وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سمر التي لا تسمع.. تنتظر من يسمعها

نشر بتاريخ: 31/05/2014 ( آخر تحديث: 31/05/2014 الساعة: 16:34 )
الخليل- معا - ما أن تنظر الى عينيها حتى ترى ملامح براءة لا يمحوها ظلم سنين... وشقاء فقر ارتسم على ملابسها الممزقة .... لأسرح للحظات قليلة ... حينها بدأت تنهال على عقلي عدة أسئلة هل هي مريضة ؟؟ ... لماذا هي هكذا؟؟ نعم لا أنكر بأنها طفلة ... بعمرها ... وبراءة تصرفاتها ... وضحكاتها الممزوجة بالفرح والحزن في آن واحد... لكن هناك هموم تظهر على وجهها، هنا قررت أن اتحدث معها لأنادي عليها يا صغيرة يا شاطرة فلم تلتفت الي ... فقلت لنفسي هل هي لا تريد الاجابة أم ماذا !! ولأن حب الفضول لدي كان دافعا قويا لمعرفة قصتها رفعت صوتي مجددا يا شطورة لتقول: " أنا .. أنا..وتأشر بيدها على جسدها " فأجبتها نعم فقالت: "ما سمعت ...علي صوتك .... " أيقنت حينها أنها تعاني مشكلة في السمع.

فاتجهت نحوها وجلست بجانبها ورفعت درجة صوتي أكثر من المعتاد متوجهة بالسؤال اليها شو اسمك؟ فقالت بصوت ناعم ورقيق "سمر" فهي من خربة المفقرة التي تقع على بعد 30 كيلومتر شرقي مدينة يطا جنوب محافظة الخليل، انها ابنة العاشرة والتي فقدت جزء من سمعها جراء حادث تعرضت له منذ عام 2009 هذا ما قالته أمها التي يظهر عليها علامات الشقاء والحزن "كنا نازلين ع يطا البلد بسيارتنا وصار معنا حادث وانقلبت السيارة ومات ابني وسمر فقدت جزء من سمعها".

ما يقارب السبعة أعوام وما زالت سمر تفقد سمعها فهل من مجيب ؟؟؟ وهل من مساعد؟؟؟ .

أين الجهات المسؤولة ؟؟؟ وأين الجمعيات الخيرية وجمعيات حقوق الانسان وحقوق الطفل ؟؟؟هنا بدأت الاسئلة تتكاثر ليجيب الأب فضل حمامدة "كثير بيجي ناس وزوار وجمعيات بس ما حد ساعدنا ".
|282913|
أي قدرة تمتلكنيها يا سمر لتبقى ضحكتك مرسومة على وجهك بالرغم من معاناة تحملتها منذ الصغر وقد ترافقك طوال عمرك اذا لم نجد من يمد يد العون لك فهي الآن "تعاني من إعاقة سمعية ... وقد تفقد سمعها مع مرور الزمن" هذا ما قاله الدكتور محمد حمدي الهشلمون أخصائي السمع والعلاج النطقي واللغوي ليضيف: " يجب أن يتم عمل سماعتين لسمر بأسرع وقت وان ما تعانيه من فقدان للسمع سيؤثر على عملية نطقها في المستقبل"، ولكن رغم كل شيء ما زالت تلك الوردة تضحك وتتأمل بأن الغد أفضل وتطمح بأن تكبر وتتعلم لتقول: "بحب الحياة وبحب اضحك".

في مدرسة توانة تتلقى سمر تعليمها الذي تتمنى أن تنهيه، ليقف بعض المدرسين حاجزا أمام تحقيق حلمها، فمنهم من لا يراعي وضعها الصحي، ومنهم من ينسى ظروفها الخاصة ويقوم بضربها عندما تخطأ بالإجابة الى جانب استهزاء زملاءها بها لتقول لي بصوت مرتجف بعض الشيء: " انا بحب المدرسة بس صرت اكرهها لأنو بنضرب وما بسمع شي " بقيت في حالة استغراب للحظات أمام وقع اعترافها بما قالته من تعرضها للضرب على منطقة الرأس، لأتحدث مع نفسي للحظات ان المدرسة للتعليم وليس للضرب والتخويف ... ألا يشفع لها فقدانها سمعها والألم الذي تشعر به جراء تعرضها للحادث من أن يمنع أحد من الاقتراب منها ....بأي عالم نعيش وبأي كون نحن ... لتضيف لي سمر: " ما بحكي في المدرسة مع الكل لأني ما بفهم عليهم ... وبظل مع اختي ".

ها هي أمها التي وجدت في هم التفكير بوضع طفلتها ما ينسيها همها أصبحت تقضي جل وقتها وهي تعمل في الارض وإطعام الماشية، لتشغل تفكيرها الذي لا جدوى منه قائلة: " نفسي اساعدها بس ما معنى نوكل لحتى نقدر نشتريلها سماعات".
ما كانت من طفلة عانت الكثير إلا أن تطلب حلم صغير متحدثة: "نفسي اسمع " فمن يعيد لها سمعها وأليس لهذه الصبية ذات الاحلام البريئة ان تعيش حياة سليمة ؟؟؟.

ما ذنبها مما حدث معها ؟؟؟.
وما ذنبها من ظروف وجدت رغما عنها ؟؟؟.
ومن سيعيد لها سمعها ؟؟؟.
_________________________________________________
اعدت هذا التقرير .... اسيل ابو فرده ضمن مشروع الاعلام الريفي