وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استطلاع رأي: 48% يتوقعون انهيار المصالحة وحكومة الوفاق

نشر بتاريخ: 03/06/2014 ( آخر تحديث: 03/06/2014 الساعة: 19:10 )
رام الله - معا - أظهرت نتائج استطلاع للرأي الإلكتروني المتعلق بالشباب وحكومة الوفاق الوطني، حالة من التردد أو انخفاض الثقة في الخطوات التي تمت حتى اللحظة، وذلك برغم أن الغالبية العظمى من الشباب يتطلعون إلى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، بل ودفعوا ثمن الانقسام.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة في مقر المنتدى يرام الله، للاعلان عن نتائج الاستطلاع الذي نفذه "شارك" وشارك فيه 1762 شابا وشابة من الضفة وقطاع غزة.

وبينت النتائج حالة من التردد إزاء قدرة حكومة الوفاق على إنجاز مهامها، وخاصة الوحدة الوطنية والانتخابات، اذ أفاد 12% من الشباب أن حكومة الوفاق المشكلة نتيجة تطبيق اتفاق المصالحة، قادرة على إنجاز مهامها وخاصة ترسيخ الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات العامة في موعدها المفترض. فيما يعتقد بذلك إلى حد ما 47%. وفي المقابل فإن 41% من الشباب ليس لديهم اعتقاد بقدرة الحكومة على إنجاز مهامها.

وأكدت ان غالبية الشباب لا يعتقدون بأن الفصائل ستخطو بشكل جدي باتجاه إعادة بناء منظمة التحرير، في الوقت الذي بدت فيه حالة التردد إزاء المهام الملقاة على عاتق حكومة الوحدة، فإن موقف الشباب حول جدية الفصائل في إعادة بناء منظمة التحرير اتجه بشكل واضح لنفي ذلك، إذ أفاد 56% بأنهم لا يعتقدون أن الفصائل جدية في ذلك، مقابل 9% يعتقدون بوجود جدية، و35% يعتقدون بجدية الفصائل في موضوع المنظمة إلى حد ما. ولم تظهر فروقات تذكر في إجابات الشباب حسب المنطقة (الضفة الغربية وقطاع غزة).

وأشارت النتائج الى ان غالبية الشباب يرون أن حركتي فتح وحماس استفادتا بنفس الدرجة من المصالحة، وحققتا مطالبهما منها، إلا أن نسبة من يرون حركة حماس هي الطرف المستفيد أعلى من نسبة الذين يرون أن حركة فتح هي المستفيدة.

وعبر 60% من الشباب أن الفصيلين (فتح وحماس) استفادا بنفس الدرجة من المصالحة، وحققا مطالبهما من خلالها، فيما اعتبر 30% أن الطرف المستفيد من المصالحة هي حركة حماس، مقابل 9% اعتبروا أن حركة فتح هي التي استفادت من المصالحة.

ويبدو الشباب في قطاع غزة، أكثر ميلا لاعتبار حماس هي المستفيدة، إذ عبر عن ذلك 38% في قطاع غزة، مقابل 26% في الضفة الغربية.

وأبدى المستطلعون قلقهم على حالة الحريات العامة، وشعور لدى الغالبية أنها لن تتغير. اذ يعتقد غالبية الشباب (55%) بأن حالة الحريات العامة لن تتغير خاصة مع بقاء الأجهزة الامنية على حالها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي المقابل، أفاد 12% فقط من مجموع المشاركين، بأن حالة الحريات العامة ستتجه للأفضل بعد تطبيق اتفاق المصالحة، وتبدو نسبة المتفائلين بتعزيز الحريات العامة أعلى بنسبة الضعف في الضفة الغربية مقارنة بقطاع غزة، إذ بلغت في الضفة 15%، مقارنة مع 7% في قطاع غزة. فيما مال 33% لاعتبار أنه من السابق لأوانه الحكم على حالة الحريات العامة، وأن ذلك يتوقف على خطوات المصالحة.

وأظهرت النتائج وجود قلق مرتفع نسبيا من إمكانيات أزمة مالية ستمر بالسلطة بعد حكومة الوفاق، اذ عبر 44% عن توقعهم بأن تمر السلطة الفلسطينية بأزمة مالية قد تنعكس على رواتب العاملين فيها، كنتيجة لتشكيل حكومة الوفاق، بالارتباط مع مسألة المساعدات الخارجية.

