|
لولا الحياء لزرت غزة - ولكن الجار اولى بالمسمار
نشر بتاريخ: 18/07/2007 ( آخر تحديث: 18/07/2007 الساعة: 11:59 )
بيت لحم - رام الله - تقرير معا - بدأ المثقفون الفلسطينيون يفقدون الثقة بالقادة السياسيين الفلسطينيين ومن مختلف الفصائل المستقوية ، والذين بدورهم ورغم ما يفعلوه صارت تضيق صدورهم حتى على النقد الصحافي فيسارعون للتشهير بكل من ينتقدهم .
وفي هذا الاطار يواصل الصحافيون والكتاب وقادة المنظمات الاهلية توجيه الانتقادات للقادة التنفيذيين في السلطات المختلفة وللاجهزة المسلحة والقوة التنفيذية الذين " اخذوا الوطن تحت ابطهم وكأن الوطن ملك حصري لابائهم وان كل صحافي ينتقدهم كأنما يعتدي على ملكياتهم الخاصة ومحمياتهم الشخصية " كما يقول الصحافي ناصر اللحام . وفي رام الله بدأ عدد من المثقفين بمحاولة اقامة جسم للدفاع عن الحريات وحرية الكلمة ، فيما راحت منظمات حقوق الانسان تتحدث عن اساليب بشعة تستخدمها القوى المسلحة في تعذيب الخصم . اما الدكتور الكاتب حسن عبد الله فيقول ان دور المقفين الفلسطينيين في تراجع : يختلف دور المثقف في المجتمع من مرحلة إلى أخرى استنادا إلى جملة من المتغيرات. ويقول ( وقد اضطلع المثقفون والمبدعون بمهمات شديدة الحساسية في الأربعين عاما الأخيرة على وجه التحديد، بما قدموه من إسهامات ثقافية وإبداعية أغنت الحياة الروحية للشعب الفلسطيني ووضعت مداميك مهمة في التجربة الفلسطينية المعاصرة يمكن البناء عليها وتطويرها. بيد أن دور المثقفين والمبدعين تراجع بعد اوسلو بتراجع زخم القضية، فمنهم من انسحب من الساحة وانزوى تحت ثقل همومه الشخصية معتقدا أن الحلم الذي كان يشده ويحفزه للكتابة قد قزمه السياسيون، ومنهم من انخرط في المؤسسات الرسمية كموظف أو ربط مصيره الشخصي والحياتي بمؤسسات غير حكومية وخاصة وبالتالي صاغ نفسه ثقافيا وسياسيا وفق مقاسات واشتراطات هذه المؤسسات الأمر الذي انعكس على نتاجاته شكلا ومضمونا ). ويضيف ( اما من بقوا قابضين على الجمر أي القسم الثالث، فهم قلائل، حيث استمروا ينتجون وينتجون متشبثين بالحلم، فدفعوا جراء ذلك استحقاقات كبيرة، كان لها انعكاسات خطره على متطلباتهم الحياتية الأساسية وعلى أوضاعهم الأسرية، لكنهم صمدوا ). وفي القصيدة التي كتبها الشاعر الكبير محمود درويش عقب الانقلاب العسكري في غزة قال " كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء! " أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك! أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع! لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد! ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا! أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى! أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه. رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل. وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد؟. أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ. هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام. من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟ بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك!. لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن، يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في التلفزيون!." وفي اخر عبارة يشير درويش الى المثقفين الذين انهاروا تحت وطاة الطمع في صورة اخرى على التلفزيون فتركوا مبدئيتهم تحت نعال المسلحين الذين اعتقدوا ان قطعة السلاح اقوى من ذرة مبدأ . اما الكاتب حافظ البرغوثي - وكعادته -لم يسكت على الواقع المر فنشر اليوم مقالة ناقدة جدا قال فيها : السلطة الافتراضية تعتقل افراداً مفترضين من حماس بافتراض انهم قوة تنفيذية التي لا ترى في قتل الأخ لومة لائم او لئيم، وحكام الامارة المفترضة في قطاعستان المتاخمة للمزةستان وطهران ما زالوا يطاردون انصار فتح غير الاسلام ويدقونهم بالمسامير باعتبار ان الجار اولى بالمسمار، والرئيس الاميركي بوش صاحب النظرية الافتراضية دولتان لشعبين ما زال يحتفل بنظريته ويريد زفافها في حفل دولي مفترض في الخريف لأن الخريف موسم تساقط اوراق الشجر ووعود البشر وذيول البقر. " ويقال ان الحل الافتراضي الأمثل للأزمة الفلسطينية غير المفترضة هو ايضاً بتغيير الاسماء حيث يمكن لحماس ان تسمي نفسها فتح والعكس صحيح ايضاً، لأن الفصيلين افتراضيان والسلطة مفترضة اما غير المفترض فهو الاحتلال ". |