وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معا تكشف:مخطط تطهير عرقي لبدو شرق الضفة ومصادرة 60% من أراضيها

نشر بتاريخ: 04/07/2014 ( آخر تحديث: 07/07/2014 الساعة: 17:37 )
رام الله – خاص معا – يبدو أن إصرار إسرائيل على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية لم تتوقف لحظة، بل أنها تتحين الفرصة الملائمة للبدء بتنفيذ مخططاتها بشكل سري.

وكشفت " معا " عن مخطط سري يقوم على إغلاق الشارع الرئيسي القدس - أريحا أمام المواطنين الفلسطينيين، واستبداله باستخدام طريق المعرجات، وهذا المخطط يهدف إلى مصادرة أكثر من نصف مليون دونم في صحراء القدس وأريحا، وتجميع أكثر من ثلاثة آلاف بدوي في تجمع نويعمة، لجعل هذه الأراضي الشاسعة مطهرة تماماً من الوجود الفلسطيني.

المخطط الذي كشف عنه اليوم تسعى إسرائيل من خلاله إلى إعادة تأهيل الشارع المعروف باسم المعرجات، لجعله واسعاً ويمكن استخدامه من قبل الفلسطينيين، وحرمانهم من استخدام طريق أريحا القدس... وإن تم تنفيذ هذا المخطط الإسرائيلي، فإن إسرائيل ستصادر قرابة 60% من مساحة أراضي الضفة المحتلة، وتمنع وجود حدود فلسطينية أردنية مشتركة.

المخطط السري الإسرائيلي، والذي بدء العمل به عبر الإعلان عن إعادة تأهيل شارع المعرجات، والذي قد يعتبره البعض أمراً صعب التطبيق، إلا أن المتابعين الجديين لملف الاستيطان والتخطيط الإسرائيلي، يؤكدون أن الإعلان عن تأهيل الشارع وتوسعته، مع إعلان هيئة التخطيط عن مخطط النويعمة يؤكد أن الخطة جاهزة للتنفيذ. |287946|

وقال مدير ملف الجدار والاستيطان في وزارة الحكم المحلي محمد إلياس: انه من الواضح أن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي لا يتوقف، وإن كان أحياناً وفي ظروف معينة ينكمش، ولكن تستغل إسرائيل أحداثاً معينة لإطلاق عجلة الاستيطان بقوة".

وكشف إلياس أن إسرائيل أعلنت قبل أيام عن مخطط جديد لتوسيع شارع المعرجات، بالإضافة إلى تفرعين عنه، وتزامن هذا الاعلان مع إعلان مجلس التنظيم الأعلى الإسرائيلي المصادقة على مخطط النويعمة، وهو مخطط صمم بشكل أساسي من أجل تجميع البدو القاطنين في شرقي القدس، وتجميعهم في النويعمة، وإن جمعنا المخططين مع بعض نصل إلى قناعة إن توسيع شارع المعرجات يهدف لجعله الرابط الوحيد بين رام الله وأريحا من جهة، ولاحقاً بين مجمل الضفة الغربية وأريحا، يمعنى إذا تم تجميع البدو في منطقة شرقي القدس بما فيها منطقة E1، وكل هاي التجمعات البدوية وحشرها في النويعمة، فسيكون هذا نوع من التطهير العرقي في منطقة شرقي القدس، بنحكي عن مساحات شاسعة تمتد من القدس حتى البحر الميت، ومن جنوب وشرق رام الله إلى شمال وشرق بيت لحم، وكل هذا المنطقة سيتم اخلاءها من أي وجود فلسطيني.

وتابع إلياس: بمعنى آخر اذا تم توسيع شارع المعرجات فلا يبقى مبرر للفلسطينيين أن يستعملوا الطريق الرابط بين القدس وأريحا، ففي المرحلة الأولى سيبقى استخدام الفلسطينيين للشارع حتى منطقة الخان الأحمر وحتى مدخل حزما، ولاحقاً سيتم منع الفلسطينيين من استخدام الشارع نهائياً من القدس حتى أريحا، وستصبح نقطة التواصل فقط بين الضفة وجنوب الضفة من خلال شارع النفق المستخدم.

واكد "ستكون إخلاء منطقة جيم حتى تجمع النويعمة هو مقدمة أو خطوة أولى، إذا نجحوا فيه فعلاً ومرروه فهذا يعني أنهم سيجمعون كافة عرب الجهالين وجزء من عرب الكعابنة، الذين يقطنون شرقي القدس المحتلة وتجميعهم وإسكانهم في منطقة النويعمة، أما الخطوة التالية فستكون في فصايل، ولدى الإسرائيليون مخطط بهذا الشأن يقوم على تجميع كل سكان المناطق الرعوية الممتدة في مناطق جيم في الأغوار، والمناطق حيم تزيد مساحتها عن 65% من مساحة الضفة الغربية، وأن يتم حشر كل هذه التجمعات في تجمعين اثنين هو أمر خطير.

وقال إلياس ان تعداد السكان البدو في هذه المنطقة المستهدفة يبلغ 4 آلاف مواطن، يقطنون مساحة أراضي تزيد على نصف مليون دونم، وإقتلاع هؤلاء من أراضيهم يعني سياسة تطهير عرقي خطيرة. |287948|

وأضاف: نحن نتحدث عن خطة إسرائيلية لتجميع كل السكان من منطقة مسافر يطا في الجنوب مروراً بريف بني نعيم ومنطقة الرشايدة في بيت لحم، باتجاه الشمال في الأغوار الوسطى والشمالية، يعني إخلاء الفلسطينيين من حوالي 60% من أراضي الضفة الغربية، وبالتالي ستصبح كل هذه الأراضي مطهرة تماماً من الوجود الفلسطيني، وفقط الموجودين فيها هم الإسرائيليون، وهنا خطورة المخطط.

