وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو مازن : أنا لا أخاف الموت ومستعد له

نشر بتاريخ: 24/06/2014 ( آخر تحديث: 24/06/2014 الساعة: 14:17 )
القاهرة - معا - قال الرئيس محمود عباس «أبومازن»، فى حوار لـصحيفة "الوطن" المصرية إنه مستعد للموت تماماً ولا يخافه، موضحاً أنه أعد نفسه لأي تصرف تقوم به إسرائيل، حتى لو وصل إلى أن يلقى مصير سلفه "ابوعمار».

وكشف الرئيس عباس أن الأوضاع في الضفة الغربية تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد سُلطة بلا سُلطة، وهو ما لا يمكن قبوله مطلقاً.

? كيف تقيّم الأوضاع في الضفة الغربية وغزة الآن.. بعد الحملة الإسرائيلية الشرسة على الفلسطينيين؟

- هناك أزمة حقيقية نعيشها فى الخليل وفي كل الضفة، وأحب أن أقول إن مثل هذا العمل، أى «اختطاف شباب»، من الممكن أن يحدث فى أى مكان، ونحن نرفضه تماماً ونأسف لوقوعه، ونعمل على إعادتهم، لكننا نتمنى على الإسرائيليين أيضاً أن ينظروا إلينا باعتبارنا أيضاً بشراً، فلا يجب أن ينظروا إلينا نظرة مختلفة، عندما يقتل 3 من الشباب الفلسطينيين لا نسمع صوتاً واحداً من الحكومة الإسرائيلية يأسف أو يعتذر عن قتل هؤلاء الأبرياء، ورغم ذلك نعمل على إعادة هؤلاء الأولاد لأسرهم، وبالمناسبة فى كل يوم نجد إسرائيلياً تائهاً فى أرضنا لا نعرف لماذا جاء إلينا لكننا نأخذه ونرده إلى الإسرائيليين، والبحث ما زال مستمراً عن الأولاد الثلاثة، نحن نتعامل معهم كبشر ونتمنى من الإسرائيليين أن يتعاملوا معنا أيضاً كبشر.

الممارسات الإسرائيلية بالضفة خطيرة ومرفوضة.. و«تل أبيب» تعرقل عمل الحكومة الجديدة وتمنع الوزراء من الذهاب إلى غزة

? إسرائيل تنتهز فرصة الصمت الدولى وترفع سقف اعتداءاتها.. ووصلت القوات الإسرائيلية إلى حدود 10 أمتار من مقر المقاطعة.. هل تعتقد أنها قد تقدم على إسقاط السلطة؟ وهل تعمل على تقويضها وتقليم أظافرها؟

- إسرائيل تقوم بأعمال غير مبررة فى الضفة، وتمارس طرقاً مرفوضة من حيث طرق التفتيش والتعدى على المواطنين وقتل الأبرياء، وممارستها تلك امتدت للسلطة، إسرائيل الآن سحبت من السلطة كل السلطة، هى تريد سلطة بلا سلطة، ونحن نعرف ذلك جيداً، ولذلك نطالب بإنهاء الاحتلال فوراً، ومن أجل ذلك ذهبنا إلى المنظمات الدولية، خاصة اتفاقية جنيف، نريد أن نصل إلى حقوقنا، ونريد أن نحصل على دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيلية، هناك من يتكلم عن دولة واحدة للجميع، نحن نرفض ذلك، إسرائيل تريد دولة بنظامين، ونحن لا نقبل ذلك.

? هناك مخاوف من أن يلجأ الكيان الصهيوني لتصفيتك مثلما حدث مع الشهيد أبوعمار؟

- كل الأمور عندهم واردة، ونحن جاهزون تماماً، نحن تحت الاحتلال، ففي هذا الموضوع لا نملك شيئاً، فإذا أرادوا أن يصفّوني، أو يعتقلوني، أو يجمدوا حركتنا، هذه دولة محتلة تستطيع أن تفعل، لكنى لا أهاب.

? هل رصدتم مخططات من هذا القبيل؟

- هم يتكلمون كثيراً في هذه الأشياء، ولكن للآن لم يفعلوا شيئاً، لكن الضغوط الآن كبيرة على السلطة، إقفال للمدن وإغلاق للحواجز، وهناك تهديدات أخرى بسحب هويات الـ«VIP» من كبار المسئولين، هذه عينة ونوعية من الضغوط التى يمارسونها علينا.

? ما الخطوات الفلسطينية المقبلة حال استمرار إسرائيل فى حملتها على الشعب الفلسطينى؟

- عندنا طريقان، أولاً المفاوضات، وإذا لم يعودوا للتفاوض، فسنلجأ للمنظمات الدولية، وهى لا تعنى فقط الأمم المتحدة، لكن هناك الكثير من المنظمات التابعة لها، والتى سيكون اللجوء لها فعالاً جداً.

