وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بن يشاي: من يزور الحدود يسأل متى العملية البرية وليس هل ستكون؟

نشر بتاريخ: 12/07/2014 ( آخر تحديث: 13/07/2014 الساعة: 11:33 )
بيت لحم- معا - تزايدت حركة الآليات العسكرية على طرق "غلاف غزة" مساء السبت وبات من الواضح تماما حتى لشخص يتجول بالصدفة ان تشكيل القوة لتنفيذ المرحلة الأولى من العملية البرية قد اكتمل، حيث تصل آخر الوحدات العسكرية إلى أماكن تجمع أخفيت وموّهت بشكل جيد وتمنع الشرطة العسكرية الناس حتى من مجرد النظر اتجاه مواقع تجميع القوات، حيث تعلم الجيش دروس عملية "عامود السحاب" حيث تم تجميع القوات بأمكان مكتظة وغير محمية وظاهرة للعيان لأن وزير الجيش حينها "ايهود باراك" أراد أن يشاهد سكان غزة وجود قوات كبيرة في الميدان ووجود قوات احتياط.

وقال المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت "روني بن يشاي" صاحب المقالة المنشورة اليوم السبت تحت عنوان "عملية برية بأسلوب جديد" يعتبر ايهود باراك من أصحاب ومؤيدي النظرية القائمة على مبدأ "الحرب المستندة على قوة التأثير" وقد اتبع هذا الأسلوب حتى خلال الحرب على لبنان، لكن ما حدث خلال عملية "عامود السحاب" هو ان سكان غزة لم يحتاجوا الى مناظير لمشاهدة آلاف الجنود منتشرين في المنطقة وعرفوا كيف يوجهون قذائف الهاون نحو تجمعات هؤلاء الجنود واوقعوا أصابات في صفوف القوات النظامية والاحتياطية، لكن الوضع الحالي وهذا صحيح حتى ساعات مساء الجمعة "عشية السبت" هناك احتمالات ضئيلة بن تتكرر مشاهد العملية السابقة وبالأخص مشهد التجمعات الكبيرة للجنود الذين ينتظرون صدور الأوامر لبدء التحرك وهذا الأمر قد يصل في كل لحظة وقد لا يصل نهائيا.

وفي الوقت الحالي يتواصل صراع الاستنزاف في منطقة "غلاف غزة" والصاروخ المعلق حتى الساعة الثانية عصرا على الجدار "لا ينوون إطلاقه" قد يجد طريقه نحو هدفه في ساعات المساء هذا ما تذكرناه حين مررنا قرب "ناحل عوز" وحذرونا من ان المنطقة مكشوفة أمام الصواريخ المضادة للدروع وفعلا أصيب في ساعات المساء جيب عسكري مر بالضبط من قربنا بصاروخ وأصيب جنديان بجروح طفيفة.
|289090|
يبدو من الصحيح القول حتى الان ان الجيش سيقوم بدخول بري وفي وقت ليس بالبعيد ومن الواضح بأنه يحظر علينا الدخول في تفاصيل المناورة البرية وكيف ستجري؟ ولكن من الواضح جدا ان الأمر لن يكون كما كان سابقا عبارة عن استعراض للقوة كما حدث خلال عملية "الرصاص المصبوب" وقام رئيس الأركان بتفحص القوات والخطط وصادق على كل ما يتعلق بالعملية قبل عشرة أيام فهناك قوات وهناك أهداف صادق عليها "غينتس" وستعيش حماس الكثير من المفاجآت.

محظور علينا ان نغرق بالأوهام فالعملية لن تكون نزهة او جولة صباحية لكن جرى إعدادها بشكل جيد منذ فترة طويلة وصادق قائد المنطقة الجنوبية "سامي تورجمان" قبل أشهر على تفاصيل مهام ودور كل قائد كتيبة أو طاقم سيشارك في العملية، وسيعمل نظام جمع المعلومات الاستخبارية الذي يختفي حاليا في الميدان على تحسين قدرة الجيش على مواجهة الأسلحة والتجهيزات التي تمتلكها حماس بما يمنحنا إمكانية الافتراض بأن المخاطر التي ستواجه القوات المشاركة بالعملية ستكون ضمن المعقول والمتوقع وستمتنع القوات عن التورط في تعقيدات قتالية لا ضرورة لها وحتى تلك اللحظة ستستمر عملية "قضم" حماس والجهاد الإسلامي عبر الجو ومدافع 155 ملم التي تقصف من البر أهدافا محددة وتشكل علاجا لحرمان مقاتلي حماس والجهاد من حرية الحركة إلى مواقعهم ونقاط تمركزهم، فيما يتم ضرب الأهداف الساحلية من خلال مدافع وصواريخ السفن الحربية، لكن ورغم هذا تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ دون توقف، وهنا يُطرح السؤال المحق كيف يمكن لنار الفصائل الفلسطينية الاستمرار لأربعة أيام دون ان تتراجع وتيرتها بل بالعكس تزداد قوة واتساعا فيما يشن الجيش هجمات على الاف الأهداف مستخدما الأسلحة الذكية والموجهة؟ والجواب يقول بانه وبدلا من ان يركز الجيش جهوده على "اصطياد" منصات إطلاق صواريخ محددة وهذا يأخذ وقتا طويلا ولن يكون مجديا عليه أن يركز هجماته على أهداف قد تلحق الأذى بقدرات حماس العسكرية لان الجيش يدرك بان هذه الأهداف هي ما يؤلم ويؤذي حماس ولها تأثير بعيد المدى على قدرات حماس الخاصة ببناء منظومة صاروخية جديدة وإخفائها مجددا تحت الأرض، كما يركز الجيش الإسرائيلي جهوده على تدمير قدرات حماس على حفر الأنفاق التي تستخدم في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل ونقل المقاتلين والمتفجرات الى داخل الأراضي الإسرائيلية إضافة لاستخدامها قواعد لإطلاق الصواريخ واماكن آمنة لتصنيعها أكثر مما يركز على تدمير الأنفاق القائمة.

يدرك الكابينت والجيش الإسرائيلي حقيقة إستراتيجية هامة تعمل لصالحنا وهي إن حماس وخلافا للعمليات السابقة لا تمتلك حاليا شركاء او حلفاء مثل إيران تركيا قطر مصر تساعدها بعد انتهاء العمليات على إعادة ترميم منظومة الأنفاق الخاصة بإطلاق الصواريخ التي سيدمرها الجيش خلال العملية الجارية سواء عبر الغارات الجوية او بعد الدخول البري".

وأضاف "بن يشاي" الذي كتب مقالته من وحي جولة ميدانية قام بها على حدود غزة ومناطق جنوب إسرائيل حين أرخى المساء ذيوله على منطقة "غلاف غزة" أطلقت عدة صليات من الصواريخ كتذكير بموعد "افطار رمضان " حيث يسود بعض الهدوء وهنا واصلنا طريقنا نحو الشمال ويمكننا التوصل إلى نتائج غاية في الوضوح استنادا لما شاهدته أعيننا تلزمنا بطرح السؤال الهام "متى سينفذ الجيش العملية البرية؟ّ وليس هل سينفذ عملية برية؟ لكن التطورات الميدانية التي ستشهدها المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة ستحدد موعد صدور الأمر بالعملية البرية.