وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ارحموا السلة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 27/05/2014 ( آخر تحديث: 27/05/2014 الساعة: 20:11 )
بقلم : كريم عدلي شاهين

ان القضايا والمشاكل الادارية والاجرائية والفنية التي رافقت وترافق المنتخب يتحمل مسؤوليتها الاتحاد الفلسطيني، الا ان القضية الاهم بالنسبة للمجتمع السلوي الفلسطيني وخاصة ممن لهم رؤية فنية وموضوعية حكيمة هو مسألة التعاقد مع مدرب مؤسسة ماد هاوس الامريكية، وطريقة اختياره للمنتخب ونوعية اللاعبين الذين تم اختيارهم ونتائج المنتخب المخيبة للآمال حتى مباراة العراق في بطولة غرب اسيا المقامة في الاردن حاليا.

فهناك علامات استفهامات كثيرة فيما يخص التعاقد مع هذا المدرب الامريكي واعطاءه الصلاحية الكاملة في قيادة السلة الفلسطينية على جميع المستويات، فهذا القرار كان خاطئا غير حكيما لا يعكس الرؤية الاستراتيجية لتحسين وتطوير السلة الفلسطينية التي اصبح لديها استقرار مادي من خلال الداعم المالي ولاعبين على مستوى رفيع.

لقد وقع الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة مع مؤسسة "ماد هاوس" الامريكية اتفاقية من اجل اعداد وتدريب كادر رياضي من لاعبي كرة السلة لكلا الجنسين ومختلف الفئات العمرية على اسس متينة وقوية على مدار عامين لانطلاقة جديدة في اعداد المنتخبات الوطنية.

ولكن هذا المدرب لا يمتلك السيرة الذاتية الجيدة ولا توجد لديه اي خبرات بخصوص تدريب المنتخبات على جميع المستويات. فعلى اي اساس تم اختياره والتعاقد معه وما هو الراتب الكبير الذي يتقاضاه مقابل وضع خطط وبرامج عملية للنهوض بالسلة الفلسطينية وبالمنتخبات؟

لقد مضى تقريبا 10 شهور منذ استلامه هذه المهمة، فماذا قدم للسلة الفلسطينية على مستوى الفئات العمرية التي تفتقد اصلا لجميع بطولات الصغار ولا وجود لأي منتخب من الفئات العمرية، حتى انه لم يستطع تقديم لاعب او ابراز موهبة اي لاعب ناشئ او اعداد اي شيء.

طريقة اختيار المنتخب من خلال التجمعات التدريبية لا تعكس احترافية هذا المدرب، بل تعبر عن شخصية مدرب مدرسة او مؤسسة. ونوعية اللاعبين الذين تم اختيارهم تدل على عدم قدرته على اختيار المنتخبات، فاستثناء بعض اللاعبين المؤثرين اثر على المنتخب، فلا يجوز استثناء لاعبي الخبرة، فيجب ان يتواجد اثنين من لاعبي الخبرة فوق الثلاثين عاما وفي اهم مركزين هما صانع الالعاب ولاعب الارتكاز صريح، فكان الاجدر اختيار يحيى الخطيب واياد عبد الله الذي كان سيقدم للفريق كثيرا في ظل وجود سني السكاكيني في المركز 4، على اعتبار ان المنتخب سيشارك من اجل المنافسة وليس للمشاركة ولتأسيس منتخب مستقبلي، والمنتخب افتقد الى صانع العاب حقيقي مع عدم اغفال وجود صانعي العاب جيدين لم يتم اختيارهم.

طريقة ادارته المباريات تدل على ضعفه وعدم درايته وقدرته على ادارة وقراءة المباريات، ففي المباراة النهائية في بطولة التضامن الاسلامي في سبتمبر 2013 ضد تركيا قبل 9 اشهر، ومع ايران والعراق في بطولة غرب اسيا لم يستخدم جميع الاوقات المستقطعة، ولم يستعمل المطلوب منها في الوقت المناسب، مع ان مباراة تركيا في النهائي انتهت بفارق نقطتين وترك الوقت المستقطع بدون استخدام.

ومباراة ايران بالأمس لم يستعمل الاوقات المستقطعة الثلاثة واستعمل اثنين فقط، وحتى الوقت المستقطع الثاني لم يستعمله بالوقت الحاسم، خاصة عندما كانت النتيجة تشير الى فارق 2 وبعد ذلك بقليل فارق 3 قبل انتهاء المباراة بـ 51 ثانية، ولكنه طلب وقت مستقطع قبل نهاية المباراة بـ 14 ثانية وكان الفارق يشير الى 4 نقاط مع بقاء وقت مستقطع اخر، ومباراة العراق طلب الوقت المستقطع الاول قبل نهاية المباراة بـ دقيقة و 14 ثانية وكانت النتيجة تشير الى فارق 18 نقطة .

لقد استلم تدريب وقيادة المنتخب منذ ما يقارب 10 شهور ولديه لاعبان من طراز رفيع وقادرين على حمل المباريات على عاتقهما مثل سني السكاكيني وجمال ابو شمالة ولاعب اخر من طراز ممتاز مثل نقولا فضايل ولاعبين محليين اصحاب كفاءة وخبرة وموهبة منهم لم يتم استدعائهم ويخسر امام فريق تحت سن 18، ومع خسارة من منتخب العراق اليوم بفارق 20 نقطة.

لماذا يتم اغفال المدربين الفلسطينيين المؤهلين والاكفاء والاذكياء القادرين على قيادة المنتخب وتحقيق نتائج جيدة وان يحصلوا على اي مقابل او برواتب رمزية، واين المدرب عثمان البديري الذي كان مساعدا للمدرب ولم نسمع عنه شيئا في اختيار وتدريب المنتخب واين المدربين الاخرين الذين حققوا نتائج جيدة وفي ظل وجود امكانات اقل .

هناك اسئلة مشروعة من مجتمع السلة الفلسطيني يجب على الاتحاد الفلسطيني الاجابة عنها خاصة انه كان يتأمل ويعول على هذا المنتخب بتحقيق نتائج جيدة والارتقاء بكرة السلة المحلية.
والله من وراء القصد