|
القدس ،زيارات رياضية....بعد الفتوى الدينية ؟
نشر بتاريخ: 07/05/2014 ( آخر تحديث: 07/05/2014 الساعة: 19:17 )
بقلم: جواد عوض الله
كنا في فلسطين وما زلنا ننتظر من كافة شعوب الدول العربية والاسلامية التواصل مع الأرض، ومن على الأرض شعبا وشجرا ومقدسات ،وعلى راس هذة الأماكن المقدسة مدينة القدس، تواصلا ،دينيا وسياحيا وثقافيا وتراثيا واجتماعيا وانسانيا.وفنيا....ورياضيا كذلك ، الا ان هذا التواصل محظور وممنوع بقرارين مختلفين في المبررات ومتفقين في الهدف ،والنتيجة ،حظر الزيارة ،تارة بقرار من الأحتلال الأسرائيلي الذي يسعى بكل الوسائل الى تهويد القدس وافراغ سكانها منها ومحاصرتها والتضيق عليها ، وتارة بقرار الفتوى الدينية التي تحرم الزيارة لفلسطين وما بداخلها من بشر وحجر ومقدسات بحجة التطبيع مع الأحتلال ،وايا كان نوعية هذا التواصل العربي والاسلامي وطبيعته الزيارة للقدس حكم على المبدا بالموت والفكرة بالتبدد ،في كافة المجالات وفي المجال الرياضي كذلك، ومن عامين مضيا انتظرنا التواصل مع البشر في الأسر، وكسر الحظر، من قبل منتخب الشقيقة مصر ،لتعيد تكرار حضورها إلى ارض فلسطين حيث لاقت منتخبها لكرة القدم على ارض يافا في السادس من نيسان من العام 1934 ضمن تصفيات كاس العالم التي شاركت فلسطين بها في تلك التصفيات ،لكن الزيارة الرياضية المصرية لم تتم ،وكان من المبررات ،بل وعلى راس تلك المعيقات الفتاوى الدينية التي تحرم زيارة القدس العربية ،تحت الأحتلال الاسرائيلي ؟ اننا في فلسطين نتطلع الى الحجيج العربي الاسلامي لبلدنا ونصرة قضيتنا وقدسنا في كافة المجالات ،وعليه لا ننظر إلى هذه اللقاءات الرياضية الودية على ارضها من باب الرياضة كالعاب ترفيهية فقط،؟!بل هي رسائل وطنية وسياسية وانسانية ،وتواصل مع قضيتنا وقدسنا الأبية ،ونتطلع ليوم يصبح فيه التواصل في كافة المجالات والنشاطات ومنها الرياضة ، فالرياضة اصبحت إحدى أهم وأقوى الجسور الممتدة بين الشعوب عامة ، وللفلسطينيين خاصة ،وتعد حلقة تواصل هامة وباعتبارها لغة عالمية حضارية عابرة للمدن والدول والقارات. نعم ،بحجة التطبيع من ناحية ،وبمبرر الفتوى الدينية ،التي تحرم زيارة فلسطين والقدس من ناحية ثانية وهي لدى معظم الدول الاسلامية والعربية المبررات القوية،التي يتسلح بها المواطن قبل السياسي،وصاحب القرار ،وعليه كان يأتي الاعتذار تباعا عن زيارات فلسطين والقدس ؟ وكان التساؤل الفلسطيني السابق :هل زيارة السجين اعتراف وتطبيع مع السجان،؟أم مزيدا من الدعم المعنوي والنفسي والتواصل الاجتماعي،الذي يخفف عنه معاناته ،ويطبب له الآلآم.؟ كنا نعلم ،إن في حرمان اسرائيل زيارة الأسير من ذوي الأسير ،عقاب واثخان في الأسر،واثقال في الحمل والعبء النفسي والوحدة ومزيد من الظلام. ..؟، و نرى في مقاطعة القدس التي ترزح تحت الاحتلال، من قبل العرب، مسلمين ومسيحيين،مزيدا من التضيق عليها وحصارها ،ومنح الأحتلال مزيدا من الوقت واتاحة الفرص والظروف والمحاولات للاستفراد بها من قبل الإسرائيليين الذي يخططون للسيطرة والاستحواذ عليها ليل نهار ، وتهويدها تحت حجج واهية كاذبة ،....