وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سمير المشهراوي: فتح تريد حوارا وطنيا حقيقيا ينطلق من عودة الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه وعلى دحلان أن يبتعد قليلاً

نشر بتاريخ: 12/07/2007 ( آخر تحديث: 12/07/2007 الساعة: 16:12 )
بيت لحم- معا- دعا قيادي بارز في المجلس المركزي لحركة "فتح"، إلى تصحيح الصورة بشأن موقف "فتح" من الحوار مع "حماس"، حيث أنهم لا يرفضون الحوار مطلقا، ولكنهم يريدونه حوار جادا وحقيقيا وليس حوارا مخادعا يقود إلى المزيد من الاقتتال والدماء.

مغالطات تستوجب التصحيح

وانتقد سمير المشهراوي العضو القيادي في حركة "فتح" في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" ما أسماه "بمغالطات الإعلام وتضليله"، بتصوير الموقف كما لو أن "حماس" مع الحوار و"فتح" ضد الحوار، وقال "من أهم المغالطات هو شيوع الرأي عن أن "فتح" ترفض الحوار بينما "حماس" تمد يدها، والواقع غير ذلك، فنحن لم نرفض الحوار مطلقا، وليس هذا ديدنا، ولكننا نرفض أن يكون الحوار مخادعا، أي أن تقود جولة أخرى من الحوار إلى ذات ما قادت إليه جولات الحوار السابقة من اقتتال ودماء انتهت بالانقلاب الحاصل في غزة"، حسب تعبيره.

وأشار المشهراوي إلى أن الحوار غير المتكافئ لن يكون مجديا على الإطلاق، وقال "من يقبل بالحوار بين المتعالي والوضيع؟ لا أحد يفعل ذلك على الإطلاق، فـ"حماس" تشعر بأنها متعالية على "فتح" التي تعتبرها وضيعة، وتضع البندقية في الرأس وتدعو للحوار، فهذا تضليل ما بعده تضليل، لذلك طالبنا بأن تعود الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب، ثم بعدها نبدأ حوارا جديا وحقيقيا، لأننا نعتقد بأن حوارا لا تعترف فيه "حماس" بأنها ارتكبت أخطاء في الذي جرى في غزة لا جدوى منه".

وعما إذا كان هذا الموقف من "فتح" قد بدد كل الآمال التي كانت معقودة على الجهود العربية في أن تزيل ما أفسده دهر الفلسطينيين بين "حماس" و"فتح"، قال المشهراوي "نحن لا نتحدث عن تبديد أي أمل، ذلك أننا أول من يريد التحقيق في الذي جرى، فنحن على قناعة تامة بأننا لم نرتكب جرما لا سيما وأن كل المعارك والاشتباكات كانت تدور على مقربة من أماكن السلطة وبيت الرئيس، بمعنى أننا لا نهاجم وإنما ندافع عن أنفسنا، ولذلك نحن متمسكون بمبدأ الحوار وبدعوة جامعة الدول العربية للحوار، ولكن نريده حوارا وطنيا وحقيقيا وليس مخادعا، لأننا لا نريد أن نذهب إلى تعميق أزمة وإلى تكريس المزيد من التفسخ، حيث لا بد لـ"حماس" أن تدرك أولا أن الذي حدث غير مقبول"، على حد قوله.

وردا على سؤال "حول ما إذا كان هذا الموقف المتشدد من "فتح" يعني على أرض الواقع إدارة الظهر للجهود السعودية والمصرية تحديدا الجبارة لإعادة الحوار بين الفلسطينيين، قال قيادي حركة "فتح" "لا يمكن لحركة (فتح) أن تدير الظهر للملكة العربية السعودية ولا لمصر ولا للأردن، فهذا كلام فيه تسطيح للمشكلة، ما حدث هو أن "فتح" كانت أول من التزم باتفاق مكة المكرمة، وأن الأخ محمد دحلان الذي ظلم كثيرا هذه الأيام، هو الذي لعب دورا بارزا وجبارا لإنجاح هذا الاتفاق".

