وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفدائي الآسيوي

نشر بتاريخ: 03/06/2014 ( آخر تحديث: 03/06/2014 الساعة: 15:35 )
بقلم : عصام سالم
نقلا عن صحيفة الاتحاد الاماراتية

برغم أنف الاحتلال والانقسام حقق المنتخب الفلسطيني إنجازاً غير مسبوق بفوزه بلقب كأس التحدي، وتأهله إلى نهائيات كأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي انطلقت قبل 58 عاماً.

وترجم المنتخب (الفدائي) كل معاني (التحدي)، وهو يكسب كل منافسيه في البطولة التي استضافتها جزر المالديف، ولم يكتفِ بذلك بل خرج بشباك نظيفة في خمس مباريات، سجل خلالها ستة أهداف كان نصيب نجمه الكبير أشرف نعمان، منها أربعة أهداف منحته لقب كبير الهدافين، وجاء هدفه الحاسم في المباراة النهائية أمام الفليبين، ليذكرنا بأهداف كريستيانو رونالدو من الركلات الثابتة.
لقد دافع (المنتخب الفدائي) عن القضية الفلسطينية بكل اقتدار وفرض على الجميع أن يستمعوا بكل تركيز واهتمام إلى النشيد الوطني الفلسطيني، وهو يتردد في كل أنحاء آسيا خلال مونديال القارة، الذي ينطلق يوم التاسع من يناير المقبل ولمدة 11 يوماً، على الأقل، وهي فترة الدور الأول، ناهيك عن مشاركة فلسطين في طابور العرض ورفع العلم الفلسطيني خلال كل مباراة يلعبها الفريق بالبطولة، بداية من لقاء اليابان بطل آسيا، مروراً بلقاء الأردن وصولاً إلى لقاء العراق في ختام المجموعة.

وإذا كان العرب يشعرون بسعادة غامرة لتأهل المنتخب الفلسطيني، الذي منح الكرة العربية رقماً قياسياً في عدد المنتخبات العربية المشاركة في بطولة (أستراليا 2015)، فإن الواجب يقتضي ترجمة تلك السعادة إلى دعم حقيقي للمنتخب الفلسطيني في مرحلة إعداده للبطولة، وهو المنتخب الذي وُلد إنجازه من رحم المعاناة جراء الاحتلال والانقسام في آن واحد.

وإذا كان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي قد قال يوماً إنه يعتبر نفسه سفيراً للكرة الفلسطينية في كل الملاعب، وإذا كان منافسه على كرسي (الفيفا) جيروم شامبيه قد أشاد بالإنجاز الفلسطيني ووصفه بأنه (يوم تاريخي للفلسطينيين) فإن على المسؤولين الكبيرين توفير الدعم الكامل لكرة القدم الفلسطينية، التي وجهت صفعة قوية للاحتلال، وأثبتت أن الشعب الفلسطيني قادر على الحياة رغم أنف أعداء الحياة.

خلال فترة وجيزة تأهل المنتخب (الفدائي) إلى نهائيات آسيا، بعد أيام من مساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبعد شهور من فوز الفلسطيني محمد عساف بلقب (آراب آيدول)، و(اللهم اجعله خير).

الكرة المصرية على مشارف أزمة حقيقية، بعد قرار لجنة الأندية بإلغاء الهبوط هذا الموسم وإقامة الدورة الرباعية لتحديد بطل الدوري من دورين، وهو ما يعارضه اتحاد الكرة والنادي الأهلي، من منطلق أهمية الالتزام باللوائح التي بدأت بها المسابقة وأقرتها كل الأندية قبل بداية الموسم، وكل ما أخشاه أن تؤدي تلك الأزمة إلى إلغاء المسابقة لتصبح للعام الثالث على التوالي من دون بطل.