صندوق الاستثمار وغرفة سلفيت ينظمان لقاءً تعريفيا حول صندوق شراكات

سلفيت - معا - تحت رعاية وبحضور الدكتور محمد مصطفى، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، نظم صندوق الاستثمار الفلسطيني وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة سلفيت، اليوم، ورشة عمل تعريفية حول صندوق "شراكات"، لشرح آليات عمله والتعريف بالمعايير الاستثمارية التي يتبعها، وتوضيح سبل التعاون مع الشركات والمشاريع الفاعلة في المحافظة.

وحضر اللقاء المحافظ ابو بكر ونائبه والدكتور ضرغام مرعي نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الاستثمارية في صندوق الاستثمار الفلسطيني، ورئيس الغرفة التجارية في سلفيت الحاج اياد الهندي وممثلين عن شركاء الصندوق، وأصحاب وممثلي الشركات ورجال الاعمال في محافظة سلفيت.

وفي كلمته رحب محافظ سلفيت ابو بكر بالحضور، ونقل لهم تحيات الرئيس ابو مازن ومباركته للجهود المبذولة في خدمة الوطن والمواطن والنهوض بالواقع الاقتصادي الفلسطيني، مشيرا الى ان القطاع الاقتصادي في محافظة سلفيت يواجه تحديات كبيرة اهمها سياسة الاحتلال المتمثلة في مصادرة الاراضي والاستيلاء على موارد المحافظة الطبيعية، وضعف البنية التحتية خاصة في الطرق والمياه والصرف الصحي، وضعف الحوافز التشجيعية للاستثمار باعتبار محافظة سلفيت منطقة مواجهة مع المستوطنين، مبينا انه وبالرغم من كل ذلك تعتبر المحافظة واعدة استثماريا لما تمتلكه من اهمية على صعيد الموقع الجغرافي ومساحة الارض وثمنها وعدد السكان واحتياجاتهم مقارنه بالمحافظات الاخرى.

واضاف ان ما يميز اقتصاد المحافظة هو القطاع الزراعي وخاصة انتاج زيت الزيتون وجودته العالية، والقابل للتصدير للخارج، اما القطاع الصناعي الذي ياتي في المرتبه الثانية فيغلب عليه الصناعات الحرفية والمشاريع الانتاجية الصغيرة وتوفر الايدي العاملة الحرفية والمهنية وبمهارة عالية، حيث يشكل قطاع الخدمات نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي في المحافظة وبمختلف القطاعات كالتجارة والاتصالات والنقل والخدمات.

وقدم ابو بكر الشكر للحكومة الفلسطينية وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله، والدكتور محمد مصطفى، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ولصندوق الاستثمار الفلسطيني ولغرفة تجارة وصناعة سلفيت على جهودهم المبذولة للنهوض بواقع الاستثمار واهتمامهم بمحافظة سلفيت على وجه الخصوص.

بدوره ثمن الدكتور محمد مصطفى الجهود التي تبذلها محافظة سلفيت وغرفتها التجارية في سبيل النهوض بالقطاع الاقتصادي وحجم الاستثمار بالمحافظة، مؤكدا أن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة يشكل عصب الاقتصاد الفلسطيني، وهو يشغل النسبة الأكبر من الأيدي العاملة في القطاع الخاص، ومن هذا المنطلق أولت الحكومة الفلسطينية جهداً كبيراً في تطوير وتحسين هذا القطاع، وذلك بالتعاون ما بين مؤسسات القطاعين العام والخاص.

واضاف إن صندوق شراكات يساهم في تطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تزويد تلك المشاريع برأسمال إضافي، يعمل على تطوير نشاطاتها وتوسيع أعمالها بما في ذلك الوصول إلى أسواق جديدة، حيث يعتبر هذا القطاع مصدراً أساسياً من مصادر التنمية الاقتصادية.

كما واعلن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن تقديم مبلغ 100 الف شيكل لمحافظة سلفيت كدعم رمزي لتعزيز صمود مواطنيها في وجه الاستيطان وممارسات الاحتلال.

وفي كلمته وصف رئيس غرفة تجارة وصناعة سلفيت الحاج اياد الهندي الاستثمار والنشاط الاقتصادي والتجاري في محافظة سلفيت بانه ضعيف مقارنة بمحافظات الوطن، وعزا ذلك لوجود الاحتلال والاستيطان الذي يمزق المحافظة الى أشلاء والتي يمكن وصفها بالمحافظة المنكوبة لوجود أكثر من 23 مستوطنة وجدار الفصل العنصري والذي يعزل أكثر من مئة ألف دونم من أراضي المحافظة وإغلاق المدخل الرئيسي للمحافظة.

