وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز السنابل يطلق حملة لتوثيق البيوت الشعبية وصيانتها

نشر بتاريخ: 01/07/2014 ( آخر تحديث: 01/07/2014 الساعة: 13:54 )
الخليل- معا - أطلق مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي حملة توثيق بالصور، للمباني التراثية الشعبية والأثرية في بلدة سعير، تحت شعار: "إن غابت عنك البنيان دونك رسومها"، لأرشفة العمارة الشعبية -العمارة البيضاء- والتي تعتبر مبان صديقة للبيئة حيث جميع المواد الأولية متوفرة من البيئة المحلية من حجارة وطين وقَصَلْ التبن والرماد والشيد بالإضافة إلى منظرها الجميل وزخرفتها اليدوية الرائعة وتصميماتها الأنيقة.

ويرى د. إدريس جرادات مدير مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي، أن هذه الحملة تهدف إلى توعية الأجيال بالحفاظ على هذه المباني والتي حملت ذكريات الآباء والأجداد وهي عدسة لفهم الماضي العريق المتجذر، بالتعرف على الطرق التقليدية التي اتبعها الأجداد في عملية صناعة البناء.

وأضاف، إن الأبنية حاضنة للذاكرة الشعبية من قصص وحكايات وأغاني وحزازير شعبية وجلسات سهر وسمر وتعاليل وما ارتبط بها من عادات وتقاليد وسلوكيات تغذي الروح الجماعية حيث بنيت بنظام المقايضة الشعبية –نظام تبادل الخدمات من عونة وعمل تطوعي فهي منتدى ثقافي وتربوي واجتماعي ومضافة وفندق مجاني".
|287625|
كما أشار جرادات أن هذه المباني الشعبية حملت مسميات من مضافة وعِلّيه والجامع والساحة والديوان وقصر وما ارتبط بها من مرافق كالسيرة والسلاملك والحرملك –بيت النساء- والراوية والياخور والمنطار وبيت الحمام والخُشَّة والسقيفة والطلاقات والدرج والرواق والسقوف والعتبة والدواسة والعَرَقة والمذود والقَن والطابون والبئر والهُرُبَة، والعقود القديمة بنيت على شكل الصليب المتقاطع أو القبة للزوايا والمقامات أو عقد الجمالون-ظهر الجمل- وعقد الرجادي-اللتون-.

واشار الى أن التفكير في الحملة نابع مما تتعرض هذه المباني من طمس واندثار متعمد ومقصود، ونود أن نبلغ لهم شعارنا: " مثلما بنى آباؤنا وفعلوا نبني ونفعل اقتداء بهم وسيرا على نهجهم في تكريس الروح الجماعية حيث كان يوم العقد-سقف البناء- فرح شعبي يشارك فيه الجميع ويتناولون طعام الغداء فرحا وابتهاجا.

وطالب د. إدريس جرادات بضرورة إصدار مرسوم رئاسي يمنع هدم البيوت الشعبية والبيوت القديمة –بيوت العِز والعمارة الشعبية- كما يطالب بالعمل على ترميمها وصيانتها والمحافظة عليها والردع بقوة لكل من يعتدي عليها وذلك بتشكيل ضابطة بيئية لديها صلاحيات قانونية رادعة ويهيب أيضا بالبلديات والمؤسسات الرسمية والشعبية بعمل خرائط كروكي للمباني الشعبية-العمارة البيضاء- لتوثيقها، وبتكثيف الحملات التوعوية من خلال المدارس والإذاعات والتلفزة والصحافة ووسائل الإعلام بعمل الندوات والمحاضرات وأوراش العمل والمؤتمرات المتخصصة في العمارة الشعبية والتي أصبحت مشاهد متلاشية.