وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفدائي تضاريس بلادي

نشر بتاريخ: 04/06/2014 ( آخر تحديث: 04/06/2014 الساعة: 16:44 )
كتب :أسامة فلفل

حب الوطن يلازمني مع الشهيق والزفير ويحفزني على الدوام لحفظ تراثه وانجازاته والانتباه لكل لتفاصيله ,وهذا ما يجعلني أكتب بحماس الفدائي والثائر عن ملحمة العشق لهذا الوطن ومنظومته الرياضية الفلسطينية.

اليوم الفدائي الكبير تعرفه طرقات المالديف وشوارعها ومعالمها حتى وجماهيرها الرياضية التي توشحت بالعلم الفلسطيني نصرة للقضية الوطنية وللفدائي حامل مشعل صمود الرياضة الفلسطينية.

اشراقة شمس الانتصار تزينها اليوم صور الأشاوس الأبطال الذين حولوا الحلم لحقيقة وأضاءوا سماء الكرة الأرضية بالانجاز التاريخي والحصول على لقب بطولة كأس التحدي والحصول على بطاقة التأهل لكأس أمم آسيا في أستراليا.

إن تحطيم السدود والحدود والقيود وتضميد الجراح كان الشغل الشاغل للفدائي الكبير الذي واصل زحف النضال والكفاح بإرادة التحدي ,فحين تصافحه عيناك في لحظة الانتصار لا تجد فوق تضاريس وجهه سوى خارطة الوطن الزهية المطرزة بدماء الشهداء الزكية وصمود الأبطال الأسرى في زنازين الدولة العبرية.

لم تلمح في عيناه سوى التحدي والصمود ,تعرفه جزر المالديف جيدا ومنتخبات قرغستان ومانيمار والباكستان والفلبين وغيرها.

حقا لقد لفت الفدائي الأنظار من الشام إلى بغداد ومن نجد إلى اليمن ومصر إلى تطوان فلا أحد اليوم يباعدنا ولا دين يفرقنا فالانجاز هز مشاعرنا ووحد صفوفنا وأفاق نبض العروبة في خواطرنا ورسم على سنابل بيادرنا بيادر الخير والأمل واستنشقنا رائحة قمح بلادي والزيزفون وارتفعت هاماتنا لتعانق السحاب.

اليوم أصبح الفدائي صوت القضية وعنوان الهوية وسفير الرياضة الفلسطينية والصورة الندية في المحافل الإقليمية والدولية.

معركة الفدائي الحاسمة كانت بمثابة ملحمة وجود فلسطيني بامتياز وأصبحت نظرية ثورية رياضية وطنية يجب أن تدرس في الاكاديميات الرياضية لأنها جسدت وعمقت مشاعر الصمود والتحدي وصلابة الموقف والإصرار العنيد على كسر القيود وقهر المستحيل وعبور التاريخ بإرادة الفدائيين.

رسالة الفدائي الكبير اليوم هي بوصلة للأبناء والأحفاد ورسائل للندى والزهور ووصايا للسنديان على الجباه مرفوعة وعلى أضرحة الشهداء مكتوبة وعلى ضلوع أبطال المقاومة والتحدي محفورة.

الانجاز الجديد يعبر عن هوية الدولة وتاريخها حيث يجسد الآمال ويعزز الطموحات ويدعونا جميعا إلى دراسة ومعرفة انعكاساته التي تحققت والتنمية والتطور الذي تعيشه الرياضة الفلسطينية في هذه المرحلة رغم التحديات والحصار.

حقيقة الانجاز الفلسطيني هو ملحمة وطنية تاريخية مهمة لكل فلسطيني ولكل فئات المجتمع والجميع يفتخر ويسترجع الانجازات التي تحققت في أمد قريب في ظل القيادة الرياضية الحكيمة حيث أصبحت الرياضة الفلسطينية تتبوأ اليوم مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي وتحولت إلى نموذج يحتذى به في التنمية المبينة على الرؤية والإستراتيجية الوطنية الحكيمة.

إن الفدائي الذي تغلب على كل التحديات والظروف في المالديف وأمام المنتخبات المشاركة بالثبات وقوة العزيمة كان وسيبقى الشعلى المتوهجة التي أنارت الدرب للأجيال الفلسطينية قادر على مواصلة المسيرة بنفس الوتيرة في نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا.

اليوم نحن متفائلون بعد هذا الانجاز بأن تكون الرياضة الفلسطينية أفضل بكثير ومما لا شك فيه هذا الانجاز سوف يضاف لجملة الانجازات التي تحققت للرياضة الفلسطينية وجاء عن جدارة واستحقاق ليدشن مرحلة تاريخية جديدة لكرة القدم الفلسطينية ويعكس ما تلقاه الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص من رعاية واهتمام وتوجيه من القيادة الفلسطينية.

لاشك هذا الانجاز الذي حققه الفدائي الكبير يعزز من تطوير منظومة العمل الإداري والفني في الاتحادات الرياضية الفلسطينية ولابد من استثمار هذا الانجاز بالقدر الذي يؤكد مكانة الرياضة الفلسطينية ويعزز الهوية الوطنية والرياضية.

ختاما...

اليوم ننثر الورد والبخور على جبين الفدائي الكبير والقائد العظيم الرجل النبيل قائد السفينة وصانع النهضة اللواء جبريل الرجوب ونطبع قبلة الحب والوفاء على وجنة الفدائي الذي كتب حروف التاريخ المعطر بالانجاز العظيم والحصول على بطولة كأس التحدي والتأهل للعب مع الكبار في نهائيات كأس أمم آسيا.