|
كتب رئيس التحرير : فتح وحماس دخلتا مرحلة الإنكار
نشر بتاريخ: 09/07/2007 ( آخر تحديث: 09/07/2007 الساعة: 21:43 )
بيت لحم - معا- كتب ناصر اللحام - عند وقوع حدث جلل أو مصيبة عظيمة، أو حادث مفاجىء مثل إنهيار الإتحاد السوفيتي أو أحداث 11 سبتمبر أو فوز حماس في الإنتخابات أو سقوط أجهزة الأمن في غزة فإن المجتمعات والأحزاب ( مثلها مثل الأفراد) تمر في ثلاث مراحل .
المرحلة الأولى وهي الصدمة، بحيث تفقد المجتمعات أو الأحزاب أو الأفراد، القدرة على فهم ما حدث، ويعتلي الوجوم الوجوه ويفقد الناس القدرة على إستخدام الحيل الدفاعية، وقد تطول هذه الفترة أو تقصر، ولكنها عادة لا تطول لأنها فترة قاسية وتفقد المجتمع معظم طاقاته الدفاعية فيستسهل الجميع الإنتقال للمرحلة الثانية . المرحلة الثانية وهي مرحلة الإنكار، حيث يستطيب المعنيون " بالحادث" أو " بالمصيبة" الإنكار، فينكر المهزوم هزيمته وينكر المنتصر دوافعه وينكر الجبان خوفه، وينكر المواطن مواقفه وهكذا . ومما يحدث لدينا بعد أحداث 14/حزيران في غزة، فإن فتح تنكر لغاية الآن أن سقوطها كان بسببها، وأن إدارتها كانت فاسدة، وتنظيم عمل أجهزتها كان مبنيا على الواسطة وأن وحدتها التنظيمية أشبه ما يكون بالوحدة العربية، وأن أموالها مهدورة وكفاءاتها مطمورة وأن إنكبابها على أجهزة السلطة حطَّم إرادات أحرارها فصار الطالح يسابق الصالح في طلب المسؤوليات وتحولت عضوية فتح الى "مكسب" ولم بعد أي قاسم مشترك بين زكريا الزبيدي من جهة وسرى نسيبة من جهة أخرى، بين أبوعدي من جهة وبين أبوعلاء من جهة أخرى . كما أن حماس تنكر كل ما يوجه ضدها من إنتقادات، وتنكر أن القوة أسكرتها فصار سلوكها يسبق معتقداتها، وصار أصحاب " الرؤوس الحامية" فيها يسودون على رجاحة العقل عند كبارها، وينكرون أنهم أنزلوا علم فلسطين وأنهم يحكمون القطاع بقوة التنفيذية وبلغة الجسد وينكرون أن العالم يحاصرهم وينكرون أنهم بحاجة الى شرعية كل فصيل فلسطيني مهما صغر حجمه وكل مؤسسة مدنية مهما كانت قدراتها متواضعة، فكل من يريد حماس هو الرجل الطيب وكل من ينتقدها هو الشيطان الرجيم لدرجة لم نعد نعرف الفرق بين الظواهري وبين البواطني . أما الإنتقال الى المرحلة الثالثة وهي مرحلة "القبول" أو الإعتراف بالأمر الواقع فهذا منوط بعوامل خارجية أكثر منها داخلية، ويؤسفني الإعتقاد أن القرار سيكون في طهران ودمشق من جهة أو في القاهرة وعمان من جهة ثانية وليس في رام الله أو غزة . |