وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يأكلون الميراث أكلاً لمّا

نشر بتاريخ: 29/05/2014 ( آخر تحديث: 29/05/2014 الساعة: 12:40 )
الخليل- معا - في زمان تتباهى فيه المجتمعات الانسانية بمنطق الحقوق، وفي مكان يعيش فيه كثير من المختلفون بفكرهم وطباع حياتهم، هناك حق كفلته الديانه وأمنت به مبادئ المنطق، لا زال يئن من وطأة ظلمه وسلبه المتواصل من أصحابة الحقيقيين.

هناك في دورا، تلك المدينة الجاثمة على الحدود الجنوبية الغربية للخليل، تعيش الكثير من العائلات التي تتشارك تقاليدها وعاداتها مع قليل من الاختلاف الذي يرجع الى طبيعة كل عائلة ومكان سكناها.

هناك أيضا، سلوكيات عامة وكأنها أصبحت تقاليد مشتركة، تعاني منها الكثيرات من سكان تلك المدينة، وهي حرمان الاناث من حقوقهن في الميراث أو انتقاصها، مع عدم اغفال أعيننا عن من يمنح الاناث حقهن كاملا.

"حسبي الله ونعم الوكيل" كلمات تمتمت بها الحاجة صبحة ابراهيم (70 عاما) من دورا حديثها، وقالت "أطالب بميراث والدي منذ أكثر من 10 سنوات ، توفي أخوتي وأنا لم أحصل على شئ، وقد وصلت الأمور بيني وبين أبناء اخوتي الى طريق مسدود". وتعزو صبحة سبب رفض منحها حقها الى عدم الرغبة في أن يخرج الميراث من عائلة والدها الى عائلة زوجها.

في ظل ضبابية رؤية صبحة وعدم معرفتها ما اذا كانت ستحصل على حقها أم لا بالرغم من ارسالها للعديد من وجهاء البلد ك وسيط بينها وبين أبناء أخوتها, هناك من من أصبحت رؤيتها أكثر وضوحا بعض الشئ وتحررت من بعض القيود الاجتماعية ولجأت للقضاء لتحصيل حقها. فاطمة محمد (60 عاما) من احدى قرى دورا أجبرها ظلم الذكور في عائلتها ورفضهم اعطاؤها ولو اليسير من حقها اللجوء الى القضاء، " طريق المحاكم طويل، ولا أعرف إن كنتُ سأصل الى نتيجة أم لا"

على مفترق الأضداد بالرغم من أن هذا حال الكثيرات في دورا، إلا أنه هناك ثمة من كُنّ أوفر حظاً من فاطمة وصبحة في الحصول على ميراثهن ف ندى حسن ( 40عاما ) من احدى قرى دورا منحها أشقاؤها ميراثها ولكن " أخذت ميراثي من اخوتي ولكنني أعلم جيدا أن حصتي أكبر بكثير مما منحوني اياه ولكني رضيت لأني لا حول لا ولا قوة".

ما ينطبق على مدينة دورا ينطبق على كثير من المدن في فلسطين، ف من هو المسؤول الأبرز عن عدم حصول المرأة على ميراثها:
هل هو أسلوب تربية الأبناء الذكور منذ الصغر؟؟ أم ضعف القوانين وضعف تطبيقها؟؟ أم العادات البالية والتقاليد المتحجرة؟؟
_________________________________________________
اعدت هذا التقرير .. لمياء الشعراوي ضمن مشروع الاعلام الريفي