? الآن المفاوضات مجمدة وإسرائيل رفضت أن تفرج عن الدفعة الرابعة من الأسرى.. كيف تتصرفون أمام هذا الوضع؟

إسرائيل هى الدولة الوحيدة بالعالم التى لا نعرف لها حدوداً.. وطلبنا من مصر التدخل لحل أزمة الأسرى المضربين عن الطعام وهناك مساعٍ حثيثة من جانبها لإنهائها

- الوضع الفلسطينى الآن يختلف تماماً عن السابق، الآن حصلنا على دولة مراقب فى الأمم المتحدة، وهذا يعنى أن شهادة الميلاد التى نشأت لدولة فلسطين قبل عام 1947 ضاعت، ونحن استرددناها، أصبحنا ننتمى إلى 63 منظمة دولية، وهذا يعطينا حقوقاً كثيرة، وكثيرة جداً، الآن الوضع تغير، عندما اتفقنا مع «جون كيرى» على بدء المفاوضات كان هناك ملفان، الأول هو التفاوض حول خريطة الحدود وترسيمها، والثانى طلبوا منا ألا نتوجه للمنظمات الدولية ونحن قبلنا مقابل الإفراج عن 104 أسرى، وكان من المتوقع ألا يخرجوا أبداً، فقبلنا من أجل أرواحهم، ودمائهم، وحياتهم، وبعد أن امتنعوا عن الإفراج عن الدفعة الرابعة، قررنا أن نتجه فوراً إلى 15 منظمة دولية للالتحاق بها، منها اتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة، والتحقنا بها فعلاً، وكانت صدمة للإسرائيليين، لأنهم يعرفون تماماً ماذا يعنى أن نكون أعضاء فى تلك المعاهدات، وهناك 63 منظمة واتفاقية أخرى سنتجه إليها.

? الأمم المتحدة أعلنت عام 2014 عاماً للتضامن مع الشعب الفلسطينى.. وفى الوقت نفسه جاءت إسرائيل نائباً لرئيس منظمة تعنى بمناهضة الاستعمار؟

عرفات

- لا أعرف كيف جاءت؟ ومن الذي أتى بها؟، ولكن ما أفهمه هو أنه من غير المنطقي أن تتولى منصباً في منظمة مناهضة للاستعمار، وهي القوة الوحيدة المستعمرة بالعالم، هذا متناقض مع الواقع.

? لنذهب لملف المصالحة.. في ظنك لماذا قبلت حماس المصالحة الآن بعد سنوات من الرفض والمماطلة؟

- بالنسبة للمصالحة.. تعلم أن انقلاباً حدث عام 2007، قامت به حماس في غزة وقسمت الشعب الفلسطيني قسمين، ولم نرد على ما قاموا به ولجأنا إلى جامعة الدول العربية، والجامعة كلفت مصر بمتابعة المصالحة، ورغم مرور محاولات المصالحة بعدة مراحل على مدار السنوات الماضية فإنها لم تنجح، إلى أن جاء شهر مارس الماضى، أرسلنا وفداً نسألهم هل أنتم موافقون على المصالحة أم لا؟ قالوا إنهم موافقون فأبرمنا المصالحة، أما بالنسبة لماذا قبلت الآن؟ ربما الظروف العربية، والظروف الدولية التى تمر بها المنطقة هى التى دفعت حماس لقبول المصالحة، وأياً ما كان السبب، فإن الحرص على الوحدة الوطنية وعلى أن نواجه الاحتلال ونحن متوحدون ولسنا منقسمين، هو ما كان يدفعنا دائماً للسعى للمصالحة، ونحن الآن بصدد الإعداد لإجراء الانتخابات خلال 6 أشهر، وقد تكون هناك عقبات كثيرة، ولكننا مصممون على إجرائها.

لم يثبت بالدليل أن «حماس» اختطفت المستوطنين وإسرائيل تريدنا «سلطة بلا سلطة»

? هل هناك ضمانات فى اتفاقية المصالحة تضمن التزام حماس بالتهدئة وعدم ممارسة خروقات أمنية، خاصة أن إسرائيل تحاول إلصاق تهمة اختفاء الجنود بها؟

- لا نستطيع أن نقول إن حماس هي من ارتكبت هذه القصة، لا يوجد دليل، حماس نظرياً وعملياً ملتزمة بالاتفاق، نظرياً هي ملتزمة بالاتفاق الذي وقعته بالقاهرة، وعملياً هي ملتزمة بالتهدئة التي وقعتها مع إسرائيل في غزة، وإذا كانت ملتزمة بها فى غزة فهي ملتزمة بها في أي مكان، وإذا ثبت أن حماس هى من قامت بتلك العملية، ولا أدري من الذي ارتكب هذه القصة، فسيكون وقتها هناك كلام آخر، نحن ملتزمون بنضالنا الدولي، وهم معنا وأيدونا عندما اتجهنا للأمم المتحدة، بالتالى عندنا سياسة، إما المفاوضات أو اللجوء للمنظمات الدولية، وهناك نضالنا الشعبى السلمى الذى يمارس هنا فى الضفة الغربية.

