وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس يعلن استعادة وحدة الوطن وانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 02/06/2014 ( آخر تحديث: 02/06/2014 الساعة: 18:24 )
رام الله - معا - أعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الاثنين، استعادة وحدة الوطن وإنهاء الانقسام الذي ألحق بقضيتنا الوطنية أضرارا كارثية طوال السنوات السبع الماضية.

وقال في كلمة متلفزة لشعبنا في الوطن والشتات: اليوم وبتشكيل حكومة التوافق الوطني، نعلن إنهاء ونهاية الانقسام الذي ألحق بقضيتنا الوطنية أضرارا كارثية طوال السنوات السبع الماضية.

وأكد الرئيس أن الحكومة التي تبدأ عملها اليوم هي حكومة انتقالية الطابع، ومهمتها الإعداد للانتخابات قريبا، إلى جانب رعاية أمور وتوفير حاجات أبناء شعبنا، مشددا على التزامها كسابقاتها بالتزامات السلطة الوطنية والاتفاقات الموقعة وبالبرنامج السياسي الذي أقرته مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

وشدد على أن السلطة والحكومة ستقومان بالعمل الحثيث لمعالجة جميع المشاكل ورفع المعاناة وتحسين أوضاع شعبنا في قطاع غزة على مختلف الأصعدة، وقال: أشد على أياديهم: نحن على موعد قريب جدا على أرض غزة البطلة.

وأشار إلى أن المفاوضات السياسية ستبقى في ولاية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا علاقة للحكومة بها.

وبخصوص التصريحات والمواقف الإسرائيلية ضد اتفاق المصالحة والتهديد بمقاطعة الحكومة الجديدة، قال الرئيس إنها تجعلنا 'أشد تمسكا بما حققنا وأكثر إصرارا على إتمامه ومواصلته'.

وأضاف أنها تكشف مجددا النوايا الحقيقية للاحتلال الذي يريد تمزيق وحدة شعبنا ليواصل مصادرة الأرض وبناء المستوطنات وتهويد القدس، ومواصلة تعطيل ووأد أي تحرك دولي نحو تحقيق السلام.

وحذّر الرئيس من أن أية إجراءات قد تقدم عليها السلطات الإسرائيلية وتمس بمصالح شعبنا الفلسطيني لن تمر دون رد مناسب، وقال 'نحن لا نرغب في التصعيد ولا نسعى لمزيد من التوتر، غير أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجراءات العقوبات الجماعية وستستخدم الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية للرد عليها'.

وأشار إلى أن الحملة الإسرائيلية لم تفلح في إقناع أحد في العالم بمصداقيتها بل إنها وعلى العكس تماما، أكدت قناعات المجتمع الدولي برفض الحكومة الإسرائيلية طريق السلام لصالح الاستيطان والحصار وسياسة الأبرتايد.

وقال: سنواجه صعاباً كثيرة، لكننا نؤمن أن قطار المصالحة قد انطلق ولن يستطيع أحد أن يوقفه لأن شعبنا لن يسمح بذلك مرة أخرى، ولأن جميع القوى والفصائل والفعاليات الوطنية توافقت وتعاهدت على العمل بإخلاص وببذل كل جهد جماعي مطلوب لتنفيذ جميع متطلبات استكمال إنهاء آثار الانقسام وترسيخ وحدة الشعب والوطن والأرض والمؤسسات .

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

أيتها الأخوات والإخوة

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات اليوم يحق لنا أن نشعر بالفرح وأن نهنئ أنفسنا ونحن نغلق فصلاً أسود في مسيرة نضال شعبنا الطويلة.

اليوم وبتشكيل حكومة التوافق الوطني نعلن إنهاء ونهاية الانقسام الذي الحق بقضيتنا الوطنية أضرارا كارثية طوال السنوات السبع الماضية.

