وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز أبو جهاد للأسرى يحذر من خطورة سحب "إسرائيل" لإنجازات الأسرى

نشر بتاريخ: 06/07/2014 ( آخر تحديث: 06/07/2014 الساعة: 18:25 )
رام الله - معا - حذر مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة جامعة القدس فرع غزة من خطورة ما قامت به حكومة الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً من سحب إنجازات الأسرى الخاصة بتحسين ظروفهم المعيشية والتي تحققت بفعل الإضرابات عن الطعام والخطوات النضالية خلال العقود الماضية.

وبين المركز أن "إسرائيل" بهذه الخطوات تريد إعادة السجون وأضاع الأسرى إلى الظروف القاسية التي لا تتوفر فيها المعيشة الآدمية والتي كانت مطبقة خلال حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

وقال الأسير المحرر سلمان جاد الله منسق مركز أبو جهاد للأسرى جامعة القدس -فرع غزة في بيان صحفي " إنه بعد حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل, فقد عمدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ إجراءات متطرفة بحق الأسرى و ومن أبرز هذه الإجراءات عرقلة ومنع زيارت الأهل, واستمرار العزل والتعذيب, ومنع الأسرى من الخروج في نزهة الشمس خلال النهار, وانتهاك حقوق الأسرى المعيشية والثقافية والاجتماعية في السجن, وسوء الرعاية الصحية, وسحب أجهزة التلفاز ومنع الأسرى من مشاهدة مباريات كاس العالم.

وأشار جاد الله إلى أن هذه الإجراءات بمثابة سحب للانجازات التي حققها الأسرى بعد خطواتهم النضالية والمطلبية خلال العقود الماضية, فالأسرى الفلسطينيين جراء تتابع الإضرابات المفتوحة عن الطعام والخطوات النضالية خلال العقود الماضية والتزامهم بشعار" عيشُ معقول أو الموت" أجبروا إدارات السجون والمعتقلات على الإقرار بمشروعية مطالبهم حيث ثبتوا حقهم في نزهة الشمس خارج الزنازين لمدة ساعتين يومياً, والحق في زيارة العائلة من نصف ساعة إلى 45 دقيقة كل أسبوعين مرة واحدة, حيث تحقق هذا الإنجاز بعد الإضراب المفتوح عن الطعام الذي نفذه الأسرى عام 1991 والذي دام 20 يوماً متواصلة وقد نتج عن هذا الإضراب أيضاً القبول بزيادة وقت زيارة الأهل, والسماح للأسرى باقتناء جهاز كهربائي لطهو الطعام والشراب, والسماح بشراء المياه الغازية من حانوت السجن وإدخال ملابس ملونة بشرط أن تكون محدودة الألوان , كما استطاع الأسرى تحسين ظروف النوم و تحقق ذلك خلال مرحلتين الأولى عام 1975 حيث حصلوا على الحق في فرشة, ثم في عام 1984 فقد اضربوا عن الطعام لمدة20 يوماً حققوا خلالها الحق في النوم على برش (سرير حديدي) وقبول إدارة السجون بالسماح للأسرى باقتناء جهاز تلفاز لكل غرفة وزنزانة.

وبين منسق مركز أبو جهاد للأسرى أن الأسرى حصلوا على هذه الانجازات كحقوق من خلال تجشم القمع والألم ومعاناة الجوع وتعريض النفس لخطر الموت , وتعرضهم للمرض المزمن والمميت, كما أن هذه الانجازات التي تحققت وعبر موافقة طواقم تفاوض "حكومة الاحتلال" أصبحت حقوقاً مكتسبة ثابتة لا يحق للسجان الصهيوني الذي وافق عليها أن يتنكر لها, ويقوم بسحبها من الأسرى ولا يحق لحكومة الاحتلال أن تتنكر لهذه الحقوق ولا يحق لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بن يامين نتنياهو بكل عنصرية وتطرف أن يحرم الأسرى من أجهزة التلفاز ويمنع الأسرى من مشاهدة مباريات كاس العالم كما صرح مؤخراً.

وأشار جاد الله إلى أن مركز أبو جهاد يدين ممارسات الاحتلال ويحذر من الاستفراد في الأسرى الفلسطينيين وقيام الاحتلال بالمضي قدماً في الانقضاض على حقوقهم المكتسبة التي تعتبر جزءاً متواضعاً مما يقره القانون الدولي الإنساني والعهد الخاص بالحقوق الثقافية والاجتماعية , مبيناً أن الاحتلال سحب منجزات الأسرى التي حققوها بتقليص وقت الخروج من الزنزانة إلى ساعة واحدة يقضم منها السجان خمس دقائق في فتح الباب والخروج, وخمسة أخرى في الدخول , والحرمان من شراء حاجيات من حانوت السجن, وسحب أجهزة التلفاز التي تعتبر وسيلة تثقيف يكفل وجودها العهد الدولي الخاص بالحقوق الثقافية.

وأوضح منسق مركز أبو جهاد لشؤون الأسرى فرع غزة أن حكومة الاحتلال بإجراءاتها المتطرفة تعيد السجون إلى الوضع القاسي الذي كان سائداً عام 1963 حين أضرب أسرى سجن الرملة للحصول على ملعقة لتناول الطعام, وفي العام 1964 حين أضربوا للحصول على صحيفة عربية, كما أن حكومة الاحتلال بهذه الإجراءات بحق الأسرى تعيد السجون إلى أيام الإرهابي الصهيوني شستر فيلد مدير سجن عسقلان حين أقدم على ضرب أحد الأسرى حتى الموت لأنه رفض أن يقف تحية لكلب المدير.

وناشد منسق مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة سلمان جاد الله الكل الوطني و الدولي ومؤسسات المجتمع المدني المحلية وقريناتها الدولية للوقوف بحزم ضد ما يجري على ساحات سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين وإجراء فحص قانوني للانتهاكات التي يقوم بها حراس مصلحة قمع السجون الإسرائيلية خاصة قيامها بسحب حقوق الأسرى المكتسبة التي يقرها القانون الدولي والإنساني والعهد الخاص بالحقوق الثقافية والاجتماعية.

وأكد جاد الله أنه ومن خلال تجربته الاعتقاليه ومعرفته بعزيمة الأسرى القوية فإن هذه الإجراءات الصهيونية بحق الأسرى ستدفع الأسرى إلى حالة من الاشتداد والتصعيد بحق السجان , كما أنها ستراكم معدلات الغضب الشعبي الفلسطيني تجاه حكومة الاحتلال وتصرفاتها المتطرفة خاصة فيما يتعلق بتعاملها السئ مع الأسرى.