وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد قضاء 18عاما في سجون الاحتلال: عائلة الاسير مهند جرادات تنتظر عودة ابنها على احر من الجمر

نشر بتاريخ: 21/07/2007 ( آخر تحديث: 21/07/2007 الساعة: 02:11 )
جنين- معا- عندما تدخل منزل عائلة الاسير مهند جرادات، ترى الزينة قد اخذت حيزا كبيرا في عدة زوايا من المنزل، بينما الام الصابرة توزع الحلوى، وتستقبل المهنئين، على وجود اسم ابنها في قائمة الاسرى المفرج عنهم، يوم الجمعه.

والناظر في البيت يرى الابناء والاحفاد منشغلين، بتزيين المنزل والحديث عن برنامجهم كيف يستقبلون عمهم، وخالهم الذي لم يروه ابدا، ومنهم من تركه مهند وهو صغير فلا يعرفه، وبينما نحن في هذه الاجواء المفعمة بالفرحة والسرور، اذا بشقيق الاسير يدخل خروفا الى المنزل، ليفي بالنذر الذي قطعته الام على نفسها ان تذبحه، فرحة بالافراج عن ابنها.

العائلة تنتظر ابنها مهند محمد جرادات " 38 عاما" اليوم لرؤيته، بعد ان قضى في سجون الاحتلال الاسرائيلي" 18عاما" من اصل "20 عاما" حكما بالسجن، حيث اعتقل كما قالت والدته التي تبلغ من العمر "65 عاما": في تاريخ 28-9-1986.

وتضيف الام "لقد نصبت قوات الاحتلال الاسرائيلي له كمينا على مدخل بلدة سيلة الحارثية، عندما جاء مهند من داخل عرب" 48 "حيث كان يعمل هناك وتم اعتقاله".

بداية الاعتقال

تقول ام يوسف والدة الاسير المحرر مهند جرادات: في حديث مع مراسلنا في جنين، كان مهند يذهب الى اسرائيل للعمل هناك، وذلك في مدينة العفولة، ولم يظهر على مهند انه كان يقوم "بعمليات فدائية"، او أي نشاط عسكري، من اراضي عرب" 48"، بل كان يذهب الى العمل، وياتي الى المنزل، كل ثلاثة اسابيع، وفي يوم من الايام، تفاجأنا بمداهمة البيت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجرا، وسالونا عن مهند، واين يتواجد، فقلنا لهم: "انه في اسرائيل، وهو يعمل هناك، متسائلين عن سبب هذه المداهمة، فاجابونا ان مهند متهم بزرع القنابل، وتفجير سيارات لمواطنين اسرائيليين، حسب ما قالوا، كما ان رفيق عمره رائد السعدي، كان قد اعتقل قبل اعتقال مهند باسابيع، واعترف السعدي جراء التعذيب المتواصل، وعدم تحمله التعذيب، بانهم قاموا بتفجيرات في مدينة العفولة، وانهم كانوا ينتمون الى حركة فتح".

واضافت ام يوسف، "لم اعتقد انني سوف ارى ابني مهند قبل موتي، فقد كان من قبلي والده ابو يوسف، يتمنى ان يرى مهند طليقا خارج السجن قبل موته، ولكن سبق عليه القدر فلم يتركه يحقق امنيته، فاخذ الله وديعته قبل تحقيق امنيته، والان انتظر على احر من الجمر مهند لكي اراه، وهو يغدق بالحرية، عائدا الى بيته، سالما من كل مكروه".

معاناة الزيارة

وتتذكر ام يوسف معاناتها خلال زيارة ابنها في سجون الاحتلال وتقول: "واخيرا سانتهي من معاناة السفر الى سجون الاحتلال، حيث كنت ارى الويلات خلال السفر جراء الحواجز العسكرية، والذل والاهانة، من قبل جنود الاحتلال خلال التفتيش".

وتضيف، "كنا نخرج مع اذان الفجر نسافر الى السجن، ونمكث على الطريق اكثر من 12 ساعة، واحيانا اكثر من ذلك، من اجل الجلوس مع ابني لمدة ساعة، واحيانا اقل من ذلك، ولم اكتفي من رؤيته فيجبرونا على اخلاء قاعات الزيارة فور انتهاء موعد الزيارة".

سماع الخبر

تقول ام يوسف عند سماعها الخبر: "انها لم تصدق ما ذكرته وسائل الاعلام، بان اسم ابنها مهند، من ضمن قائمة الاسرى المفرج عنهم، قائلة: خلال زيارتي الاخيرة، قلت لمهند: انني سمعت نبأ يشير الى ان هناك قائمة للاسرى تتضمن 250 اسيرا سيفرج عنهم، ارجو الله يا بني ان تكون منهم، فقال لي اماه: لا تتاملي كثيرا، فاني اخشى ان لا اكون منهم، ففي يوم الخميس، جاءني اتصال هاتفي من الجيران، قالوا لي: ان مهند من المفرج عنهم، فلم اصدق الخبر حتى فتحت على التلفاز لاتاكد، وعند ورود اسمه اغمى علي لفترة من الزمن، بينما بناتي واحفادي منهم من كان يرقص، ومنهم من كان يصفق، ومنهم من كان يغني، يتخبطون لا يعرفون كيف يصفون الفرحة، التي طغت عليهم، ولا يعرفون كيف يعبرون عن نتيجة صبرهم، طول هذه السنوات، حتى تم الافراج عن مهند بفضل الله".

تنفيذ النذر

واشارت ام يوسف الى انها ستنفذ نذرها في ذبح خروف على باب المنزل عندما يخرج مهند من السجن، كما ساقوم بتوزيع الحناء الى بنات الجيران، لاننا حرمنا من الحناء عند زواج شقيقه يوسف وشقيقاته بسبب سجنه".

لم اره منذ تسع سنوات

تقول شقيقه مهند: رابعه" 44 عاما" لم ارى اخي مهند منذ تسع سنوات، وانتظر اليوم، لاشبع من رؤيته، فقد اشتقت اليه، واريد ان افرح بزواجه ورؤية ابنائه، وسبب حرماني من رؤيته هو ان قوات الاحتلال الاسرائيلي، رفضت اعطائي تصريح لزيارته، بحجة الرفض الامني، مع انها حجة واهية، وكنت اشعر بالحزن والاسى عندما تذهب امي واختي خيرية لزيارته، بينما انا حرمت من ذلك، ولكن الان قد حقق الله امنتي".

وقالت ربيعه عن سماعها خبر شقيقها: كنت اصلي صلاة العصر، وجاءتني احدى الجارات، وقالت لي: "ان شقيقي مهند ذكر اسمه في قائمة الاسرى، المفرج عنهم فلم اصدق الخبر، وتوجهت مسرعة الى بيت اهلي، لاسمع قبل وصولي صوت الضجيج والزغاريد من داخل منزل اهلي، فعلمت ان خبر الافراج عن اخي صحيحا، لاني لم اصدق ان شقيقي، سيفرج عنه بعد حرماننا من رؤيته مدة تسع سنوات".

وطالبت عائلة الاسير المحرر مهند جرادات من الرئيس ابو مازن بالعمل الجاد للافراج عن باقي الاسرى القابعين في سجون الاحتلال، والعمل سريعا في تبييض السجون، واخراج كافة الاسرى، وخاصة ذوي الاحكام العالية من السجون.