وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بين العودة واشتراطات الاسرائيليين: اكتمال الترتيبات اللازمة لنشر قوات بدر في الاراضي الفلسطينية

نشر بتاريخ: 13/07/2007 ( آخر تحديث: 13/07/2007 الساعة: 21:56 )
رام الله- معا- تقرير اخباري- كتب عايد عمرو- لا تزال مسألة ادخال قوات جيش التحرير الفلسطيني المرابطة في الاراضي الاردنية(قوات بدر) تأخذ الحيز الاكبر من النقاشات والاتصالات الفلسطينية-الاردنية-الاسرائيلية، على اعلى المستويات السياسية، والعسكرية، وكانت مسألة ادخل قوات بدر قد بدأت بالازدياد امام الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة لشمال قطاع غزة ، بحجة اطلاق فصائل المقاومة الصواريخ على جنوب اسرائيل، وقيام السلطة الفلسطينية بنشر هذه القوات على طول الحدود الفلسطينية الاسرائيلية لمنع مطلقي الصواريخ من العمل، ولزيادة فعالية قوات الامن الوطني الفلسطيني، في المناطق الفلسطينية.

من هنا شرع الرئيس عباس بتجنيد اعداد من الفلسطينيين المتواجدين في الاردن لزيادة عدد القوات، وتدريبهم وتأهيلهم، بغية الشروع بادخالهم الى المناطق، ومعدل الاعمار كان مابين 17-24 عاما، مسلحين باسلحة غربية حديثة.

فكرة نشر القوات القادمة كان بداية يقوم على نشرها في شمال الضفة الغربية ، الا ان مواصلة الجيش الاسرائيلي عملياته في المنطقة حال دون نشرها هناك.

الحكومة الاردنية رحبت بالفكرة وقالت انها على استعداد لادخال هذه القوات لتقديم العون والمساعدة للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، وكان هذا ايضا محور المحادثات التي جرت بين العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، وكان اولمرت نفسه قد صرح بانه مع دعم قوة الرئيس عباس وفرض سيطرته على المناطق، الملك عبد الله ايضا كان مع التوجه الداعي لمساندة الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، وعن استعداد الاردن لتقديم كل مساعدة تساعد الفلسطينيين على تجاوز خلافاتهم.

الرئيس عباس كان واضحا في مسألة ادخال القوات، لان ذلك يزيد من فرص تعزيز الامن وفرض هيبة النظام والقانون، حتى يدخل في مفاوضات سياسية مع الاسرائيليين .الا ان الاسرائيليين حاولوا الضغط على الرئيس عباس من خلال طرح اين ستنشر القوات وما طبيعة عملها؟

مصادر فلسطينية قالت ان الرئيس عباس سيقوم بضم هذه القوات الى الحرس الرئاسي فورا، وتكون تحت امرته، الادارة الاميركية ايدت مقترح الرئيس عباس، من خلال طلب وزيرة الخارجية رايس من الحكومة الاسرائيلية السماح بدخول قوات بدر.

الجنرال دايتون المنسق الامني الامريكي صرح قائلا ان عودة قوات بدر يجب ان تكون بموافقة الفلسطينيين والاسرائيليين والاردنيين، وان الجانب الاميركي يؤيد نشر قوات بدر في المناطق الفلسطينية.

دايتون قال ايضا ان ادخال القوات سيعزز موقع الرئيس عباس كون ان هذه القوات معظمها من مؤيدي حركة فتح، وكان دايتون قد زار القوات في اماكن تمركزها في الاردن للاطلاع على المستوى التدريبي لها ، وجاهزيتها.

الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة قال في حينه "ان موضوع قوات بدر هو موضوع مطروح واي خطوة نعتقد انها تدعم السلطة الفلسطينية وتساهم في تحقيق الامن حتى ولو بشكل غير مباشر في خلق البيئة المناسبة لمزيد من الامن والاستقرار فبطبيعة الحال الاردن لن يتردد".

الجانب الاسرائيلي كان ومايزال متخوفا من انضمام هذه القوات الى كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، واشترطت اسرائيل ادخال القوات دون عائلاتها.

هذا الشرط كما تقول مصادر مطلعة ان الجانبين الاردني والفلسطيني رفضا الشرط الاسرائيلي الاخير، واكدت على حق أي جندي دخل من قوات بدر من عودة عائلته معه، ورفض الاردن الشرط الاسرائيلي بأن تعيد اسرائيل القوات عندما تطلب ذلك، وان اسرائيل لا يحق لها ان تعيد القوات الى الاراضي الاردنية كونهم فلسطينيين ولهم الحق في العيش في المناطق الفلسطينية.

المصادر ايضا تقول ان اسرائيل تشترط على القوات اذا ما ارادت زيارة اهليها في الاردن ان يخرجوا بحافلات معينة وان يعودوا بحافلات معينة، بعيدا عن السفر الفردي .

الاردن وكما تقول المصادر يرفض هذه الشروط من موقف ان القوات عندما دخلت فهي اصبحت فعليا على ملاك الاجهزة الامنية الفلسطينية، وتحت امرتها، وهي لا تريد ان تكرر تجربة ادخال القوات في العام 1994، دون عوائلهم، مما ساعد على تمزيق شمل العائلات ،ورفض اسرائيل ادخال عوائلهم الى المناطق الفلسطينية، على الجانب الفلسطيني كانت بعض الفصائل الفلسطينية واضحه من مسألة ادخال القوات فبينما ايدت حركة فتح ادخال القوات وجدت حركتي حماس والجهاد الاسلامي يضعون اشتراطات لدخولها الى قطاع غزة ، منها عدم تدخل هذه القوات وعدم احقيتها في ملاحقة ومنع مطلقي الصواريخ على الاراضي الفلسطينية، الا انه وبعد سيطرة حماس على غزة تبينت الامور بشكل واضح، اذ يقول مراقبون عسكريون لو ان هذه القوات دخلت منذ بداية الطلب الفلسطيني لما استطاعت حماس السيطرة بسهولة على المواقع والمقرات الامنية الفلسطينية، لانها ستكون في مواجهة الانقلاب، وسيحاربون بعقيدة القتال العسكري البعيد عن الفصائلي والايديولوجيا، ومبدأ الربح والخسارة.