? عندما تتسلم الحكومة الجديدة السلطة فى غزة ماذا تتوقع من حماس؟ خاصة فيما يتعلق بتعاملاتها مع مصر.. خصوصاً أن هناك التهاباً فى العلاقات المصرية الحمساوية، والآن ظهر مسئولون فلسطينيون يتحدثون عن أن حماس لم تخطئ فى حق مصر ولم تمارس إرهاباً على المصريين؟

- نعرف أن هناك مشاكل بين مصر وحماس، وسمعت من مسئولين مصريين أن حماس تشارك فى أعمال ضد مصر، وهذا لا نقره ونستنكره تماماً، مصر هى الدولة الأم خاصة بعد 30 يونيو، ومصر أنقذت الأمة العربية كلها مما كُتب عليها، ويجب أن نكون حياديين، لكن فيما يتعلق بمصر فنحن منحازون لمصر، وقلت إن مصر لديها ما تقوله حول ممارسات حماس فى مصر وهذا يحتاج للقضاء كما يقولون، ونحن نحترم مصر وقضاء مصر، وعندما تتسلم الحكومة الجديدة السلطة لن نسمح بأى ممارسات من حماس ولا من غيرها ضد مصر، ولكن حتى الآن نحن غير موجودين على الأرض.

? ومتى توجدون؟ ومتى تبدأ الحكومة الجديدة ممارسة أعمالها ودورها فى غزة؟

- لا نستطيع الحركة، ووزراء الحكومة الجديدة لا يستطيعون الوصول إلى غزة بسبب التعنت الإسرائيلى، فهم يعرقلون كل شىء، ويريدون أن يشلوا اتفاق المصالحة، ويشلوا الحكومة الجديدة ويكفوا يدها عن العمل.

? يبدو لدىّ أن هناك بعض المقاومة من بعض قيادات فتح تجاه المصالحة وبعض قادة الحركة غير راضين عنها؟

- هناك قرار قيادى فى اللجنة المركزية لمنظمة التحرير وفتح، عندنا درجة من الديمقراطية تتيح لكل إنسان أن يقول رأيه فى المصالحة، هناك ناس موافقة وآخرون ضد المصالحة، أو متخوفون من خدع ومناورات من أطراف أخرى، وهناك آخرون ضد المفاوضات، أنا لا أستطيع أن أقول لشاب فى فتح: تعال اقتنع بما أقول، كل واحد حر فى رأيه، فى إطار الديمقراطية.

? سيادة الرئيس ما موقف معبر رفح الآن؟

- المعبر سيُفتح وله قوانينه يجب أن يفتح بناءً على اتفاقية 2005، ومصر ليس لها علاقة بهذا الاتفاق، ولكن يجب أن توافق مصر على إجراءات فتح المعبر، ولا أدرى إن كانت مصر مستعدة الآن لذلك أم لا، يجب أن نترك الوقت لمصر لتكون جاهزة لفتح المعبر، وعودة الحرس الرئاسى ليس فى المعبر فقط، إنما على امتداد الـ14 كيلو طول الحدود.

? الحرس الرئاسي فقط؟ هل ستستبعدون المراقبين الدوليين؟

- لا، الحرس الرئاسي والمراقبون الأوروبيون أيضاً، ولكن ما زالت الترتيبات النهائية لم تتضح للآن.

? ما آخر تطورات التحقيقات فى اغتيال الشهيد ياسر عرفات؟

- التحقيق يسير بشكل جيد أمنياً وقانونياً وطبياً، ونحن نجرى اتصالات مستمرة مع الدول التى جاءت لفحص الجثمان، روسيا وسويسرا وفرنسا، وأمس الأول أرسلت رسالة للروس لمتابعة هذه التحقيقات.

? أزمة الأسرى المضربين دخلت مراحل متطورة.. ما الجهود التي تبذلها لحلها؟

- طلبنا من مصر ودول أخرى أن تتدخل، وتدخلت بالفعل، وهناك مساعٍ حثيثة من مصر وغيرها لإنهاء هذه الأزمة، وبسرعة إن شاء الله.