وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اوراق .. من القدس

نشر بتاريخ: 05/05/2014 ( آخر تحديث: 05/05/2014 الساعة: 20:41 )
بقلم : بدر مكي

يا اهل يطا .. الوداع
ومضى الفيلسوف ابراهيم مخامرة .. الضليع في الشأن الرياضي .. وخاصة في مسألة الاستراتيجية والدراسات والابحاث .. ابن يطا الحبيبة .. انتقل الى العليين .. كان معنا في وزارة الشباب والمجلس الاعلى واللجنة الاولمبية لاكثر من ثمانية عشر عاما .. الشهر القادم .. كان ابراهيم سيحصل على درجة الماجستير .. ولكن قضاء الله .. لم يمهله طويلا .. صاحب اللهجة اليطاوية المحببة .. يناقش ويحلل .. ويساهم في صنع القرار .. هكذا تعودنا منه .. تسلم مؤخرا ملف الدراسات والابحاث في اللجنة الاولمبية.

توافد المئات .. على جنازة ابن فرسان الجنوب .. وفي جنازته .. توحدت القوى والفصائل .. وكذلك الحركة الرياضية .. بكافة اطيافها .. تجمعت في يطا .. وفاء وتكريما .. لابن الحركة الرياضية .. منذ اكثر من ثلاثة عقود ..

قلت له: مبروك صعود الفرسان .. تبسم ابراهيم .. وكعادته في فلسفة الامور .. المهم ان نثبت في الموسم الاول .. وبعدها سيكون لنا كلمة في اللقب في الموسم التالي .. صعودنا .. جمع اهل يطا حول الفريق .. ويجب استثمار ذلك لصالح الفريق .. واستكمال ملعب الشهيد وفا ..

هذه كلمات ابراهيم .. يا اهل يطا .. حافظوا على وحدتكم .. وتحلقوا حول ناديكم .. وبادروا الى بناء الملعب فورا .. ويا اهل يطا .. الوداع .. انتم الذين تعدون اكثر من مائة الف .. آن الاوان .. لان تقولوا كلمتكم في شأن الحركة الرياضية الفلسطينية برمتها .. هل يعقل .. ان تقولوا لا .. ونسبة التعليم بينكم تفوق التصور .. انتم ايها المثقفون .. ايها المتعلمون .. في كل مؤسسة وهيئة ووزارة .. يتواجد يطاوي قائد .. عليكم ان تقفوا مع نادينا .. نادي شباب يطا .. الذي دربه في وقت من الاوقات ابراهيم مخامرة .. وانا اقول كلماتي تلك .. نابعة من القلب .. بصفتي فرد منكم .. والى جنات الخلد ابو المجد.


سلوان .. فادي والرواد
كنت في سلوان يوم الجمعة المنصرم .. عدت بالذاكرة الى اربعة عقود .. كيف لا .. وقد كنت بصحبة ابناء الزمن الجميل .. وفي مقدمتهم المربي الفاضل رجب شاهين .. الذي احسن تربية وتعليم ابنائه وبناته .. الذي جاء على رأس وفد شباب الخليل للقدامى .. لاجراء لقاء من العيار الثقيل .. في المشاعر والاخلاق الكريمة .. امام قدامى سلوان .. ويفضل الاستاذ الكبير رجب .. ان يطلق على هذا الجيل .. كلمة الرواد .. وليس القدامى .. انتابني شعور عارم .. وانا في صحبة فطاحل اللعبة في العقد السابع والثامن من القرن الماضي .. معظم الفرسان الذين قدموا وجبة دسمة على ملعب مدرسة سلوان في راس العمود .. لعبت امامهم .. كانت مناسبة اللقاء .. وفاء وتكريما لصقر سلوان .. فادي عودة .. القائد المجتمعي .. وحبيب سلوان .. الذي كان في جنازته .. عشرة الاف مشيع .. من كافة الفصائل والقوى.

وكعادته منير الغول .. الجندي المجهول .. الذي يبنى للمعلوم .. اعد برنامج اليوم باقتدار .. ووضع لمسته على فعاليات المناسبة من بابها لمحرابها .. كنا قد قرأنا الفاتحة في المقبرة على روح الشهيد البطل .. ابن العائلة الكريمة .. وفي الحافلة المتجهة الى سلوان .. تبادل الجميع القفشات .. وكذلك في دار عودة .. كان ابطالها رجب شاهين، عطية شبانة، ماهر مفارجة، ابراهيم نجم، حاتم وحازم صلاح، سمير غيث، ناجي القواسمي، عز القاق ومنير الغول.
وعلى مائدة الغداء .. تبادلنا الكلمات .. وتحدث الطود الخليلي الشامخ .. رجب شاهين .. عن الزيارة المميزة .. التي تعبر عن التواصل بين ابناء الشعب الواحد .. رغم معيقات الاحتلال .. مستذكرا رفاق دربه في رابطة اندية الضفة .. وامتدادهم الطبيعي مع غزة.

وكذلك عطية شبانة .. اللاعب السابق .. والانسان المثقف الملتزم بقضايا وطنه .. وفي المقدمة .. القدس .. واتحفنا بعدد من قصائده الشعرية.

وكان الغول وابناء عودة .. قد عبروا عن امتنانهم لخطوة شباب الخليل .. بحضورهم للقدس لتكريم ابنهم الراحل .. مؤكدين على العلاقة التي تربط عميد الضفة بعميد القدس .. وكذلك فعل النجم الفذ ابراهيم نجم .. الذي تحدث من القلب عن رواد الزمن الجميل.

