المسجد الاقصى يستعد لاستقبال الشهر الفضيل

القدس - تقرير معا - أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، في المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، حيث يتوافد إليه سنويا في هذا الشهر الفضيل عشرات الآلاف من المصلين من مدن الداخل الفلسطيني ومدينة القدس، والدول العربية والإسلامية والأجنبية، لنيل الأجر والثواب فيه.

ويحرم أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة منذ سنوات من الوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، بسبب القيود الإحتلالية
المفروضة على الحواجز المقامة على مداخل المدن الفلسطينية عامة ومدينة القدس بشكل خاص، وبسبب "الحملة الإسرائيلية" المتواصلة منذ أسبوعين على الاراضي الفلسطينية، حيث سيكون دخول أهالي الضفة لمدينة القدس أقل بكثير عن السنوات الماضية، وستفرض قيود أكبر على
منطقة الخليل وجنوب الضفة الغربية.

والى ذلك شدد مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ عزام الخطيب على ضرورة السماح لكافة المسلمين الفلسطينيين بالدخول الى القدس للوصول الى الأقصى خلال هذا الشهر الفضيل، وعدم تحديد أعمار المصلين واغلاق الحواجز، فهذه المدينة مقدسة تحتضن أهم المساجد.
|287129|
وقال الشيخ الخطيب:" ان شبان الضفة الغربية الذين تتراوح أعمارهم بين 20-25 عاما لم يدخلوا مدينة القدس ولا يعرفونها، ويعيشون على بعد امتار منها، وذلك بسبب الاجراءات الاسرائيلية المتخذة منذ سنوات في المدينة المقدسة."

وحذر الشيخ الخطيب من الاحتقان في الشارع الفلسطيني، مطالبا بفتح الحواجز والسماح لكافة المواطنين بالدخول والصلاة في الاقصى وعدم تقييد حرية العبادة.

الاستعدادات لشهر رمضان
وللحديث عن استعدادات دائرة الأوقاف للشهر رمضان في الأقصى التقت مراسلة وكالة معا ميساء ابو غزالة مع مدير عام الدائرة الشيخ عزام الخطيب، قال :" ان دائرة الأوقاف في كل عام ونظرا للإقبال الشديد من قبل الصائمين الى الاقصى والقدس تقوم الدائرة بترتيبات استثنائية لضمان راحة وسلامة الوافدين الصائمين اليه، حيث يتم ترتيب الامور الدينية والصحية بشكل كامل".

برامج دينية
واوضح الخطيب انه تم اعداد برامج ودروس دينية يومية، في المسجد القبلي وقبة الصخرة ومصاطب العلم المنتشرة في رحاب المسجد، ويقوم بها مدرسون اكفاء وعلماء أفاضل لاعطاء الاحكام الفقهية للمسلمين، حيث تكثر الاسئلة خلال هذا الشهر عن أمور الصيام والصدقات والامور التعبدية الاخرى.
وأضاف ان صلاة التراويح وهي سنة مؤكدة سيؤمها مقرئون وأئمة الأقصى، وشاب فلسطيني مسلم مقيم في كندا سيشاركهم في ذلك.
|287126|
النواحي الصحية
وأوضاف الشيخ عزام الخطيب أن الدائرة عقدت لقاءات متعددة مع مجموعات من اللجان الصحية الفاعلة في القدس، لتقديم الخدمات الطبية للوافدين الى
الأقصى، وهم المركز الصحي العربي، وجمعية المقاصد الخيرية، والهلال الاحمر، ومؤسسة نوران، وجمعية المسعفين العرب، ومسعفي برج اللقلق، والاغاثة الطبية، حيث ستعمل الطواقم الطبية على علاج واسعاف اي مصلٍ يحتاج لذلك على مدار الساعة، مشيراً ان جميعة الهلال الاحمر وفرت 9 سيارات اسعاف ستكون في باب الاسباط لاستخدامها وقت الحاجة.

فرق النظام
ولفت الشيخ عزام الخطيب ان دائرة الاوقاف الاسلامية قامت باجراء ترتيبات مع مجموعة الكشافة الفلسطينية وبالتعاون مع حراس وسدنة الاقصى لفصل أماكن الرجال عن النساء، وتنظيم الدخول والخروج اليه، ومساعدة الفرق الطبية بالوصول الى المرضى.

كما ان هناك 100 شاب وشابة من القدس القديمة سيعملون لحفظ النظام، كما ستعمل الشابات على محاربة ظاهرة التسول في صحن مسجد قبة الصخرة.

وأشار ان دائرة الاوقاف قدمت طلباً لحوالي 400 تصريح لشبان من مناطق الضفة الغربية للعمل داخل الاقصى خلال شهر رمضان، في فرق النظام والكشافة، وحتى اليوم لم يتم اصدار التصاريح اللازمة لهم.

وأضاف ان فرق النظام ستعمل جاهدة لمحاربة ظاهرة التسول والسرقات في الاقصى، وسيتم اخراجهم في حال استطاعوا الدخول اليه.

|287127|
كما ستمنع جمع التبرعات غير المسؤولة في الأقصى، مناشدا المواطنين بدفع أموالهم وللفقراء المحتاجين المعروفين لهم، أو للجان الزكاة الرسمية الفاعلة في القدس والضفة، والتي توزع الأموال للمستحقين.

وأوضح الشيخ الخطيب ان الدائرة عملت ومنذ شهرين على نصب 350 مظلة في الأقصى، كما تم نصب شوادر كبيرة تقي المصلين الوافدين الى الاقصى حرارة الشمس، كما تم وضع المراوح المائية في الساحات وعند الأبواب.

وأشار انه تم التعاقد مع شركة نظافة للحفاظ على نظافة ساحات المسجد، أما نظافة المساجد الداخلية فهي مسؤولية السدنة.

وناشد الشيخ الخطيب كافة الوافدين الى الاقصى بالحفاظ على نظافة هذا المكان المقدس، والتعاون مع الحراس والسدنة.

إفطارات جماعية
وستؤمن دائرة الأوقاف عن طريق المؤسسات واهالي الخير الافطارات اليومية في ساحات المسجد الأقصى على مدار شهر رمضان، وستشرف دائرة الأوقاف على الطعام الذي يتم ادخاله في ثلاجات وأوعية خاصة لضمان صلاحيته وسلامة الصائمين.

وتطرق الشيخ الخطيب في حديثه الى تكية خاصكي سلطان التي تقدم الوجبات الساخنة اليومية لكافة الوافدين والعائلات المستورة والفقراء والمساكين الذين يقصدونها خلال شهر رمضان ككل عام، موضحا ان التكية تواصل عملها من خلال تبرعات اهالي الخير وعلى رأسهم الهلال الأحمر الاماراتي خاصة الشيخة شمسة آل نهيان التي تدعم التكية طوال العام.

الاعتكاف في الأقصى
وبشأن الاعتكاف قال الشيخ الخطيب انه سيكون هذا العام في المسجد المراوني، حيث تم رصد وملاحظة بعض الظواهر السلبية خلال العام الماضي خلال الاعتكاف بالمسجد القبلي، راجيا جميع من ينوي الاعتكاف الالتزام بالتعليمات الهادفة لراحة المصلين.