وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجنرال الايراني الهارب يكشف بعض اسرار ايران النووية وقدرة مخابرات بلاده على تضليل الغرب

نشر بتاريخ: 08/07/2007 ( آخر تحديث: 08/07/2007 الساعة: 17:56 )
بيت لحم- معا- نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر امريكي وصفته بالكبير قوله بان الجنرال الايراني علي رضى عسكري الذي فر الى الغرب خلال زيارته تركيا في شباط العام الماضي موجود حاليا في منشاة استخبارية امريكية حصينة مؤكدا ان الجنرال الايراني القى خلال التحقيق معه الضوء على قضايا تتعلق باكثر الاسرار الايرانية كتمانا استطاع الوصول اليها مباشرة او غير مباشرة.

واضاف المصدر الامريكي ان فرار الجنرال الايراني الذي يعتبر من ابرز رجال الاستخبارات الايرانية منذ الثورة الاسلامية, جاء نتيجة عملية استخبارية مركبة نشأت في اطارها علاقات بين الـ سي اي ايه والجنرال علي رضا تكللت في النهاية بربط الجنرال الايراني بضباط استخبارات غربية في اسطنبول انتهت بفراره من ايران بعد ان نجح في اخراج بعض افراد اسرته من الجمهورية الاسلامية والذين يتواجدون معه حاليا في نفس المنشأة الاستخبارية التي يحتجز فيها.

وقال المصدر الامريكي ان الجنرال الايراني ابلغ محققيه بوجود منشآت نووية ايرانية سرية غير معروفة للغرب مكنت ايران من احراز تقدم ذي مغزى في هذا المجال.

واضاف الجنرال الايراني ان العلماء الايرانيين يستخدمون الى جانب المفاعلات النووية المعروفة في "بوشهر، باراك " تكنولوجيا قديمة نسبيا لتخصيب اليورانيوم باستخدام اشعة الليزر مضافا اليها بعض التعديلات الكيماوية التي جعلت من الطريقة المذكورة اكثر تقدماً.

وتحدث الجنرال الايراني بالتفصيل عن طرق التضليل التي تتبعها السلطات الايرانية لاخفاء الجزء السري من برنامجها النووي عن عيون المراقبين الدوليين حتى تستطيع الاستمرار ببرنامج بناء القنبلة النووية "الشيعية" الاولى في ظل نجاح الضغوط الدولية في وقف تخصيب اليورانيوم في المفاعلات المعروفة.

واثارت المعلومات التي قدمها الجنرال الايراني حول المشروع النووي السري قلقا شديدا في دوائر اتخاذ القرار الغربية وبعض المنشغلين بالموضوع الايراني ممن اطلعوا على المادة الاستخبارية الكاملة التي تقاطعت مع شذرات المعلومات الاستخبارية التي نجحت تلك الدول في جمعها عن المسار النووي الايراني السري, الا انها لم ترقى الى المستوى المعلوماتي الذي قدمه الجنرال العسكري والذي بينت قرب ايران من صنع قنبلتها النووية اكثر مما كان يعتقد قبل فراره.

واعرب المصدر الامريكي عن تقديره واعجابه الشديد بعمل جهاز المخابرات الايرانية الذي نجح على مدى سنوات في تضليل الاستخبارات الغربية والاسرائيلية موهما اياها بان المسار الاساسي لبرنامج ايران النووي هو علاقاتها مع روسيا في حين ادارت مسارا سريا لا يعلم الغرب عنه شيئاً.

واضاف المصدر "صحيح أننا في نهاية المطاف اكتشفنا المسار السري وسنتخذ اليوم عملا في هذا الموضوع، ولكن ينبغي التصفيق لجهاز الأمن الايراني الذي نجح مرة اخرى في أن يفاجئنا وتميز مرة اخرى بالذكاء والدهاء الكبيرين وعلى مدى سنوات طويلة أدار عملا سريا دون أن نعرف عنه شيئا".

واستطرت المصدر الامريكي قائلا "فقط في العام 2002، في اللحظة الاخيرة، بعد أن اوشكت ايران على الشروع في عملية تخصيب اليورانيوم، وأجهزة الطرد المركزي التي تلقتها من الباكستان، انكشف هذا المسار وتبين ان العلاقات مع روسيا في اساسها تمويه على الامر الحقيقي والان يتبين ان الصراع الدولي الجاري في السنوات الثلاث الاخيرة حول موقع اجهزة الطرد المركزي في نتانز، شكل هو الاخر تمويهاً، جزئيا على الاقل، للمسار السري الذي يتحدث عنه عسكري".