ويرى غالبية المشاركون أن وضع معبر رفح خاضع لعاملين رئيسيين، اتفاق بين السلطة ومصر وإسرائيل، أو من الجهة التي ستدير المعبر بعد اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق، حيث توزعت إجابات المشاركين حول مصير معبر رفح، على سيناريوهات عدة، إلا أن أعلاها درجة، جاء بأن فتح معبر رفح يتوقف على اتفاق بين السلطة ومصر وإسرائيل، وذلك حسب 44% من المشاركين. يلي ذلك، وبنسبة 23% أن مصير المعبر يتوقف على الجهة التي ستديره بعد تطبيق اتفاق المصالحة. فيما ذهبت نسبة متقاربة من الشباب للجزم بأنه سيتم فتح المعبر (16%)، أو أن وضعه لن يتغير (17%).

وبينت النتائج انقسام في آراء الشباب حول إمكانية فتح المؤسسات المغلقة قريبا، اذ انقسمت آراء الشباب حول إمكانية إعادة فتح المؤسسات التي أغلقت نتيجة الانقسام، فهناك 32% يرون أنه سيعاد فتحها قريبا، مقابل 36% يرون أنه لن يتم إعادة فتحها. فيما أجاب 32% بأنهم غير متأكدين مما سيتم في هذا المجال.

ويرى ثلث الشباب" 33% "أن إسرائيل ستقوم بعرقلة إجراء الانتخابات الفلسطينية ردا على حكومة الوفاق، مقابل 11% لا يتوقعون احتمالية ذلك.

ولكن بينت النتائج أن قرابة نصف الشباب 48% يتوقعون انهيار المصالحة وحكومة الوفاق، والعودة لمربع الانقسام، وترتفع هذه النسبة لتصل في قطاع غزة إلى 55%، مقارنة مع 43% في الضفة الغربية.

فيما عبر عن ثقتهم بصمود المصالحة 17% من الشباب، بينما أفاد 35% بأنهم ليسوا متأكدين حول إمكانيات انهيار أو صمود المصالحة.

وحول الاتجاهات التصويتية في حال أجريت انتخابات عامة (رئاسية وتشريعية)، فأشارت النتائج بالنسبة للانتخابات التشريعية: أن أكثر من الثلث لم يحددوا موقفهم بعد، قائمة حركة فتح في الموقع الأول، وبحث الناخبين عن قائمة انتخابية غير المألوفة للتصويت لها...

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية: فان مرشح حركة فتح يحصل على ثلث الأصوات، وهناك نسبة 29% يفضلون التصويت في انتخابات الرئاسة لغير مرشحي فتح وحماس، وقرابة الثلث لم يحددوا موقفهم بعد. وأفاد 33% أنهم سيدلون بأوصاتهم لمرشح حركة فتح في الانتخابات الرئاسية، مقابل 5% سيدلون بصوتهم لمرشح حركة حماس.

وعبر 32% أنهم لم يحددوا بعد لمن سيدلون بصوتهم في الانتخابات الرئاسية، في حين عبر 29% بأنهم يفضلون اعطاء صوتهم لغير مرشحي حركة حماس وحركة فتح.

وفيما يتعلق بالاتجاهات نحو قائمة شبابية: فان حوالي نصف الشباب سيدلون بأصواتهم لقائمة شبابية في حال تشكلها ومشاركتها في الانتخابات التشريعية، اذ أفاد 51% من المشاركين بأنهم سيعطون صوتهم في الانتخابات التشريعية لقائمة مشكلة من الشباب، في حين أفاد 39% بأن موقفهم من ذلك يتوقف على برنامج القائمة. وفي المقابل أفاد 10% بأنهم لن يدلون بأصواتهم لمثل هذه القائمة.

وقال زماعرة: شارك في الاستطلاع الذي اجري على مدار يومين 1762 شابا وشابة، منهم 1082 من الضفة الغربية (61%)، و680 من قطاع غزة (39%).
وأكد أن هذه النتائج تخص أكثر الشباب من عمر (18-35)، وضمن المستوى التعليمي الأعلى، إذ أن غالبية مجيبي هذا الاستطلاع من حملة الشهادات الجامعية: 61% بكالوريوس، و12% ماجستير فأعلى، و17% دبلوم متوسط.

وأعرب زماعرة عن امل "شارك" من خلال هذه البيانات، أن يضع مؤشرات عامة تعكس توجهات هذه الشريحة من الشباب، والأهم من ذلك، أن يشكل قلق غالبيتهم حافزا لصناع القرار بأن يسارعوا في خطوات بناء الثقة مع الشباب، وذلك من خلال خطوات عملية تنعكس آثارها على المجتمع وقضاياه السياسية والوطنية الأكثر أولوية.