ويرى إلياس أن طريق المعرجات حالياً قد لا تكون صالحة لتحمل حركة سير قوية لكل سكان الضفة الغربية، إلا أن المخطط بتوسيع هذه الشوارع، خاصة أن المخطط يقوم على إخلاء تجمعات الكعابنة القاطنين في منطقة المعرجات، بحيث سيتم ترحيلهم مباشرة من هذه المنطقة، وينقلون إلى النويعمة.

وتابع: هنا تكمن الخطورة إذا مر هذا المخطط يعني يكون هذا شيء كارثي وفي هناك ضرورة إلى أن يكون هناك موقف فلسطيني رسمي حاسم بضرورة وقف هذا المخطط، لأن آثاره كارثية على مستقبل الشعب الفلسطيني ووجوده على أرضه.

هذه المرحلة خطوة هامة جداً في اطار تنفيذ E1 ، خاصة أن تنفيذه يعني إغلاق المجال أمام الرقابة الفلسطينية على حركة البناء الاستيطاني والتغيرات التي تحصل على أرض الواقع خاصة في ظل أن هذه المناطق ستكون محظورة على الفلسطينيين الوصول إليها.

ويرى إلياس أن تنفيذ هذا المخطط يعني حظر دخول الفلسطينيين وهذا هو أساس الاستيطان إحلال عنصر بشري على حساب السكان الأصليين، وطرد السكان الأصليين من مناطقهم، وهذا الحيز سيصبح تحت السيطرة الإسرائيلية لأنه يقع في إي وان، خاصة في ظل بناء الحدائق التوراتيه في المنطقة، ومكب النفايات التي وضعت في هذه المنطقة بالذات، والجدار المقانم حول عناتا، بتالي هذا يعني أن المخطط هو إيصال التلة الفرنسية حتى معسكر الشرطة الرئيسي، وستكون هذه المنطقة مفتوحة وطرد كل السكان الفلسطينيين منها.

وقال: المرحلة الأولى ستكون طرد التجمعات البدوية والبالغ عددها قرابة 4 آلاف فلسطيني وإخلاء أكثر من نصف مليون دونم، لتفريغها من سكانها ويوضعون في تجمع نويعمة.

اتنفيذ هذا المخطط سيؤدي الى تفريغ نصف مليون دونم من الأراضي الفلسطينية وتجميعهم في النويعمة، وهذا ما سيشجع الإسرائيليين على إكمال مشروعهم لاحقاً باتجاه بيت لحم والخليل شمالاً حتى الأغوار الوسطى والشمالية.

وأكد إلياس: إذا كان هناك موقف فلسطيني ودولي حازم ورفض التسليم بالقرار الإسرائيلي سيتم إيقاف التنفيذ، أما إن لم تكن هناك احتجاجات فإنه سينفذ.

وأضاف: تعرضت إسرائيل لضغط كبير من المجتمع الدولي جراء استمرار أوامر الهدم، فاضطرت إسرائيل للقيام بمخططات هيكلية للتجمعات الفلسطينية، وسمحوا للمواطنين بعمل مخططات هيكلية بمساعدة الجهات التنظيمية الفلسطينية وبدعم الاتحاد الأوروبي، وفعلاً تم بدء عمل المخططات للمناطق الأكثر تضرراً في مناطق جيم، وردت إسرائيل بالإعلان عن استعدادها لعمل مخططات هيكلية واختاروا المناطق التي يعمل فيه الأهالي. |287945|

وربما يكون ما هو مستغرب في هذا المخطط الإسرائيلي هو مساهمة شركة فلسطينية في عمليات وضع المخططات الهيكلية للمناطق المستهدفة، والتي تنسجم مخططاتها مع سياسة الإدارة المدنية بهدم المنازل وتهجير السكان الفلسطينيين في تجمعي النويعمة وفصايل.

ويقول إلياس للأسف هناك شركات فلسطينية كان هدفها الربح والمال على حساب أي شيء آخر، فتوجهت للإدارة المدنية الإسرائيلية وقامت بتنفيذ التخطيط،.

وهذا ما قامت به الشركة أيضاً في تجمع فصايل، حيث هناك فصايل الفوقا والتحتا رغم أن أوامر الهدم تركزت بشكل أساسي في المنطقة الواقعة بينهما، وأهالي فصايل نفذوا مخططاً هيكلياً ضم التجمعين وما بينهما، ولكن شركة فلسطينية "معروفة بالاسم" أصرت على العمل بموجب تعليمات وأوامر الإدارة المدنية ونفذت مخططاً لفاصيل الفوقا والتحتا، وأخرحت بقية السكان من المخطط الهيكلي، وهؤلاء لا يزالون حتى اللحظة يعانون من خطر الاقتلاع والتهجير والهدم اليومي.

وأضاف: المخطط التهجيري الجديد يضع القيادة الفلسطينية أمام امتحان آخر، فعليها الآن إطلاق حملة دبلوماسية لوقف تطهير عرقي للفلسطينيين من أراضيهم، والسيطرة الإسرائيلية عليها، لا سيما أن إسرائيل إن تعرضت للضغط فإنها ستتوقف عن تنفيذ هذا المخطط الكارثي.

تقرير فراس طنينة