|
مركز المرأة للإرشاد يختتم دورة تدريبية لطلبة الإعلام
نشر بتاريخ: 26/06/2014 ( آخر تحديث: 26/06/2014 الساعة: 11:55 )
نابلس- معا - اختتم مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بالتعاون والتنسيق مع قسم الاعلام في جامعة النجاح الوطنية دورة تدريبية لطلبة قسم الاعلام في الجامعة تحت عنوان حقوق المرأة والإعلام.
وشارك في الدورة (26) من طلبة قسم الاعلام في الجامعة، وهدفت الدورة الى رفع وعي الاعلاميين وتعريفهم على القضايا القانونية المرتبطة بحقوق المرأة في المجالات المختلفة، كما هدفت الى تطوير قدرات الاعلاميين حول مفهوم الصورة النمطية التقليدية السائدة عن المرأة في المجتمع، والدور الذي يمكن للاعلام ان يلعبه في مجال تغيير هذه الصورة النمطية. تناولت الدورة التدريبية التي عقدت في مقر الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة البيرة على مدار ثلاثة ايام متتالية عدد من المحاور أهمها تعريف الطلبة حول مفهوم النوع الاجتماعي، ومحور يتعلق بالتمييز ضد المرأة في عدد من القوانين السائدة والمطبقة في الاراضي الفلسطينية، كقانون الاحوال الشخصية، وقانون العقوبات. وركزت الدورة في احد محاورها على الصورة النمطية عن المرأة وطرق تغييرها ودور الاعلام في ذلك. من ناحيتها اشارت امل ابو سرور مديرة البرامج في مركز المرأة الى ان التدريب يأتي في سياق الاهتمام الذي يوليه المركز للاعلام لما له من اهمية في المساهمة الفاعلة في عملية التأثير على التوجهات السلبية في المجتمع تجاه قضايا المرأة عموما وطرق تغييرها، وترسيخ بناء توجهات اكثر ايجابية تقوم على العدل والمساواة بين الرجل والمرأة في مختلف مجالات الحياة. واكدت ابو سرور ان المركز يواصل العمل مع عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وبصورة حثيثة بهدف التصدي لكل اشكال التمييز ضد المرأة وعدم مساواتها مع الرجل وانتهاك حقوقها في المجالات المختلفة، وهو ما يفرز العديد من الظواهر السلبية التي تنتشر في مجتمعنا الفلسطيني وفي مقدمتها العنف ضد المرأة بمختلف اشكاله، والذي يصل في نتيجته الاكثر قسوة الى انتهاك حقوق النساء المختلفة وفي مقدمتها حقهن في الحياة. واشارت ابو سرور الى ان احصاءات المركز تشير ازدياد مقلق في حالات قتل النساء خلال السنوات الاخيرة، وهو ما يتطلب الفعل والعمل الدائم والدؤوب من اجل التصدي له بالطرق والوسائل المختلفة، وفي مقدمتها نزع الاسس والارضية القانونية التي تستند اليها ظاهرة العنف والقتل ضد النساء. واكدت ابو سرور ان للاعلام دور هام في هذا الجهد، نظرا لان الاعلام يتمتع بالقدرات والامكانات العالية في الوصول الى مختلف شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني، والتأثير على توجهاتها حول مختاف القضايا. نبيل دويكات منسق الاعلام في مركز المرأة رأى ان هذه الدورة جزء من عمل وجهد المركز في مجال الاعلام، مشيرا الى ان المركز يقوم بصورة متواصلة برصد وتوثيق المواد الاعلامية المختلفة في الاعلام المحلي حول قضايا المرأة والانتهاكات المختلفة لحقوقها، ويصدر المركز تقريرا سنويا يتضمن نتائج هذا الرصد، وتحليله من منظور النوع الاجتماعي. واكد دويكات ان هناك اهمية كبيرة للتواصل المستمر مع الاعلاميين واطلاعهم على نتائج الرصد والتحليل الذي يقوم به المركز لصورة المرأة كما تظهر في الاعلام المحلي بهدف الوصول الى نتائج تسهم في تعزيز دور الاعلام في التأثير في التوجهات العامة تجاه قضايا المرأة. وقال دويكات ان الدورة التدريبية لطلبة الاعلام في الجامعة تأتي في هذا السياق بالتركيز على طلبة الاعلام في الجامعات وهم الفئة التي ستشكل العمود الفقري للعمل العلامي خلال السنوات المقبلة. المحامية روان عبيد منسقة برنامج التوعية والتثقيف في المركز شددت على اهمية رفع وعي الاعلاميين بصورة متواصلة حول القضايا القانونية المختلفة التي ترتبط بقضايا المرأة، والتركيز بشكل خاص على قانوني العقوبات والاحوال الشخصية اللذان يتضمنان الكثير من النصوص والمواد التي تعتبر ارضية قانونية للتمييز والعنف ضد المرأة في مجالات