وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف يتدخل الشاباك الإسرائيلي في قرارات الكنيست؟

نشر بتاريخ: 29/05/2014 ( آخر تحديث: 29/05/2014 الساعة: 14:02 )
بيت لحم- معا- فجر عضو الكنيست" حليلك بار" بداية الأسبوع الجاري موجة غضب عارمة في أوساط اليسار حين أعلن وهو احد أعمدة الحوار مع الفلسطينيين واحد المبادرين للاجتماع الأخير بالرئيس الفلسطيني محمود عباس تأيده لقانون قدمته عضو الكنيست المتطرفة " ماري ريغف" يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى .

حتى ألان القصة عادية واعتيادية حيث اعتاد أعضاء الكنيست تغيير مواقفهم تبعا للقانون المطروح واتجاهات التصويت وغيرها من الاعتبارات وجاء في إعلان التبرير الذي نشره عضو الكنيست المذكور مبررا قراره بأنه غير موقفه بعد مشاورات شاملة أجراها مع جهات أمنية رفيعة المستوى وجهات سياسية ودبلوماسية محلية وعالمية.

ومن اجل الوقوف على معنى ومقصد مشاورات شاملة مع جهات أمنية عملت " مزال موعلام " المحللة السياسية لموقع " مونتير" طيلة الأسبوع الماضي على تحليل ووصف وتتبع سلسلة الضغوط التي مورست على عضو الكنيست المذكور وأيضا على رئيغف" وان كانت بشكل اقل مما تعرض له " بار " وأشارت المحللة إلى تلقي الاثنان مكالمات هاتفية عديدة من جهاز الشاباك الذي حذرهم من ابعاد وخطورة تمرير هذا القانون .

ويبقى السؤال هل يتدخل الشاباك من وراء الكواليس في عمل الكنيست ؟ هل يستخدم سياسة التخويف والتهديد ليغير اتجاهات معينة في الكنيست دون أن يشعر به احد ؟ من المعروف أن اقتراحات من قبيل قانون " رغيف" لا تزال أسيرة وسائل الإعلام فقط ولم تجتاز حتى الآن حاجز اللجنة الوزارية لشؤون التشريع ناهيك عن التصويت التمهيدي في الكنيست حيث يمتلك رجال الشاباك اذا ما أرادوا تشكيلة واسعة من وسائل الضغط والتدخل وطرح موقفهم القاطع في معارضة مثل هذا القانون خاصة قبل أن تصل القوانين للنقاشات العلنية حيث يمكن لأطراف معينة طرح الأسئلة المزعجة وحينها لن يعود من السهل على الشاباك الاتصال بأعضاء الكنيست وإلقاء عدد من السيناريوهات والتوقعات المتشائمة على مسامعهم لتغير موقفهم .

في العادة يمكن لأحد أعضاء لجنة الموازنة في الكنيست الاتصال بعضو معين محاولا ثنيه عن تقديم مشروع قانون معين وهنا تتاح للعضو المعني فرصة النقاش وحتى المساومة لكن ماذا يفعل نفس العضو حين يتلقى اتصالا من رجل امن يطرح على مسامعه عدد من التقديرات الاستخبارية تشير إلى نهاية العالم المقتربة بسرعة ؟! هنا لا يمكن لعضو الكنيست ان يطلب من رجل الأمن اطلاعه على أخر التقارير الاستخبارية التي استند إليها في بلورة تقديراته.

وبدا أعضاء الكنيست " بار" و رغيف" خلال حديث صحفي معهما هذا الأسبوع أكثر تحفظا في حين نفت " رغيف" مطلقا تلقيها اتصالات أو إجراء أحاديث مع رجال الشاباك اقر " بار" بهذا الأمر وقال بأنه كان على اتصال مع الشاباك مؤكدا ان اتصاليين على الأقل تما بناء على مبادرته هو حيث عقد اجتماعا مع شخصية امنية رفيعة بعد وساطة قامت بها شخصية سياسية مهما يكن الأسلوب أو الطريقة من الواضح بان الشاباك عمل من وراء الكواليس على منع تقديم القانون لكن ليس من المعروف فيما اذا عمل الشاباك بناء على توجيهات عليا ا وان الأمر يتعلق بمبادرة " محلية " ضمن دوائر الشاباك المتخصصة .

وجاء في الرد الذي أرسله جهاز الشاباك لموقع " والله" الالكتروني " لم يعتد الجهاز التحدث عبر وسائل الإعلام عن المحادثات والاتصالات المهنية التي يجريها مع الوزراء وأعضاء الكنيست ".

وبهذا الرد لم يعترفا الشاباك بإجراء اتصالات مع عضو الكنيست " بار" لكنه لم ينفها أيضا .