|
رواتب ورواسب ...
نشر بتاريخ: 09/06/2014 ( آخر تحديث: 12/06/2014 الساعة: 13:26 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين اتصل بي الدكتور المحترم احمد يوسف وطلب مني أن أكتب عن أزمة الرواتب في غزة ، أجبته بكل صراحة انني لا أعلم شيئا عن خفايا اتفاق المصالحة الذي وقعه عزام الاحمد واسماعيل هنية . وان زملاءنا الصحفيين حاولوا في مخيم الشاطئ ان يسألوا عن تفاصيل الاتفاق ولكن الاخوة القادة " زجروهم" يومها وقالوا : كفاكم ايها الصحفيون ازعاجا وتشكيكا ولا تفسدوا فرحة المصالحة !!!!
ان منّ وقّع الاتفاق وجب عليه ان يوضح للموظفين وللجمهور الفلسطيني والعربي خبايا هذا الاتفاق ، واذا كان هناك اجابات واضحة على الناس معرفتها وفورا . واذا لا يوجد اجابات فهذه مصيبة تثبت ان القيادات التي وقعت المصالحة غائبة ومنفصلة عن الواقع وعن مشاكل الجماهير . مشكلة غزة ، ومشكلة الشعب الفلسطيني ليست مالية ، وانما مشكلة انقسام وانتخابات وشرعية مؤسسات انتهت فترتها القانونية .. حتى ان الجمهور يشعر احيانا ان الطرفين نادمان على توقيع المصالحة !!! والاهم انها مشكلة ثقة وحسن النوايا . وقد شاهدنا ذلك خلال تشكيل الحكومة وخلال " المفاوضات " حول كل حقيبة ، وقد استمرت الازمة حتى الساعة الواحدة ظهر يوم اعلان الحكومة . ومن خلال معلوماتي ان الجهات الرسمية لم يصلها اية اوامر واضحة للتعامل مع الازمة ، وانا لا ألوم اي مسؤول في منصبه لانه مثل وسائل الاعلام لا يعلم شيئا عن تفاصيل الفترة الانتقالية ، سلطة النقد وادارات البنوك والضرائب والمقاصة ووزارة الداخلية والشرطة لا يعرفون كيف يتعاملون مع غزة ، وفي غزة لا يعرفون كيف يتعاملون مع الضفة . وهو ما كشف عنه السيد خليل الحية حين قال : من يعطي الاوامر للشرطة والبحث الجنائي وشرطة السير في غزة ؟ ولو كان لرأيي اهمية لكنت نصحت ان يتوجه وفد منظمة التحرير ، نفس الوفد الذي أتم المصالحة مع حماس ويصطحب معه خبراء مال وخبراء أمن وشرطة وضرائب ومن وزارة المالية ومن الاعلام الرسمي وان يقيم في احد فنادق غزة ويدير المسائل اليومية لحكومة الاتفاق من خلال غرفة عمليات هناك . قضية الرواتب نتيجة وليست سبب . ويمكن تجاوزها بعدة طرق والذهاب مباشرة للتحضير للانتخابات . |