وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محلل عسكري اسرائيلي: نتعامل مع "مخربين" أذكياء ومدربين

نشر بتاريخ: 14/06/2014 ( آخر تحديث: 15/06/2014 الساعة: 15:15 )
بيت لحم- معا - على الرغم من عدم وجود تأكيد قاطع بان المستوطنين الثلاثة تعرضوا لعملية خطف يوجد اشارات عديدة تؤشر لهذا الاتجاه اولها ان فقدان الاتصال مع الثلاثة جاء في نفس الوقت ودفعة واحدة دون وجود أية إشارة تنفي هذا الاحتمال وهناك السيارة المحترقة قرب بلدة "دورا" غرب الخليل حيث لم تجد قوات الجيش أي شخص أو إشارة تدل على وقوع حادث لهذه السيارة كما لم تتلق الشرطة أي بلاغ حول تعرض السيارة المذكورة للسرقة ما أعطى إشارة قوية بان الحديث يدور عن عملية اختطاف مخططة ومنظمة خاصة في ظل العديد من الإنذارات التي تلقتها أجهزة الأمن الإسرائيلية في الفترة الأخيرة على خلفية إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام وفقا لما استهل المحلل العسكري لصحيفة " يديعوت احرونوت " روني بن يشاي" مقالته التحليلية المنشورة اليوم " السبت .

وأضاف " إذا كانت العملية مخططة بكل تأكيد تضمن الخطة عملية تضليل ويمكن أن تكون عملية إحراق السيارة مجرد حركة تضليل لإجبار الجيش والأمن الإسرائيلية على تنفيذ عمليات بحث وتمشيط واسعة في المنطقة ما يمنح الخلية " الخاطفة" مزيدا من الوقت الثمين يمكنها الهرب في اتجاه مختلف تماما .

إشارة أخرى على وجود عملية تضليل تتمثل بتلقي أصحاب المحال والمشاغل في الخليل رسائل عديدة عبر وسائل إعلام واتصال تتبع لحركة حماس تطالبهم بتدمير أشرطة تسجيل كاميرات الحماية خشية انتفاع الأمن الإسرائيلي بما تحويه من معلومات ".

وهناك احتمالا أخرا يتمثل بكون الخلية وأفرادها على درجة من الذكاء والتدريب جعلتهم يلوذون بالصمت محاولين استغلال وسائل الإعلام لمعرفة بالضبط حجم المعلومات التي تمتلكها أجهزة الأمن الإسرائيلية وتقدير ماذا تعرف هذه الأجهزة .

وإضافة للحقائق التالية مجموعة الشواهد والإشارات سابقة الذكر وفقا لقول " بن يشاي ":
1-تبذل الفصائل والمنظمات الفلسطينية في الضفة وغزة وبينها حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي جهودا كبيرة ومتواصلة لتنفيذ عملية اختطاف جنود او مدنيين إسرائيليين وأنشأت حماس لأجل هذه المهمة وحدة خاصة في قطاع غزة تعمل على تجنيد وتشغيل نشطاء في الضفة الغربية لتنفيذ مثل هذه العمليات كما يعمل الأسرى السابقين الذين تم تحريرهم ضمن صفقة" شاليط " في الفترة الأخيرة ودون تردد على تنفيذ وتخطيط مثل هذه العمليات بهدف تحرير مزيد من الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل خاصة وان تحرير 1027اسيرا ممن يوصفون بالأسرى " الثقال " رفع من الاستعداد والدافعية لتكرار مثل هذه العملية وأعادت إنتاج نجاح حماس من قبل منظمات وحركات أخرى خاصة وان عمليات الاختطاف بهدف تبادل اسرى تحظى بشرعية مطلقة من قبل جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء بما في ذلك رجال أبو مازن أنفسهم .

ويوجد دافع اكبر لحماس في هذه الفترة لتنفيذ عمليات من هذا القبيل وذلك في ظل اتهام الحركة بإهمال وهجر النضال المسلح ضد إسرائيل والنضال من اجل الأسرى لصالح المصالحة مع ابو مازن التي ستعود عليها بفوائد اقتصادية لذلك يمكن لعملية اختطاف أن تعيد رفع أسهم حماس في الشارع الفلسطيني واسهم أية منظمة أخرى تكون مسئولة عن العملية .

2-اكتسبت المنظمات الفلسطينية ومخططي عمليات الاختطاف سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة تجربة كبيرة تعلق بطرق عمل وتفكير جهاز " الشاباك "والجيش لذلك باتوا على معرفة ودراية كافية في مجال التضليل وإزالة أية أثار إضافة لتلقيه إفراد الخلايا تدريبات عالية المستوى وباتت هذه الحقيقة واضحة ومعروفة في الميدان لذلك جاء عمل الخلية التي اختطفت المستوطنين الثلاثة من تحب مستوى الرادار الإسرائيلية وأجهزة البحث والتعقب والرصد التي تديرها إسرائيل في المنطقة لهذا لم يحقق التفوق الاستخباري والعملي الذي تمتلكه إسرائيل في المنطقة أي نجاح وفشل في إحباط ومنع العملية التي تبدو وكأنها عملية اختطاف.

ويمكننا الافتراض بان الخلية أجرت عمليات رصد وجمع للمعلومات استمرت لفترة طويلة قبل التنفيذ حددت خلال منطقة ومكان الهدف كما يمكن الافتراض بان الأمر يتعلق بقوة كبيرة من " الإرهابيين " احتاجتها الخلية للسيطرة على ثلاثة شبان وضمان عدم اكتشافهم من أية جهة أو شخص كان يمكنه استدعاء الجيش والأمن فيما لو لاحظ أي حركة مشبوهة خاصة وان كثيرين من سكان التجمع الاستيطاني " غوش عصيون " يعملون في الأمن .

ماذا سيحدث الان ؟

أجاب بن يشاي على هذا التساؤل الذي طرحه في نهاية مقالته بالقول:

أولا الشروع بعملية أمنية واسعة وشاملة وقوية في الضفة الغربية عموما وفي المناطق التي يشتبه " الشاباك " والجيش بإمكانية وجود المستوطنين الثلاثة فيها سواء كانوا أحياء أو أموات يجب تنفيذ عملية قوية وإغراق المنطقة برجال الأمن والجيش وذلك لتنفيذ مهام جمع المعلومات وإعاقة حرية حركة أفراد الخلية وهذا اول شيء قام به الجيش والأمن الإسرائيلي حيث يكمن النجاح بالعملية الهجومية والقدرة على جمع المعلومات بالطرق العلنية والسرية .

وبعد ذلك ستأتي مرحلة طرح الخاطفون لمطالبهم وستحين ساعة الامتحان الحقيقي لوزير الجيش والحكومة الإسرائيلية ويجب عليهم ان يقرروا فيما اذا كانوا سيعملون وفقا لتوصيات " مائير شيمغار" التي أوصت بعد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين " بالجملة" وبضرورة تولي وزير الجيش شخصيا ادارة مثل هذه الأزمات في المستقبل وعدم تكليف أي وسيط أخر .

بالنسبة للسلطة لا شك بانه في حال تاكد امر عملية الاختطاف ستكون مربكة ومحرجة وعبارة عن صفعة قوية للرئيس الفلسطيني واثبات قوي للادعاء الاسرائيلي بان المصالحة ستعمل على تعزيز ورفع وتيرة " الارهاب" عكس الادعاء القائل بان المصالحة ستلجم " الارهاب".