وبين الهندي أن عدد القوى العاملة في محافظة سلفيت يتجاوز 20 ألفا وان نسبة البطالة تصل الى أكثر من (20%) هذا بالإضافة الى ارتفاع نسبة الأراضي المصنفة (ج) والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية والتي تتجاوز (70% ) مما يعيق الاستثمار فيها.

وبين إن الغرفة التجارية تعتبر الذراع الإقتصادي لمجتمع الأعمال في محافظة سلفيت ، وانها مولت الخارطة الاستثمارية التي تم طرحها في المجلس الاستشاري للمحافظة وقامت المحافظة بالعمل على انجازها مع مكتب استشاري مختص، والتي تعرض دراسة اولية لمجموعة من المشاريع الحيوية ولقطاعات اقتصادية مختلفة لجذب الاستثمار الى داخل المحافظة.

ودعا رئيس غرفة سلفيت كافة التجار ورجال الاعمال بالمحافظة الى محاولة الاستفادة من الخدمات التي يقدمها الصندوق الذي يخدم قطاعات اقتصادية مختلفة، وطالب الحكومة الفلسطينية والدكتور محمد مصطفى شخصيا لإيلاء محافظة سلفيت كل الاهتمام ومحاولة جلب المستثمرين للمحافظة وتقديم الدعم والمساندة من صندوق الاستثمار لإنشاء شركة تسويق زراعية بالمحافظة ، وإعطاء محافظة سلفيت نسبة من العطاءات الحكومية والتي تتعلق بمحصول زيت الزيتون.

وشكر الهندي الدكتور مصطفى لاهتمامه بمحافظة سلفيت وحضوره شخصياُ الى هذا اللقاء من اجل التطوير والنهوض بالواقع الاقتصادي في محافظة سلفيت، ودفع عجلة التنمية لهذه المحافظة المستهدفة والأكثر استيطاناً على مستوى الوطن وقدم الشكر للمحافظ أبو بكر لاستضافته ورعايته الدائمة للعديد من اللقاءات والأنشطة الاقتصادية في محافظة سلفيت.

من جهته، قال الدكتور ضرغام مرعي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الاستثمارية: "استثمر شراكات ما يزيد عن 10 مليون دولار أمريكي في 7 شركات فلسطينية منذ إطلاق الصندوق في نهاية عام 2012، وقد توزعت هذه الاستثمارات على شركات ومشاريع عاملة في قطاعات السياحة والزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والتمويل متناهي الصغر، إلى جانب أن شراكات حرص على الاستثمار في مشاريع عاملة في منطقة الأغوار الفلسطينية ومدينة القدس".

وتابع الدكتور مرعي: "هدفنا في هذا الملتقى أن نطلع شركاءنا والشركات التي استثمرنا فيها على أهم الإنجازات التي حققها شراكات، والتطلعات المستقبلية للصندوق فيما يتعلق بخططه الاستثمارية لهذا العام، حيث من المتوقع أن يرتفع إجمالي الاستثمارات التي قدمها شراكات لتتجاوز 20 مليون دولار أمريكي نهاية العام 2014."

وبيّن الدكتور مرعي "أن لشراكات العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد الفلسطيني، فإلى جانب الاستثمارات التي يضخها في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يساهم شراكات في توفير المزيد من فرص العمل وذلك من خلال تطوير النشاطات التجارية للمشاريع التي يستثمر فيها، وتوسيع قاعدة إنتاج تلك المشاريع، وزيادة فرص دخولها إلى أسواق جديدة." ووضح الدكتور مرعي أن الصندوق قد نجح في استقطاب مجموعة من الشركاء المحليين والدوليين وذلك بهدف رفع الحجم الاستثماري في الصندوق"

وتخلل الورشة طرح العديد من الاسئلة والمداخلات التي قدمها الحضور وتمت الاجابة عليها، وعلى هامش اللقاء تم اصطحاب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في جولة تفقدية لشركة العامور للصناعات المعدنية في مدينة بديا رافقه فيها المحافظ ابو بكر وممثلي صندوق الاستثمار ، حيث التقى الوفد مدير الشركة والعاملين فيها واطلعوا على سير العمل والاقسام في المصنع .

من الجدير بالذكر ان صندوق "شراكات" ياتي ضمن استراتيجية صندوق الاستثمار الفلسطيني الهادفة الى تطوير القطاعات الاقتصادية الحيوية في فلسطين، وهو متخصص بالاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاعات اقتصادية هامة وحيوية في فلسطين.