حسنين من استمرار إغلاق معبر رفح منوها الى أن 20% من بين العالقين من المرضى وأصحاب المشاكل الصحية المزمنة وهناك حالات تستدعي وجود غيار يومي بسبب الجراح. ويشار أن حالات الوفاة الـ 28 بينهم سيدات وأطفال وشيوخ وشبان كما أن هناك نساء حوامل يحتجن إلى رعاية من اجل تمكينهن من الولادة. وأعرب حسنين عن تقديره للإسعاف المصري الذي ابدي تعاونه في تقديم الخدمات الإنسانية لخدمة المرضى. والجدير ذكره أن ذوي المرضي والعالقين على معبر رفح لا يمتلكون سوى التظاهر في شوارع غزة للمطالبة بفتح المعبر كما أن مناشدات العالقين عبر أجهزتهم الخلوية للفضائيات لم تلق حتى اللحظة آذانا صاغية لوقف هذه المعاناة. من جهتها نظمت حركة حماس اليوم مسيرة للمطالبة بإعادة فتح معبر رفح في اقرب وقت ممكن, حيث اتجهت المسيرة بعد جولة لها في شوارع غزة إلى المجلس التشريعي. العديد من الشباب والأطفال المتواجدين في المسيرة رفعوا شعارات مطالبة الجهات المعنية بضرورة التحرك لإعادة فتح المعبر. أمل حبيب طالبة فلسطينية قدمت منذ سنتين فقط إلى قطاع غزة فهي تعيش منذ طفولتها في دولة الإمارات العربية وقدمت للدراسة في غزة تاركة أهلها هناك وقالت حبيب: "عندما جئت الى غزة كنت اشعر أنني غريبة فهذه المرة الأولى التي اترك فيها أهلي ووالدي وآتي وحدي لكي أكمل دراستي الجامعية في موطني ولكنني عندما عشت في غزة شعرت انني اعشقها وانني اعرفها منذ سنين". أمل لديها سبعة عشر فردا من اقاربها عالقين على المعبر ينتظرون الدخول الى قطاع غزة, بينهم والداها واخواتها الذين حضروا للمشاركة في حفل زفافها الذي كان مقرراً في الاول من حزيران الماضي, ولكن بسبب عدم دخولهم تأجل الحفل. وقالت حبيب "امي قدمت من الامارات لتلبسني ثوب زفافي الابيض ولكن قدر الله وما شاء فعل". وطالبت حبيب الشعب الفلسطيني بالوقوف صفا واحدا من اجل ايجاد حل فعلي وفوري لهذه "الكارثة" التي يعانيها الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني. الحاجة أم أشرف تحدثت الينا وصوتها مشحون بالحزن والالم, مطالبة الرئيس ابو مازن وكافة الاطراف بالتحرك السريع لانهاء هذه الازمة وقالت "ابني خرج الى الجزائر في دورة رياضية ولكن عند عودته وجد المعبر مغلق ووقف ينتظر". مع العلم ان ابنها العالق على المعبر طالب جامعي ينتظر العودة لاكمال امتحاناته الجامعية. وأوضحت الحاجة ام اشرف ان شقيقتها أيضا عالقة على المعبر وهي مصابة بمرض مزمن ومعها اطفالها الثلاثة, عادت بعد زيارة لابنائها الموجودين في دبي وتعاني من حالة صحية سيئة. أما روند مواطنة فلسطينية اخرى, أوضحت ان والدها وقريب اخر لها متواجدين على المعبر بانتظار العودة الى مسكنهم بعد رحلة لهم في مكة ادوا خلالها العمرة. |