وتوجهنا الى نادينا .. نادي سلوان .. صاحب البصمة في تاريخ الكرة الفلسطينية .. عبر المؤسس المرحوم احمد عديلة .. حتى يومنا هذا .. وكان ماهر عيد وناصر العباسي .. من ادارة النادي في استقبالنا .. وقدما شرحا وافيا عن الظروف المحيطة بالمكان .. ومحاولات تهويد المكان .. والغاء تاريخه.
ولا بد ان تكون وجهتنا نحو منزل عائلة ياسين .. للاطمئنان على صديق الجميع نبيل ياسين (ابو مهدي) في حضرة ابناء العائلة .. وكان نبيل اجرى عملية القلب المفتوح .. هذا الانسان الذي يتمتع باخلاق رفيعة .. وصاحب صاحبه .. ولم يقصر مع احد .. وقد تعرفت عليه عن قرب في اللجنة المساندة لاتحاد الكرة قبل سبعة اعوام .. كان لا يخشى في الحق لومة لائم .. وتربطه علاقات طيبة مع عديد الفرق .. وكان حمامة سلام عند كل اشكالية قد تقع.
وفي ملعب المباراة .. شاهدت فرسان الزمن الجميل .. حازم ومفارجة والترياقي والجعبري وشاهر ودوفش باشراف حاتم صلاح .. ومن سلوان .. القاق الكبير وابراهيم ونضال وابو ميالة وحميدان وامجد حامد والنمري باشراف ابراهيم نجم.
كانت بعض "الكروش" قد ظهرت لدى البعض .. ولكنها في الزمن الجميل لم تكن كذلك.

وعلى الميكروفون .. كان زميلي منير يرحب بالجميع .. شاكرا الحضور على تكريم القائد المجتمعي فادي عودة .. وقد كان الشقيق يؤبن الشقيق .. في كلمات لم اسمع تأثيرها من قبل .. الشقيق في قصيدة رثاء لشقيقه .. لقد انخلع القلب .. واقشعر البدن .. كبروا الصغار في سلوان .. واصبحوا ثوارا .. احرارا .. رغم انف الاحتلال.

عادت الحياة لملعب سلوان .. وهذا والله ما كان يصبو اليه فادي .. الذي كانت افكاره واعماله وتعاليمه .. تتحدث عن نفسها في ميدان الملعب .. كلنا فزنا في اللقاء الجميل .. وكذلك روح الشهيد .. وغادرت سلوان على امل العودة الجمعة المقبل .. في بطولة السداسيات .. وكنت على امل .. ان يتم ضرب الحكم عز القاق .. الحكم الصاعد الواعد المتوعد والمتكرش .. من قبلي تحديدا ..وقد حرضت عليه .. بلا طائل .. بصفته جزءا من حمولة السيارة .. التي يتغنى بها الجميع .. في القدس.

انتظروا .. هلال العاصمة
تحدث الدكتور من القلب .. الى المئات الذين أموا قاعة فندق النوتردام بالقدس .. كان الحديث دافئا .. عفويا .. بعيدا عن التكلف وحوشي الكلام .. دخل قلوبنا جميعا .. بادبه الجم .. وحسن اطلاعه .. بين يوم وليلة .. اصبح الطبيب باسم ابو عصب .. حديث الشارع الرياضي .. واليوم والليلة .. في عمر الوطن الذي يعيش فينا .. سبعة اشهر متواصلة من العمل الدؤوب .. في سبيل الحفاظ على هلال العاصمة .. وتاريخه الناصع البياض .. تحدث الدكتور عنه .. وهو النادي الضارب جذوره في القدس .. كانت شهور من سهر الليالي .. وقد اشرف على كل صغيرة وكبيرة .. حتى تحقق جزءا مما يحلم به .. وهو ابقاء الهلال في درجته .. والحصول على الكأس .. ولكن القادم .. سيكون المزيد من البنية التحتية لصالح النادي وابناء المدينة.

صاحب القيمة والقامة في العائلة الهلالية .. يعمل بعيدا عن الاضواء .. ومعه اليوم كتيبة من الشخصيات الوطنية والرياضية والمجتمعية .. في الهيئة الادارية .. وعلى كل منهم ان يقوم .. بالتكليف المنوط به .. حتى يتحول الانجاز الى ابداع .. وتجربة رجال الاعمال والقطاع الخاص في شأن الحركة الرياضية .. ستكون في واجهة احداث هذا العام .. ولعل التجربة التي يخوضها باقتدار رئيس نادي هلال القدس .. ستثبت ان هؤلاء الفرسان .. هم ما تحتاج اليه حركتنا .. للاستمرارية وللوصول للمحافل الاقليمية والدولية .. وما بالكم .. اذا كان هذا العمل الرائع .. يتم في عروس المدائن القدس .. التي تحدث عنها طويلا مرارا .. الدكتور باسم ابو عصب .. ابن العائلة الكريمة.

وبعد كل هذا .. اقول .. وبملء الفم .. انتظروا هلال القدس .. في كافة مناحي الحياة .. في الرياضة والثقافة والفنون .. ناهيك عن الشأن الاجتماعي والكشفي .. ووطنيا .. فهلالنا .. دائما في العلالي .. هذا الهلال الساكن فينا ليل نهار .. لا بأس ان يقاد .. بشيء من الديكتاتورية .. مقرونا بعمل الفريق الواحد .. واعتقد اننا في الهلال .. على دراية بهذه المسالة .. وهي وصفة ناجحة .. وسنرى.