طبيعة قوات بدر

تشكلت قوات جيش التحرير الفلسطيني( قوات بدر) في العام 1970 بعد الاحداث المؤسفة في الاردن، وهم كانوا من بقايا الفدائيين وقوات القادسية ، وقوات التحرير الشعبية التي تأسست في العام 1968 من قبل منظمة التحرير الفلسطينية كقوة فدائية غير نظامية تتبع لجيش التحرير الفلسطيني، والتي شاركت الى جانب قوات فتح في معركتين كبيرتين الاولى( معركة الحزام الاخضر) عام 1968 ومعركة الكرامة 1968 ، وهما الفصيلان الفلسطينيان الوحيدان المشاركين في المعركة الى جانب الجيش الاردني وبعد احداث ايلول قام العميد المرحوم نهاد نسيبة بالتوسط مع العاهل الاردني الراحل الملك حسين لاطلاق سراح من في السجون لتشكيل قوات التحرير الشعبية، واعتبارها قوة نظامية تتبع لرئاسة اركان جيش التحرير الفلسطيني في سوريا.

وتشكلت الكتيبة المشاة(صاعقة) باسم كتيبة زيد بن حارثة، وكان اول قائد لهذه الكتيبة اللواء احمد عيد، وارتبطت بعلاقات وثيقة مع الجيش الاردني من حيث الدعم اللوجستي، وفي حرب 1973 تم نشر هذه القوات في منطقة عين حزير القريبة من مدينة السلط الاردنية، وبقيت القوات على علاقة بين شد وجذب مع الفصائل الفسطينية.

ورفضت المشاركة في الحرب الاهلية اللبنانية، فساءت العلاقة بين رئاسة الاركان التي كان يتولاها اللواء الركن مصباح البديري وبين الرئيس الراحل عرفات، وفي العام 1976 واثر هذا الخلاف تم ايقاف رواتب هذه القوات من قبل المنظمة، فقام الاردن بتمويل القوات ، وبعد وفاة العميد نسيبة تولى امر القوات اللواء نعيم الخطيب، الذي انحاز الى جانب الرئيس عرفات، وبعد سنوات من القطيعة اعادت المنظمة الصرف على القوات، الا ان القوات خطت خطوة هامة عندما تم الاتفاق بين القيادتين الاردنية والفسطينية على السماح بدخول المجندين( خدمة اجبارية) للخدمة في القوات، لمدة عامين، وتم الاتفاق على تغيير اسم القوات الى(قوات بدر) وتشكيل اللواء من ثلاث كتائب مشاة هي زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحه وجعفر الطيار، وعند الاجتياح الاسرائيلي لبيروت العام 1982 كانت القوات اول قوات فلسطينية تدخل بيروت ولتشارك في القتال الى جانب قوات الثورة الفلسطينية الاخرى، بدعم وتنسيق من الجانب الاردني الذي قام بتقديم الاسلحة والذخائر والدعم اللوجستي، وبعد الخروج من بيروت عادت القوات الى مواقعها وتم تشكيل كتيبة رابعة باسم كتيبة خالد بن ا لوليد من عناصر حركة فتح الذين خرجوا من بيروت واطلق الرئيس الراحل ياسر عرفات عليها( قوات التدخل السريع الفلسطينية) ومنحهم نوط الشجاعة والصمود في بيروت.

وشاركت القوات في الاعمال القتالية في البقاع اللبناني وجنوب لبنان بعد العام 1982 وبقيت كتيبة منها مرابطة الى جانب قوات حركة فتح في البقاع حتى العام 1986 ، وبعد توقيع تفاهمات اوسلو تم الحاق عدد كبير من القوات بكلية الشرطة الاردنية لتغيير العقلية العسكرية الصرفة الى عقلية رجال الشرطة المدنية، للمحافظة على المناطق التي سيدخلونها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكانت طلائع كتيبة المشاة الاولي من قوات والتي قدر عددها بحوالي 380 ضابطا وجنديا تجتاز نهر الاردن ليلة 13/14 - ايار"مايو" 1994 ، بوداع اردني وفلسطيني رسمي ، وخطب فيهم الملك الراحل حسين واهاب بهم المحافظة على الشرف العسكري ، والضبط والربط وان يكونوا القدوة الحسنة في التعامل مع اهاليهم بكل احترام، وانتشرت الكتيبة على طول الحدود الفلسطينية المصرية الاسرائيلية ( منطقة رفح).ثم تبعتها كتيبة مشاة ثانية وانتشرت في مدينة غزة،ثم تم نقل عدد من منتسبيها في العام 1996 للانتشار في منطقة جنين في الضفة الغربية.يتولى قيادة قوات بدر الان في الاردن اللواء الركن فيصل الفاهوم ويساعد اللواء الركن حسين الصبيحي.

فهل تعود قوات بدر الى الاراضي الفلسطينية ، وتتشكل من خلالها الهيكلية الجديدة التي يطالب بها الرئيس عباس للاجهزة الامنية؟؟ كل ذلك مرتبط بتطور الاحداث والموافقة الاسرائيلية على دخولها.