اليوم نعلن استعادة وحدة الوطن واستعادة وحدة المؤسسات، أما وحدة الشعب فقد كانت وما زالت وستبقى على الدوام مصانة وعصية على الانقسام، فالمعاناة واحدة والحلم واحد والنضال موحد والهدف محدد ومشترك. لقد طويت هذه الصفحة السوداء من تاريخنا إلى الأبد، ولن تعود ولن يسمح شعبنا بأن تتكرر، واليوم نعلن العودة إلى الأصول والقواعد الراسخة والتقاليد الثابتة في مسيرتنا. فلم يكن الانقسام إلا استثناء مدمرا، ولم يكن الصدام والاقتتال والقطيعة بين أبناء الشعب الواحد إلا ظواهر كريهة وغريبة ودخيلة وشاذة عما درجنا عليه وأسسناه ومارسناه كنهج عمل على مدى عشرات السنين في مسيرة نضالنا الوطني.

فالأصل هو الوحدة الوطنية وهي ضمانة أكيدة لا غنى عنها لتحقيق أهداف شعبنا، والأصل هو الحوار منذ أيام 'ديمقراطية غابة البنادق' كما كان يقول زعيمنا الراحل ياسر عرفات، والأصل هو احترام المؤسسات وممارسة الاختلاف والخلاف داخل أطرها ووفق قوانينها، والأصل هو تحريم إراقة الدم الفلسطيني، والأصل هو الاحتكام إلى الشعب وإلى صناديق الاقتراع، والأصل هو تغليب المصالح الوطنية العليا على أية مصالح فئوية ضيقة، والأصل والأولوية المطلقة والعامل الثابت هو الولاء لفلسطين، وفلسطين فقط، ولأن تخفق عاليا رايتها المضمخة بدماء الشهداء الإبرار، رايتها فقط ولا راية غيرها.

هذه هي مرتكزات ومبادئ العمل التي علينا أن نكرسها ثقافة متجذرة لدى أبناء شعبنا، وان نوفر المساحات المطلوبة لممارستها والضمانات الضرورية لحمايتها.

أيتها الأخوات والإخوة

إن الحكومة التي تبدأ عملها اليوم هي حكومة انتقالية الطابع ومهمتها تتمثل في الإعداد لعقد الانتخابات قريبا بجانب رعاية أمور وتوفير حاجات أبناء شعبنا، وهي في هذا السياق تواصل العمل وفق مرتكزات ومبادئ عمل الحكومات السابقة.

وهي تلتزم بالطبع وكسابقاتها بالتزامات السلطة والاتفاقات الموقعة وببرنامجنا السياسي الذي أقرته مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لمواصلة نضالنا الوطني السياسي والدبلوماسي وبالمقاومة الشعبية السلمية لتحقيق أهدافنا الوطنية في إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، دولة مستقلة سيدة على أرضها وحدودها وأجوائها ومياهها ومواردها على كامل الأراضي التي احتلت في مثل هذه الأيام في العام 1967، تعيش بأمن وسلام بجانب دولة إسرائيل وفق حل الدولتين، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 كما ورد في مبادرة السلام العربية.

أما المفاوضات السياسية فإنها وكما كانت على الدوام ستبقى في ولاية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا علاقة للحكومة بها.

يا أبناء شعبنا

إننا نقدر ونثمن التأييد المطلق الذي أظهرته الدول العربية الشقيقة لخطوات المصالحة وتأكيدها مواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وكذلك نحيي المواقف الايجابية من الدول الصديقة في العالم منوهين بموقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والإشارات الايجابية من الولايات المتحدة.

ونقول هنا إن التصريحات والمواقف الإسرائيلية الموجهة ضد اتفاق المصالحة والمهددة بمقاطعة الحكومة الجديدة وباتخاذ إجراءات تمس بالسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني، إذ تجعلنا أشد تمسكا بما حققنا وأكثر إصرارا على إتمامه ومواصلته، فإنها تكشف مجددا النوايا الحقيقية للاحتلال الذي يريد تمزيق وحدة شعبنا ليواصل مصادرة الأرض وبناء المستوطنات وتهويد القدس، وليواصل تعطيل ووأد أي تحرك دولي نحو تحقيق السلام.