عديدة. واشارت عبيد كذلك الى اهمية وجود قانون لحماية الاسرة من العنف، وهو مشروع عمل المركز خلال السنوات الماضية على انجاز مقترح مشروع له، وقام بالتنسق مع عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بوضعه على طاولة صانع القرار الفلسطيني من اجل تبنيه والمصادقة عليه. خلال ايام التدريب الثلاثة تم تعريف المشاركين على الأرضية القانونية السائدة حاليا، والتي تقوم على التداخل بين عدة نظم قانونية متوارثة من حقبات تاريخية من حياة المجتمعالفلسطيني، وصولا الى الوضع القائم حاليا. وتم استعراض المواد المختلفة من قانون الأحوال الشخصية الساري المفعول، والتي ترتبط ارتباط مباشر بقضايا المرأة كسن الزواج، الشخصية القانونية للمرأة، تعدد الزوجات، الطلاق، والوصاية على الاطفال وغيرها من المواد ذات العلاقة بالتمييز ضد المرأة. كما تم تعريفهم على الارضية القانونية للعنف ضد المرأة كما تظهر خاصة في قانون العقوبات الساري وهو القانون رقم 16 لسنة 1960 والجهد الذي تبذله مؤسسات المجتمع المدني عامة لتعديل بعض النصوص في القانون والنتائج التي وصلت اليها حتى الآن، والتي كان اخرها قرار الرئيس الفلسطيني الشهر الماضي بتعديل نص المادة (98) من قانون العقوابات رقم 16 لسنة 1960. كما تم تعريف المشاركين على مفاهيم النوع الاجتماعي والصورة النمطية للمرأة في الثقافة التقليدية وانعكاسات هذه الصورة في وسائل الاعلام، وآليات تغيير هذه الصورة. الطالبة في قسم الصحافة امنه بلالو والمشاركة في التدريب رأت ان هذه الدورة التدريبية تشكل بالنسبة لها تطورا هاما من ناحية حجم ونوعية المعلومات التي تعرفت عليها خلال التدريب، وخاصة المرتبطة بالجوانب القانونية التي تنطوي على تمييز ضد المرأة او تشكل ارضية مساندة لممارسة هذا العنف. وقالت بلالو انها المرة الاولى التي تشارك فيها في دورة تدريبية تتضمن هذا الكم الكبير من المعلومات والمهارات التي ستساعدها مستقبلا خلال عملها الاعلامي. اما الطالبة دلال حنني في السنة الرابعة في قسم الصحافة فقد اثنت على الجهد والعمل المشترك بين قسم الصحافة ومركز المرأة للارشاد القانوني لاخراج هذا التدريب الى حيز النور. حيث تعرفت خلاله على الكثير من القضايا التي لم تكن تعرف عنها، متمنية ان يتكرر هذا العمل بمزيد من التدريب وتطوير وعي وقدرات طلبة قسم الاعلام، وهو ما يساهم في اغناء دراستهم الاكاديمية بمزيد من المهارات والخبرات العملية. الطالب نجم عنبتاوي عبر عن سروره بالمشاركة في التدريب والنتائج التي حصل عليها خلال الايام الثلاثة مشيرا الى انها سوف تزيد من خبراته وقدراته في مجال الاعلام. وتمنى عنبتاوي ان تتاح له الفرصة مستقبلا للمشاركة في دورات اخرى مشابهة للاحاطة بمزيد من التفاصيل حول مختف القضايا التي تناولها التدريب. ورأى عنبتاوي ان هناك اهمية كبيرة لتعريف طلبة الاعلام على مختلف الجوانب والمواد القانونية المرتبطة بالعنف والتمييز ضد المرأة لانه سيسهم مستقبلا في تعزيز قدرتهم على ممارسة وانتاج مواد اعلامية تساهم في التصدي والقضاء على العنف والتمييز. الطالب في السنة الرابعة في قسم الصحافة فراس فايز عبر من ناحيته ايضا عن رضاه من هذا التدريب والمعلومات المختلفة التي حصل عليها، وخاصة في الجانب القانوني، وكذلك المهارات والخبرات التي تعرف عليها في مجال دور الاعلام في تغيير النظرة السلبية للمرأة، اضافة الى تعرفه على آليات العمل المختالفة التي يقوم بها مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي من اجل التصدي لظاهرة التمييز والعنف ضد المرأة. وفي نهاية الدورة، شكر المشاركون مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي على مبادرتهم في توعية طلاب الجامعات بالنصوص القانونية، وحول الصورة النمطية للمرأة في وسائل الإعلام، وقدموا توصية عامة الى المركز من اجل مواصلة عقد مثل هذه الدورات لطلبة الاعلام في الجامعة لتوسيع عدد المستفيدين منها اضافة الى الاستمرار في عقد مزيد من الدورات لهذه المجموعة من اجل توسيع وتعميق معلوماتهم ومهاراتهم حول مختلف القضايا التي يعمل عليها المركز. |