وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الدعوة لتشكيل حالة احتجاجية لوقف تراجع القطاع الزراعي في جنين

نشر بتاريخ: 28/05/2014 ( آخر تحديث: 28/05/2014 الساعة: 14:08 )
جنين -معا - نظمت جمعية خطوة التنموية المجتمعية يوم أمس الثلاثاء في بلدة عرابة ندوة بعنوان "اثر المنشآت الصناعية على الاراضي الزراعية" وذلك بالتعاون مع مركز بيسان للبحوث والانماء، حيث عقدت هذه الندوة في مقر جمعية خطوة جنوب جنين، بحضور ضم أكثر من 60 شخصا، من الشباب والطلبة والعمال والمزارعين والمختصين، وخلال أكثر من ساعتين ونصف من النقاش والحوار، حيث أكد المشاركون على درجة المخاطر العالية للمناطق الصناعية المشتركة، سواء البيئية، الإقتصادية والسياسية وبذات الوقت تساءل المشاركون عن السياسات التنموية الغائبة للسلطة الفلسطينية في التركيز على وجود بنية اقتصادية منتجة تسعى للإعتماد على ذاتها ما امكن، والاستثمار في الزراعة والاهتمام بالاراضي الزارعية والفلاحين عموما.

وافتتح الندوة الباحث في مركز بيسان ثائر وشحة مرحباً بالحضور، مؤكداً على اهمية اللقاءات التي تعقدها المنظمات القاعدية بالتعاون مع بيسان بهدف تسليط الضوء على القضايا التي تهم الجمهور والمجتمع المحلي، واستعرض وشحة دور مركز بيسان في التركيز على المناطق الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اصدر المركز 14 دراسة متخصصة في هذا المجال، مشيراً الى ان مركز بيسان ركز في بحوثه على المنطقة الصناعية في الاغوار والمنطقة الصناعية في جنين، وانه قد عقد العديد من ورش العمل واللقاءات بحضور صناع القرار واعضاء المجلس التشريعي والمؤسسة الرسمية الى جانب المتضررين في جنين من مناطق برقين والجلمة وتم نقاش هذا الموضوع ووضعت التوصيات والرؤى حول اهمية الحفاظ على سهل مرج ابن عامر وتوسيع الارض الزراعية على حساب المنشآت الصناعية ورفض ربط الاقتصاد الوطني باقتصاد الاحتلال تطبيقاً لاتفاقية باريس التجارية.

من جهته اشار مصطفى هلال منسق حملة حماية سهل مرج ابن عامر الى اهمية هذا لاسهل كونه سلة فلسطين الغذائية والذي تبلغ مساحته حوالي 350 كم مربع، وان الخطورة كبيرة على السهل بسبب انشاء المنطقة الصناعية على ارضه وهذا يتزامن مع غياب السياسات الفلسطينية التي تدافع عن السهل فتراخيص البناء ما زالت مستمرة، الى جانب زراعة نبتة التبغ المضرة بالارض، وهذا يستدعي اهمية التأكيد على ضرورة اعادة بناء المخطط المكاني بما يلتزم بإطار حماية وطنية للارض، بحيث يشمل توزيعاً يحافظ على الارض الزراعية ويراعي الزيادة السكانية ويلبي الحاجات الاقتصادية.

وشدد هلال على اهمية التركيز على التنمية البديلة، وعلى أولويات الناس، وأن يكونوا هم الصانعين لها وأن السياسات يجب ان تنطلق من هذا المنطلق، مشيراً إلى أن الدراسات والتقارير المتعدد لمركز بيسان، تشير لوجود مخاطر جدية وحقيقية تؤكد مشروعية القلق الذي أبداه الاهالي تجاه المناطق الصناعية المشتركة.
وفي نهاية الندوة التي تخللها عرض فيلم وثائقي حول المدن الصناعية أعدته مؤسسة بيسان بعنوان "المناطق الصناعية استثمار لا تنمية"، جرى نقاش موسع، طرحت خلاله العديد من وجهات النظر، والتي اكدت بمعظمها خطورة هذا المشروع، حيث أكد الاهالي على أن هذه المنطقة الصناعية تستهدف أرض مرج بن عامر، وتؤثر سلبا على الإنتاج الزراعي فيه، وتساءلوا لماذا لم تتم هذه المنطقة في المناطق الصناعية الحالية في مختلف المدن الفلسطينية؟! ولماذا يتم تخصيص هذه الارض الزراعية لهذا الغرض؟ كما تساؤلوا وأبدوا تخوفاتهم وقلقهم من وجود الإحتلال ودوره في هذه المنطقة وسيطرته على الارض والإنسان بالقوة، هذا الدور الذي يحاول اخفاءه البعض للإحتلال في هذه المنطقة، كما نادى المشاركون بضرورة وجود سياسات اقتصادية واجتماعية تنموية، تحمي الزارع، وتفتح الافق له بتطوير انتاجه وحمايته، وأن نماذج الإنتاج الزراعي الصغير المنتشر، والتعاونيات، لهي نماذج تستحق العمل على تطويرها وتعزيز قدرة وصمود الاهالي في الارض وحمايتها ومقاومة الإستيطان ومختلف مشاريع الإحتلال.