فشلوا لغاية الآن بكل الطرق من إثبات وجود آثار ما يسمى بهيكلهم بها ، ورغم ذلك ما زالوا بتلك الخرافات والمعتقدات التلمودية يلتفون حولها، يدعونها بعاصمتهم ،ويكررون اقتحامها ، ويتواصلون مع كذبة صدقوها ويريدون استحضارها وترجمتها واقامة هيكلهم بها ،ليستمر تواجدهم بها ،وزيارتهم للقدس وما حولها ...؟؟!!، نعم لا شواهد لهم كشواهدنا ،فمقدسات العرب والفلسطينيين مسلمين ومسيحيين قائمة،لا نريد اثبات وجودها، صامدة ،لا تحتاج الى بناء حجري من جديد ،بل تحتاج الى اعادة بناء علاقات التواصل الأنساني الآجتماعي السياحي الثقافي الديني معها ،واعادة بناء علاقات الحنين الفكري العقائدي القلبي الروحاني كذلك بها ،وابقائها حية في نفوس ابنائها،بشوارعها وازقتها وبيوتها وامكانها التراثية والدينية الاسلامية والمسيحية ،لا العكس من ذلك ،وقتل وجودها في داخل اتباعها تحت بند حظر ومنع زيارتها ،لتغيب عن اعينهم وبالتالي عن عقولهم وقلوبهم والبابهم ،واهتمامهم؟. يفترض ان القدس ليست بقايا اطلال نطل عليها عبر الفضائيات لشجب واستنكار حصارها او لتجنيد الأموال ،وليست بسماع الأغنيات والحديث عنها عبر وسائل التواصل الأجتماعي ، تارة بالحنين والشوق ،وبالتشدق بها تارات فقط ،كما الحديث بامنيات الحنين عن مصنع بالصين ،دون ان تحركوا ساكنا او تكسر يا عربي يا عبد الله فرع وورقك التين ،؟! القدس سقف البيت ،مشروع تحرر يبدا بدعاء نعم ،وينتهي بصلاة الختيار ،القدس تظلم بتصريح وفتوى يمنع عنها احبابها عند حدود تعتمدها اسرائيل مؤقتا حدود الدار ، ؟؟!! من هنا ،كان قرار تحريم الزيارة للقدس يصب في صالح اسرائيل فالنتيجة كانت لصالح المحتل ورغباته ،وقراراته ، وخططه ، والنتيجة ، هجر القدس ومنع التواصل معها ،والمفارقة رغم اختلاف الفرقاء في الديانة والقومية والهوية واللغة..... ، ان النتيجة واحدة والهدف بدى واحدا ،وان اختلفت النوايا .....اعدام القدس بقرار اسرائيلي وعربي واسلامي ، ،؟! ، نعم تعددت المبررات والنتيجة واحدة ،لا لزيارة القدس بفعل معيقات وقرارات الإسرائيليين من ناحية ،وغيرهم من المفتيين والسياسيين العرب والمسلمين من ناحية ثانية، حيث الفتوى الدينية كانت تحرم الزيارة للقدس . بقي هذا التحريم قائما للاسبوع الماضي حيث عقد في العاصمة الأردنية عمان مؤتمرا عالميا شارك به اعداد كبيرة من فقهاء وعلماء الأمة الأسلامية ،تحت عنوان الطريق الى القدس ،وقد شارك به علماء ورجال دين من فلسطين ،وكان من ابرز القرارات رفع الحظر عن زيارة القدس ،وصدور فتوى من جموع العلماء بتحليل زيارة القدس ؟؟!! وان ضمنت (بشروط واليات تنفيذية) ، نعلم إنها القدس ،ركن ثابت في العقيدة والفكر،لا جزء من المناورة السياسية والوطنية والعربية والاسلامية ، ،الم يقل المصطفى لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد والمسجد الأقصى احداها ،يجب ان لا تبقى اسيرة ومحاصرة كما هو شعبها ،بطوقين وجدارين ،احدهما فرضه الأحتلال وثانيهما اشد واقوى بنيناه نحن العرب والمسلمين بمواقفنا وفتاوينا ،دون ان نعي ان قرارنا هذا يتناغم وقرار وسياسية الأحتلال الرامية الى تهجير المقدسين منها ومنع الفلسطينين من الوصول اليها ،وحظر العرب من التفكير بها وبزيارتها ،واحلال المستوطنين في شوارعها وبيوتها وازقتها وارضها وسماءها ، ؟وربما نتيجة الفتوى السابقة ،وما الحقته من اضرار للقضية الفلسطينية عامة ولقضية القدس وافراغها من عروبتها خاصة ،بمنع حجيج المسلمين وسائحيها ومحبيها من زيارتها ،هي من دفعت لاعادة النظر بالفتوى من جديد واشتداد الطواق التي تفرض اسرائيل وحكومتها على القدس وتهدد وجودها ،,من هنا اعيد النظر بالفتوى السابقة التي تحرم وتحظر الزيارة الى فتوى فقهية اخرى تؤيد الزيارة وربما تضعها في مراتب الفروض ؟! نعم حيث بالموقف العربي والفتوى الدينية بنى بفكرنا ان التواصل معها محظور عربيا واسلاميا عالميا بحجة أن التواصل معها يعني التطبيع وان الزيارة لها اعتراف بالاحتلال ، ؟ وعودة على تعثر زيارة المنتخب المصري وقتها ،حيث غطت الصحافة العربية عامة والمصرية خاصة وتناولت هذا الموضوع ،بين مؤيد وعارض وكانوا بلا شك هم الاكثرية بالأستناد الى الفتاوى الشرعية ،التي تحرم الزيارة مما جعل الأتحاد المصري ووزارة الشباب والرياضة المصرية ومن في حكمها ، واللآعبين وغيرهم من اصحاب القرار يقفون كثيرا امام قرار مشاركتهم ،وانعكاس ذلك على شخصية اللاعبين المشاركين حيث كان يتعرض الزائر الى عديد من الضغوطات والهجوم الأعلامي والتشكيك بوطنيته والتزامه بفتوى المفتي ،وغيرها من قدح وذم ،مما يؤثر على نفسياتهم كزائرين ورياضين في اوطانهم ،اضافة الى ارتكابهم المحرمات والذنوب ومخالفة الفتاوى الشرعية ،بزيارتهم لفلسطين ،وعليه امتنعوا لاسباب كثيرة ومبررات مختلفة منها ما هو مرتبط بالفتاوى الشرعية الدينية،ومنها ما هو مرتبط بعدم منح البعض التصاريح من قبل الأحتلال الذي لا شك يحرص على عدم تواصل العرب مع فلسطين وقدسها في كافة الحقول والمجالات ومنها الرياضية ،والمتتبع لحراك الرياضة يرصد حجم المعيقات التي تضعها اسرائيل امام المنتخبات والدول والمحاضرين وغيرها من احداث رياضية تعقد في فلسطين ،تحرص اسرائيل على مد عصيها في دواليب مسيرتهم ورحلاتهم الينا ،؟ لا احد ينكر دور الفتوى الدينية التي كانت سيدة الموقف ،في الحد من زيارة فلسطين وخاصة لعموم العرب والمسلمين من جنسيات اجنبية ،وهنا ارى ان المشكلة ليست في فشل زيارة هنا، واخرى هناك بفعل منع الأحتلال لها فقط ،بل عندما ترى في زيارة القدس وفلسطين حرام ،وفي تغيب قاصديها عنها حلال، وفي هجرها عبادة ،وفي التواصل معها خيانة لله والدين والوطن والمقدسات ،؟؟!!! لهذا ،وبعد الفتوى الصادرة بالأمس القريب من مؤتمر لعلماء المسلمين ،والتي جاءت