إن أية إجراءات قد تقدم عليها السلطات الإسرائيلية وتمس بمصالح شعبنا الفلسطيني لن تمر دون رد مناسب من جانبنا، نحن لا نرغب في التصعيد ولا نسعى لمزيد من التوتر، غير أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجراءات العقوبات الجماعية وستستخدم الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية للرد عليها.

لقد كانت إسرائيل تتذرع بوجود الانقسام لتبرير عدم التقدم في محادثات السلام، وها هي اليوم تتذرع بإنهاء الانقسام لتواصل التهرب من السلام.

غير أننا نلحظ بوضوح أن الحملة الإسرائيلية لم تفلح في إقناع أحد في العالم بمصداقيتها بل إنها، وعلى العكس تماما، أكدت قناعات المجتمع الدولي برفض الحكومة الإسرائيلية طريق السلام لصالح الاستيطان والحصار وسياسة الأبرتايد، وفي مقابل إخفاق خطابهم يكتسب موقفنا صدقية لدى المجتمع الدولي الذي يقدر ما قدمناه ومارسناه من اجل إنجاح عملية السلام العادل.

ولنتذكر هنا الرسالة التي حملتها زيارة قداسة البابا فرانسيس الأول لبلادنا، فقد عبرت بوقائعها وبردود الأفعال عليها عن تضامن دولي شامل مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والتخلص من الاحتلال ورفضاً لسياسات القمع والحصار والاستيطان وجدران الفصل العنصري .

أيتها الأخوات والإخوة

أود هنا أن أحيي أبناء شعبنا في قطاع غزة العزيز علينا جميعا، وهم الذين صبروا طويلاً وتحملوا كثيرا وعانوا ودفعوا أثمانا غالية نتيجة الانقسام وتداعياته خاصة مع تشديد الحصار الإسرائيلي الجائر، ونؤكد لهم أن السلطة والحكومة ستقومان بالعمل الحثيث لمعالجة جميع المشاكل ورفع المعاناة وتحسين الأوضاع على مختلف الأصعدة، وأشد على أياديهم وأقول لهم: نحن على موعد قريب جدا على أرض غزة البطلة.

إننا نهدي انجاز استعادة الوحدة إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا لتحيا فلسطين، ونهديه إلى أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين يخوض عدد كبير منهم إضرابا متواصلا عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري.

وإذ نستذكر أن أولى المحاولات المبكرة لإنهاء الانقسام جاءت من قبل الحركة الأسيرة عبر 'وثيقة الأسرى:'، فإننا نؤكد لهم على الأولوية القصوى لقضيتهم على جدول أعمالنا وعلى كافة الأصعدة بدءا بالإصرار والتمسك بالإفراج عنهم وخوض الحملات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والقانونية لعرض قضيتهم على جميع المحافل، انتهاء برعايتهم وأسرهم وحماية حقوقهم وهم الذين تقدموا الصفوف في معارك شعبنا وصنعوا ملحمة الصمود المشرفة في سجون الاحتلال.

أيتها الأخوات والإخوة

ندرك أن أمامنا ملفات كثيرة علينا معالجتها، وأن هناك مشاكل عدة يتوجب التصدي لها وحلها لترسيخ توحيد المؤسسات بمعالجة آثار الانقسام، وندرك أننا سنواجه صعاباً كثيرة، لكننا نؤمن أن قطار المصالحة قد انطلق ولن يستطيع أحد أن يوقفه لأن شعبنا لن يسمح بذلك مرة أخرى، ولأن جميع القوى والفصائل والفعاليات الوطنية توافقت وتعاهدت على العمل بإخلاص وببذل كل جهد جماعي مطلوب لتنفيذ جميع متطلبات استكمال إنهاء آثار الانقسام وترسيخ وحدة الشعب والوطن والأرض والمؤسسات .

عاشت فلسطين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته