وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المنتخب بين الإثمان والقطط السمان

نشر بتاريخ: 04/06/2014 ( آخر تحديث: 04/06/2014 الساعة: 18:51 )
كتب: محمد اللحام

انجاز بحجم الإعجاز ..قد يكون العنوان الأمثل لما حققه المنتخب الفلسطيني من مساحة الفرح والغبطة والسرور لجموع الشعب الفلسطيني عبر الفوز التاريخي والتأهل لنهائيات أمم أسيا من بين 47 دولة في قارة تشكل حوالي ثلث الكرة الأرضية مساحة، ويسكنها أكثر من 3 مليار نسمة. وبين هذا وذاك شق فرسان المنتخب الوطني الطريق بين الكبار والعمالقة بإمكانيات متواضعة.

وبعد ان انتصر الفدائي في جولاته التمهيدية وبأرقام خرافية ومميزة هاهو يستعد للجولة الأكثر مصيرية وأهمية وخطورة وصعوبة تطلب منه إعادة شحذ الهمم والتسلح بالأدوات المعينة والميسرة لدور البطل المنتظر.

المنظومة الرياضية وعلى رأسها اللواء جبريل الرجوب ومعه القيادة السياسية لم تبخل بشق الصخر للمساعدة في توفير ظروف العبور نحو المجد بفدائية عبروا القارات بعرق وكد وتعب.

ولكن هنالك مسؤولية مجتمعية على قطاعات أخرى للأسف حتى اللحظة لم نرى منهم سوى النزر البسيط ولمؤسسات معدودة على أصابع اليد الواحدة وبكل صراحة فإننا نتحدث عن مجموعة الاتصالات "جوال" ،وعن بنك فلسطيني وتواجد طيب ومحمود ومشكور . ولكن أين البقية الباقية ؟ أين رأس المال الوطني المستوجب عليه ان يكون وطني ويصطف وينحاز للمنتخب الوطني؟.

المسؤولية المجتمعية هي سلوك وطني أخلاقي أدبي يمارسه من يمتلك الحس الوطني والأخلاق الأدبية والإنسانية؟، الا ان النتائج جدا سلبية ولا حراك ملموس من اغلب هذا القطاع الذي يعتقد بجهل او بقصد انه غير مسؤول مما يتوجب تذكيره بأنه مطالب باحترام ان يتقدم لأخذ دوره في الإسناد والعون لمنتخب أضحى احد رموز الهوية الوطنية الفلسطينية ومساهم فاعل ليس في الحالة الرياضية فحسب بل وفي الحراك السياسي والاقتصادي مما يعود بالنفع وبأكثر من وسيلة مباشرة وغير مباشرة على رأس المال الفلسطيني.

أوراق ووثائق سلطة النقد الفلسطينية تشير لأرقام هزيلة وضعيفة لحجم المساهمة المجتمعية لكبرى الشركات الاقتصادية والبنوك . فالمعيار العالمي لحجم المساهمة المجتمعية هو 9% من قيمة الربح إلا ان سلطة نقدنا العزيزة وضعت هامش 2% فقط ومع ذلك لم تلتزم 90% من الشركات بذلك ولم تصل حتى نصف هذا الهامش رغم جنيها الملايين والمليارات أحيانا.

في الوقت الذي نساند به كحالة إعلامية الشركات والقطاع الخاص الفلسطيني في مواجهة منتوجات واقتصاد الاحتلال الإسرائيلي كواجب وحق علينا فعلى الشركات والبنوك والمؤسسات في القطاع الخاص ان تقف بجانب الرياضة الفلسطينية ومساعدة المنتخب الوطني لكرة القدم بتوفير سبل الاستنهاض والجاهزية قبيل النهائيات.

وبعيدا عن الترهيب والترغيب والوعيد وعلى أرضية الحقيقة والمكاشفة والمساءلة الصحفية فأننا ندعو زملائنا كل في مجاله بالكشف عن الأرقام الحقيقية التي تقدم للمنتخب وباقي الألعاب الرياضية لتثمين الدور الوطني المسؤول وتعرية القطط السمان التي نهبت أموال الوطن من باب ان الوطن حقيبة مال بشراكة قائمة على الربح والاستنزاف بعيدا عن الإحساس بحجم الإثمان التي يقدمها البعض في سبيل رفعة الوطن . نمتلك القبلة والابتسامة والقلم لإسناد المنتخب وسنبقى نفعل في انتظار صحوة أصحاب رأس المال.