واتهم المشهراوي "حماس" بالوقوف خلف إجهاض اتفاق مكة المكرمة، وقال "الذي أجهض اتفاق مكة المكرمة هو (حماس) وليس (فتح) أو محمد دحلان، حيث أن لدينا معلومات مؤكدة عن أن حركة (حماس) أبلغت دولا إقليمية بأنها قبلت باتفاق مكة المكرمة مكرهة لإعادة علاقتها بالمملكة العربية السعودية، وأن هناك نية مبيتة منها منذ البداية للانقضاض على اتفاق مكة المكرمة، وأن هذه المعلومات موجودة الآن لدى الرئيس محمود عباس، حيث كانت الخطوة الأولى لها هي التخلص من الرئيس محمود عباس، ثم التخلص من الأجهزة الأمنية بما يمكنها من إقامة إمارة إسلامية في غزة تكون بداية لامتدادات أكبر"، على حد تعبيره.

وعما إذا كان كلامه هذا يعني أن وفد حركة "فتح" برئاسة أحمد قريع وعضوية كل من روحي فتوح وياسر عبد ربه إلى مصر قد أوصد الباب نهائيا في وجه الجهود المصرية، قال المشهراوي "وفد (فتح) إلى مصر أثبت أن وجهتي نظر (فتح) ومصر متطابقتان تماما، فالموقف المصري لم يدع إلى حوار بعده نقطة، وإنما قال بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وأنها مع الشرعية ـ شرعية الرئيس محمود عباس ـ وإدانة الانقلاب واعتباره غير شرعي ثم العودة إلى الحوار، وهذا هو موقف (فتح) تماما"، على حد تعبيره.

دحلان ظلم كثيرا

ونفى سمير المشهراوي أن يكون هناك اتجاه رسمي لإقصاء النائب محمد دحلان عن المشهد السياسي الفلسطيني عامة أو من منصبه القيادي في حركة "فتح"، وقال "لا يوجد توجه رسمي من هذا القبيل، ربما هناك بعض الآراء في هذا الاتجاه، لكنني أعتقد أن هذا الرجل ظلم كثيرا وتم تحميله أكثر مما يحتمل، و(حماس) حملته مسؤولية الاعتقالات التي جرت لقياداتها عام 1996، على الرغم من أن تلك الخطوة لم تكن منه وإنما هو كان منفذا لسياسة الرئيس ياسر عرفات رحمه الله وقتها تماما مثلما كان اليوم منفذا لسياسة الرئيس محمود عباس، والحقيقة أنه لا يجوز البحث عن كبش فداء".

كما أشار المشهراوي إلى أن مثل هذه المعلومات عن وجود توجه رسمي داخل "فتح" لإقصاء محمد دحلان ليست إلا محض افتراءات، وقال "النائب محمد دحلان موجود الآن في الخارج لاستكمال علاجه، وهو على تواصل شبه يومي مع الرئيس محمد عباس، وسيعود بعد انتهاء علاجه، وهو صاحب القرار في أن يستمر في منصبه أو أن يغيره، مع أنني شخصيا وأنا واحد من أصدقائه مع أن يبتعد قليلا لأنه تعرض لظلم شديد، ولأنه نال شرف المحاولة في الدفاع عن (فتح) وعن مقراتها ومقرات أجهزة الأمن التابعة للسلطة عندما دعا الرئيس عباس إلى الدفاع عن النفس، ولكن لكل قيادي إنجازاته وإخفاقاته"، على حد تعبيره.

ونفى المشهراوي أن يكون محمد دحلان قد استبعد أو هُمش أثناء حوارات اتفاق مكة المكرمة من السلطات الرسمية السعودية، وقال "شر البلية ما يضحك، لقد كان الأخ دحلان إلى جانبي أثناء مراسيم توقيع اتفاق مكة المكرمة، وقد تأخر لبعض الوقت لذلك لم يتصدر الجلسة، وقد لعب دورا محوريا في الوصول إلى اتفاق مكة المكرمة، والذي شهد بذلك هو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وأذكر وقتها أن عزام الأحمد الذي أصبح نائبا لرئيس الوزراء في عهد حكومة الوحدة الوطنية، قد أشار إلى أنه كان يغار من العلاقة الحميمة التي نشأت بين دحلان وعدد من قادة "حماس" في مكة المكرمة، فمحمد دحلان لم يستبعد إطلاقا"، على حد تعبيره.