بفتوى رفع الحظر عن زيارة القدس، علينا التواصل معها بكافة الأشكال ،لا تركها بايدي الاحتلال ،ولنتواصل دينيا وتقافيا وتراثيا وسياحيا.... ورياضيا، المشكلة كانت وقتها تعميم الفتوى على كافة أصقاع الأرض وكافة الشرائح البشرية وحاملي الجنسيات الدولية من المسلمين في كافة القارات والبلدان،الذين تقيم دولهم علاقات مع إسرائيل" كتركيا وغيرها "وغيرهم ،بحرمة زيارة فلسطين ،وكان هؤلاء ممن يرغبون بزيارة القدس والتواصل معها يقفون عند فتوى علماء المسلمين بحرمة الدخول إلى ارض فلسطين وهي تحت الاحتلال ،وينتظرون التحرير ليتمكنوا من الحجيج لها، والتساؤل الثاني :لمن يرى في ذلك انه رضوخ لضغوط سياسية وانها فتاوى مسيسة ،هدفها شرعنة وتحليل التطبيع مع الاحتلال ،الم يكن القرار أو الفتوى بحرمة الزيارة للقدس وهي تحت الاحتلال يتناغم مع ما يفعله الاحتلال من منع الدخول لأبناء فلسطين لمحيط القدس القديمة،ويحددها باعمار وبسنوات وحسن سير للزيارات،الم يصبح ذلك المبرر تحت شعار رفض التطبيع، بمثابة تعطيل لحديث المصطفى عن المساجد التي تشد لها الرحال، وبذلك منعت تلك الفتوى مسلمي أوروبا وأمريكا واسيا وإفريقيا وغيرهم ممن يحملون جوازات أجنبية ،وهم ليسوا بعرب وليسوا من دول اسلامية من زيارة القدس والتواصل معها كمسلمين يجوبون شوارعها وأماكنها الدينية والتراثية ،يدخلوها كأمواج بشرية يومية تنادي تقول للاحتلال بالفعل والحركة والتواجد والتفاعل من ارض بيت المقدس وما حولها، القدس لنا ،ولن نترككم تستفردون بها، مؤسف ما أفضت عنه جولات الشد والجذب ،حول اعتذار منتخب مصر الأولمبي عن زيارته للقدس بحجة التطبيع سابقا ،واحتراما للفتوى الدينية وعدم مخالفتها من قبل بعض اللاعبين وهذا ما صدر عن احد نجومهم معقبا على زيارة القدس ، رغم أن الزيارة للفلسطينيين المعتقلين من بشر ومقدسات لا لمحتليهم ، فزيارة السجين في المعتقلات الإسرائيلية، كما قال ابن القدس الراحل فيصل الحسيني ليست اعترافا بالسجان أو تطبيعا معه ، من هنا فليكن للرياضة حضور وحراك وخطة واستراتيجية لتفعيل التواصل الرياضي بعد قرار الفتوى الدينية وترجمته بجلب الوفود الفلسطينية اينما كانوا في الشتات ،من خلال (فلسطينياد) على وزن( اولمبياد )ولتكن بطولة وملتقى للشبية الرياضية الفلسطينة في كافة دول العالم،تعقد على ارض فلسطين وداخل القدس ،حيث الفتوى الجديدة ايضا مستويات ،تحلل للفلسطينيون اينما كانوا الزيارة ،ومن ثم تحلل الزيارة للمسلمين من خارج الدول العربية والأسلامية ،وعليه نعم لخطط جذب الشباب والفلسطينين من خلال الرياضة الى فلسطين في ظل رفع الحظر الديني عن الزيارة ،؟؟وهناك افكار وبرامج ستجعل من القدس وفلسطين حركة رياضية دائمة ،وما هو أكثر حزنا أن يستمر مسلسل العتراض على الفتوى واستمرار تمرير ثقافة الحرام للشرائح المجتمعية الأخرى ولجنسيات الدول الأخرى، استنادا للفتاوى الشرعية السابقة ، لتبقى القدس أسيرة دون زيارة. [email protected] |