وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتيبة عبوين تقلب التوقعات و تخطف الصدارة وتعبر الدور الثاني

نشر بتاريخ: 12/06/2014 ( آخر تحديث: 12/06/2014 الساعة: 16:36 )
رام الله - معا - فراس العاروري : نادي شباب عبوين ، تأسس عام 1974 ، يمثل قرية عبوين التي يصل تعداد سكانها إلى ستة الاف نسمة ، وتقع شمال غرب رام الله ، فريق شاب دخل معترك دوري المناطق ولا يتجاوز معدل أعمار لاعبيه 20 عام ، أعده وبناه المدرب فراس سحويل لاعب الأمعري السابق لأكثر من ثلاث سنوات ، الفريق دخل معترك دوري المناطق وعينه على مقعد في دوري الدرجة الثالثة ، لكن قرعة الدور الأول لم تتساهل معه وأوقعته مع أندية خربثا بني حارث التي يشرف عليها المدرب ناصر الدحبور ، و نادي الشرطة الفلسطيني الذي يضم كوكبة ومجوعة متجانسة من لاعبي جهاز الشرطة الفلسطيني ونادي قبيا .

عبوين ، قلبت التوقعات
عبوين لم تكن المرشح الأبرز قبل بداية البطولة ، وأسمها لم يتوقع له أن يصبر النور ويتخطى عقبة الدور الأول ، وفاضلت الترشيحات بين خربثا والشرطة لإنتزاع بطاقة المجموعة ، كتيبة سحويل دخلت معترك المنافسة بفريق مجهول ، لكن ما إن خاض الفريق أولى نزالاته حتى كشر عن أنيابه وأظهر مستوى أبهر به كل من شاهد اللقاء ، وقدّم كرة قدم حديثة وسريعة ، ورسم لاعبوه لوحة فنية متناغمة ومدروسة أربكت حسابات المنافس المتمرس خربثا وكبلته وأجبرته على التراجع والتقهقر وأصابت مرماه في مناسبتين .

في اللقاء الثاني لم يدع نسور رام الله مجالاً للشك ، وأثبتوا أن مباراتهم الأولى لم تكن وليدة الصدفة ، فقدموا مباراة تكتيكة على أعلى طراز أمام نادي يفوقهم بالعدة والعتاد والإمكانيات ، وتجاوزوا نادي الشرطة بهدف نظيف ، ورغم النقص العديد لنادي عبوين في أول ربع ساعة وإقصاء رمانة الوسط صهيب عاقلة ، إلا أنه إستطاع أن يضرب عمق منافسه ويصيب شباكه في أولى الدقائق .

ومع بداية الشوط الثاني حافظ الفريق على تقدمه وأظهرت دفاعاته قوة وصلابة لكن المفاجاة الأكبر كانت في حارس مرماه السنجلاوي ضياء شبانة الذي أبهر الحضور وكشف اللثام عن إمكانيات كبيرة ورشاقة خيالية لحارس يستحق أن يتواجد في درجات متقدمة .

المباراة الثالثة كانت إستعراض قوة وموقعة إنتزاع البطاقة المؤهلة الوحيدة عن المجموعة ، فلم تلتفت كتبية سحويل لنتائج المنافسين ، وضربت بيد من حديد الخصم الجديد وأسقطت قبيا برباعية نظيفة ، ورغم غياب أربعة عناصر عن التشكيلة الأساسية إلا أن الأداء تطور والنسق إرتفع ، وأمطر لاعبوا الأبيض شباك منافسهم بوابل من الأهداف ، وبقي دفاع عبوين ومن خلقهم حارس المرمى الذي حافظ شباكه عصياً على المنافسين .

نتائج قياسية
نسور رام الله خطفت الأنظار ، ومعها خطفت بطاقة المجموعة وحلقت خارج السرب ، لتترك خلفها نتائج قياسية وأرقام كبيرة ، فالفريق سجل لاعبوه سبعة أهداف كاملة تناوب على تسجيلها هداف الفريق مجدي عبد الناصر برصيد ثلاثة أهداف ، وتلاه القناص عبدالله مزهر بواقع هدفين ، ثم وليد عودة وعاصم غسان بهدف لكل منهما ، وحافظوا على نظافة شباكهم بفضل دينمو الفريق ورمانة الوسط صهيب عاقلة الذي ضبط منطقة العمليات ، وصلابة أحمد سحويل ، وبراعة الحارس ضياء شبانة ، الفريق لم يغفل عن جانب المتعة .

