|
دعوات لعقد مؤتمر وطني لرسم استراتيجية عمل جديدة
نشر بتاريخ: 08/07/2014 ( آخر تحديث: 08/07/2014 الساعة: 22:20 )
رام الله - معا - دعا عدد من المشاركين في الاجتماع الموسع الذي نظمته شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية بين الضفة الغربية وعبر الفيديو كونفرنس مع قطاع غزة الى التقاط اللحظة السياسية الراهنة للتصدي للمحاولات الاسرائيلية التي تحاول فرض الحلول الجزئية على شعبنا والانتقاص من حقوقه المشروعة التي كلفتها المواثيق والقرارات الدولية.
وفي مستهل اللقاء الذي حضره ممثلين عن المؤسسات المجتمع المدني واعضاء المجلس التشريعي والمؤسسات النسوية وشخصيات مستقلة قدم الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري استعراضا لابرز المحطات الراهنة والخيارات المتاحة بما فيها بعد فشل خيار المفاوضات وايضا عدم جدوى المقاومة المسلحة وهوما يتطلب البحث عن خيارات جديدة اكثر نجاعة تستند الى هدف واضح ومحدد ووفق اساليب واشكال متفق عليها وطنيا ، مشيرا الى غياب الجسم القيادي الموحد والجامع في ظل ترهل القوى والاحزاب السياسية وايضا مؤسسات المجتمع المدني وطغيان الفردية احيانا ، وهو ما ادى الى هذا التراجع الخطير التي تعيشه الساحة الفلسطينية. |288537| وطرح المصري مجموعة من التساؤلات حول امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة مبينا ان الهبة الاخيرة المتواصلة منذ استشهاد الفتى ابو خضير تحتاج الى روافع وطنية للاستمرار لمواجهة اعتداءات المستوطنين التي لم تقتصر على الضفة الغربية وانما في داخل اراضي 48 وهو ما يعكس ما يجري في تلك المناطق ، محذرا من ان هناك من يعتقد ان السلطة لا تدفع باتجاه انتفاضة وانما ايضا تسعى لاجهاض اية انتفاضة قادمة اذا ما حصلت وهو ما يتطلب من القوى السياسية تجديد ذاتها وبرامجها اذا ما ارادت ان تشكل روافع للعمل الشعبي القادم. ثم قدم محسن ابو رمضان من اللجنة التنسيقية للشبكة في قطاع غزة مداخلة شدد فيها ان ما بتعرض له الشعب الفلسطيني يندرج في اطار الحرب المفتوحة من دولة الاحتلال وهي اتخذت من حادثة المستوطنين ذريعة لتحقيق عدة اهداف من بينها توجيه ضربة لقوى المقاومة ولتخفيض سقف التوقعات الفلسطينية والتعايش مع حل الحكم الذاتي التي تحاول فرضه ، بالاضافة الى افشال حكومة الوحدة التي تشكلت مؤخرا واحد اهم الاهداف التي سعت لتحقيها هو تكريس عزل غزة عن الضفة الغربية ، وتطرق الى الوضع المتفاقم في القطاع حيث تنضم نسب عالية الى البطالة والفقر الامر الذي يهدد النسيج الوطني والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني عموما. واشار الى ضرورة الاتفاق على اسس وطنية محددة منتقدا عقد مؤتمر تطبيعي في تل ابيب برعاية صحيفة هأرتس في نفس اليوم الذي تتعرض فيه الاراضي الفلسطينة وغزة المحاصرة لعدوان دموي من قبل الاحتلال ومستوطنيه ، مطالبا باعادة بناء المؤسسة القيادية على اسس واضحة ووفق اليات واضحة عمل لوضع حد للتاكل الحاصل ، والذهاب للامم المتحدة والمؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية. من جهته طرح د. جورج جقمان عضو اللجنة التنسيقية للشبكة في الضفة الغربية مجموعة من التساؤلات مبينا ان خللا كبيرا ينتاب الجميع في طرح الاجابة للسؤال الواضح وهو هل نحن امام انتفاضة جديدة في مناطق 48 و كذلك 67 بما فيها القدس بعد الجريمة البشعة للطفل ابو خضير وهل حالة الاشتباك اليومي مع الاحتلال المستمرة ستستمر ؟ موضحا ان الفرق بين الانتفاضة الاولى وما يجري اليوم هو تواجد الجيش داخل المدن الفلسطينية اما اليوم فان الشباب يتوجهون للحواجز على اطراف المدن او الارياف والقرى والبلدات ، بينما شكل الانتفاضة الثاينة ومظاهرها لم تعد هي الشكل الامثل على ضوء المعطيات الراهنة وامكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في ظل فراغ قيادي واضح وبدون ابعاد سياسية وفي ظل موقف السلطة منها وبعد انسداد الافق في المفاوضات التي وصلت لنهايتها يصبح الحفاظ على الذات هو المشروع الوطني ومن هنا تأتي اهمية الاجتماع للخروج باجابة على السؤال ماذا نفعل حسب تعبيره. النائب بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب قدم مداخلة استعرض فيها الواقع الراهن مبينا ان سلوك اسرائيل كدولة احتلال لا يريد حلا اصلا وهو يستكمل حلقات المشروع الصهوني عام 48 ويسعى الى استمرار هيمنة الاحتلال واحدى التجليات الواضحة لهذا السلوك هو مسالة يهودية الدولة ، بالاضافة الى تزايد دور المستوطنين ، ورفض الانسحاب من الضفة الغربية بما فيها ايضا رفض الترابط الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة والسؤال الكبير المطروح اليوم هو كيف تتجند الحركة الوطنية وتستعيد دورها لمواجهة هذا المشروع الاسرائيلي ، وفي ظل عجز السلطة احيانا واظهارها بمظهر العاجز عن حماية شعبها وهي ايضا ليست بوابة للاستقلال والحرية وحتى توفير الخدمات الاساسية للسكان اي العمل على سلطة بلى اكثرية شعبية تؤيدها ويلتف حولها العديد من القيود الاسرائيلية وفاقدة للشرعية الشعبية وتعتمد على الاحتلال بحسب الصالحي. وحول موضوع المصالحة شدد الصالحي ان الصلف الاسرائيلي بلغ حد التدخل في العلاقات الوطنية بين الضفة وغزة وبين القوى السياسية المختلفة ايضا وهي بحاجة الى تعزيز الجبهة الداخلية وتنفيذ خطوات المصالحة بقوة مبينا ان عنوان المرحلة المقبل المطروع على شعبنا يحب ان يكون انهاء الاحتلال ومجابهة الضغوط الاسرائيلية علينا مطالبة العالم بتحقيق استقلال دولة فلسطين وربط الحراك الشعبي على الارض وبالصراع السياسي على المستوى الدولي وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. النائب قيس عبد الكريم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية شدد في مداخلته على المطلوب من الحركة الوطنية لمواجهة سياسات الاحتلال العدوانية بما فيه الجاهزية لانتفاضة جديدة ، واوضح ان العوامل الموجودة اليوم تشير بوضوح الى اندلاع انتفاضة جديدة ثالثة لان المشهد يعج بالصور والممارسات التي تفوق التصور وتتطلب شحذ الهمم لمواجهة الاحتلال ، فاسرائيل ترفض حل الدولتين وتسعى لضم الاراضي الفلسطينية وإخضاعها لاسرائيل وفرض السيطرة الامنية عليها وهو ما مثله السلوك التفاوضي لاسرائيل على الاقل خلال الجولات السابقة من المفاوضات التي عقدت خلال الفترة الماضية ، وفي ظل غياب تدخل دولي لفرض الحل على الجانين وفق القرارات الدولية وهو ما يقود بالنتيجة الى حتمية نشوب انتفاضة اخرى ولكن بحسب عبد الكريم بعد استخلاص العبر وتقيم للانتفاضات السابقة ، ودافع عن تلك الانتفاضات مبينا ان المكانة والاعتراف الدولي بالدولة غير العضو في المؤسسة الدولية والحقوق الوطنية فرضته تلك الانتفاضة الباسلة عام 1987. ووجه عمر شعبان من غزة انتقادات شديدة للاجتماع والمؤسسات الرسمية والاهلية نظرا لتصاعد العدوان الاسرائيلي والقصف المتواصل لقطاع غزة والعدوان في الضفة الغربية ايضا واعتبر ان الجميع مقصر حيث تعاني غزة من سياسة الاهمال وهو ما تفق معه امجد الشوا مدير الشبكة في قطاع غزة معتبرا ان الفراغ القيادي الحالي هو خطير ومؤشر للتصدع الحاصل في ظل تفاقم الازمة الحيايتة اليومية للمواطن في قطاع غزة من نقص الغذاء والدواء ومقومات الصمود الاساسية للمواطن . ثم قدم عمرعساف مداخلة دعى فيها للتحرر من قيود الاجراءات الاسرائيلية مبينا ان الانتفاضة لا تفصل على مقاس اي احد وانما هي حصيلة جهد جماعي شعبي تتطلب ادوات فعل متسائلا ان السؤال الان هو كيف يمكن ازالة العوائق امام تفجر الحالة الشعبية. النائب خالدة جرار ركزت على الاولويات التي ينبغي العمل عليها في هذه المرحلة مشيرة الى امكانية انتهاء النظام السياسي الحالي شعبيا حيث ان حالة الاشتباك اليومي مع الاحتلال بقيت مفتوحة ، ودعت القوى كافة للانخراط كجزء اساسي من الحالة الشعبية الراهنة والمتقدمة ، والذهاب للمطالبة بحماية دولية مؤقتة والكف عن الرهان على مفاوضات وانهاء التنسيق الامني. من جهته اكد د. عزمي الشعيبي ان معالجة الحالة الفلسطينية مرة واحدة قد تبدو مسالة في غاية التعقيد ولكن علينا تحديد اولويات اساسية للعمل فالصراع بين مشروعين الوطني والصهيوني والاخير يشعر براحة اكثر للاستمرار في تقدمه ومن هنا تاتي اهمية ايجاد قيادة بعيدة عن الفردية وليست مقيدة باي قيود ، داعيا على ضوء المستجدات الاخيرة الى عادة النظر في السلطة الفلسطينية ودورها بقرا ر من المجلس المركزي لمنظمة التحرير صلاح الخواجا الناشط في المبادرة اشار ان التحديات الراهنة تتطلب قرارات واضحة من بينها قف التنسيق الامني ، ووقف الحديث عن هدنة او تهدئة في قطاع غزة ، داعيا الى اعتبار فلسطين دولة تحت الاحتلال حسب الاعتراف الاخير بها من قبل الامم المتحدة ، ودعوة الاطار القيادي الموحد للاجتماع للتدارس حول المستجدات بما فيها تنفيذ المصالحة الوطنية. وحذر محرم البرغوثي من خطورة ما يجري في القدس والذي يعيد للأذهان ما مارسته "العصابات الصهيونية" في اربعينات القرن الماضي من مجازر وترويع للمواطنين الابرياء لاجبارهم على الرحيل وهو ما يتطلب تشكيل لجان الحماية على الارض من كافة القوى الفلسطينية. وليد ابوراس من لجان العمل الصحي اكد ان المنطلق الوطني يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية للدفاع عن الارض ومن هنا يبقى خيار الانتفاضة الثالثة قائم ويحتاج الى تطوير العامل الذاتي. سريدة حسين مديرة طاقم شؤون المرآة اكدت في مداخلتها على ضرورة تطوير الفعل الشعبي والذهاب لتشكيل قيادة وطنية موحدة واطلاق الحريات امام الجمهور للتصدي للاحتلال ومستوطنيه. اما ممدوح العكر وهو احدى الشخصيات المستقلة فاعرب عن تخوفه من اندلاع انتفاضة ثالثة على ضوء العوامل الذاتية الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتعقيدات الحالية حيث الانقسام الداخلي بحاجة الى استكمال ازالة العوائق امام تحقيق المصالحة الجدية مشيرا الى ان من مفارقات ما يجري الهبة الشعبية التي تشهدها مناطق 48 والقدس والوضع في الضفة الغربية لم يرتقي حتى اللحظة لما تشهده تلك المناطق ، ودعى الى وقف التنسيق الامني وتحقيق وحدة ميدانية بين مختلف الاجسام الشعبية العاملة. وكان الاجتماع الذي عقد بقاعة الاغاثة الزراعية برام الله قد بدأ بالوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح الشهداء الابرار ضحايا القصف وعمليات القتل الاسرائيلي المتواصل ، وإدارة عصام العاوروي من شبكة المنظمات الاهلية ودير مركز القدس للمساعدة القانونية. |