فيقول رئيس رابطة المشجعين مراد سحويل : فريقنا قدم أداء كبيرأ ومستوى متطور كمجموعة واحدة أهلهم للإنتقال إلى المرحلة القادمة ، ولم يغفلوا عن جانب المتعة ، فأظهر لاعبوه مهارات كروية وتناغم كبير وأمتعوا جماهيرهم الحاضرة في المدرجات ، وقدموا وجبة كروية دسمة ، إستحقوا على إثرها إشادة جميع من شاهد وتابع مبارياتهم .

صغير السن ، كبير الطموح
فراس سحويل " 25 عام " ، خريج جامعة بيرزيت ، لاعب إحترف وتنقل بين العديد من الأندية المحلية في مختلف الدرجات ، فمثل بيتونيا ، ولعب في صفوف عين يبرود ، وإنتقل إلى عسكر ، وإنضم إلى الأمعري ، فحصل على خبرة كبيرة وتدرب على يد أفضل المدربين أبرزهم الأردني رائد عساف ، سحويل يعد أصغر مدرب في فئته ، وله الفضل الأكبر في وصل ناديه إلى هذه المرحلة ، فامن بقدرات أبناء قريته وبإمكنياتهم.

وعمل على صقل مواهبم وسخر كل جهده ووقته للنهوض بهذه المجموعة ، سحويل عمل بالية غفلت عنها كبرى أنديتنا المحلية ، فأخذ على عاتقه فئة الأشبال وبدأ معها من الأساس ومن نقطة الصفر ، فركز جهده على صقل مواهب وإفادتهم وتطوير قدراتهم ، ووصل الليل بالنهار ، وساهم في لفت الأنظار إليهم ، فتعاون معه أبناء قريته ،وقاموا بجلب عطاء وإنشاء ملعب رملي في قرية عبوين .

فأقام البطولات وكثف النشاطات وخلق مجموعة متافهمة منسجمة منضبطة يغذيها الشغف ويحركها الإنتماء ، والأهم أنه زرع فيهم الأخلاق العالية والروح الرياضية الكبيرة. يقول فراس سحويل : كرة القدم رسالة عالمية ، لا تميز بين اللون والجنس واللغة والدين ، كرة القدم لغة الحضارات ورسالة الشعوب ، وفي فلسطين خصوصية الرياضة نابعة من كونها المتنفس الوحيد والوسيلة المثالية لنقل صوتنا للعالم ، نحن نمتلك مثال حي وواضح ، واد النيص ، قرية صغيرة العدد كبيرة الإنجازات ، أجبرت الجميع على إحترامها ورفع القبعات لأبنائها من خلال فريقها الكروي ، الذي يعد بطل الدوري وصحاب الصولات والجولات .

ويضيف : لقد عملت مع هذا الفريق لأكثر من خمس سنوات وواكبتهم وزرعت فيهم روح العمل والتحدي والإعتزاز بقدراتهم وبقريتهم وبوطنهم ، وخلقت مجموعة صلبة ومتماسكة ، وحظيت بدعم جميع أبناء القرية ونبذنا كل المعيقات العائلية والفئوية والحزبية خلف ظهورنا ، وإستطعنا إنشاء ملعب بمواصفات معقولة وواقعية ، شاكرا المجلس البلدي السابق وعلى رأسه فاطمة سحويل ، والحالي بقيادة يوسف مشيعل ، وأثنى على جهود رئيس النادي السابق موفق سحويل ودوره الكبير في ترجمة مشروع الملعب إلى حيز التنفيذ ، وشكر الرئيس الحالي عبد العزيز حمد .

ويضيف : بعد هذه السنوات اليوم نحن جاهزون ، لقد فاجئنا الجميع ، فريقنا كان مجهولاً وإسماً مغموراً ، لكن الميدان أحد عشر لاعب مقابل أحد عشر ، من يتجهد ويلعب ينال ، ومن يزرع يحصد

180 دقيقة مصيرية للتأهل
المدرب سحويل يشدد بأن الطريق ما زالت طويلة ، وبأن المهمة الأصعب هي التي تلوح بالأفق ، فيقول : الأن علينا مواجهة أبطال المجموعات الأخرى الجلزون و كوبر في الدور الثاني ، ويوضح : الأوراق مكشوفة لجميع الفرق والحظوظ متساوية ، الفرق ستلعب على الجزيئات البسيطة والتفاصيل الدقيقة ، كوبر تجاوزت الجلزون بهدفين في أولى الجولات ، ونحن تابعنا اللقاء ونثق بقدرت مقاتلين عبوين على الخروج بنقاط المباراة ، وشدد سحويل على ضرورة محافظة لاعبيه على التركيز وتكثيف حضورهم الذهني والبدني وأكد على ثقته بهم وبأمكانياتهم ، ودعا أبناء قريته لمساندة ومؤازرة الفريق في مبارياته المصيرية القادمة ، مشيراً بان 180 دقيقة القادمة هي الأهم في تاريخ نادي عبوين .