وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرياضيون في غزة شامخون كالجبال الراسيات

نشر بتاريخ: 17/07/2014 ( آخر تحديث: 17/07/2014 الساعة: 12:17 )
كتب : أسامة فلفل

الحركة الرياضية الفلسطينية ومنذ عقود طويلة تمتد إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وهي في دائرة الاستهداف لأنها تعتبر مكون أساسي ورئيس من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية فمن الطبيعي أن تظل في محور دائرة الاستهداف المباشر للاحتلال.

على مدار التاريخ لم ينجح الاحتلال ولا جبروته من النيل من صمود وعزيمة أبناء الحركة الرياضية لأنهم يتسلحون بإرادة قوية عصية على الانكسار شامخين شموخ الجبال الراسيات متسلحين بروح ومعنوية عالية تعانق السحاب.

المتتبع لتاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي يعرف جيدا أن الحركة الرياضية موازية ومتداخلة مع الحركة الوطنية ويعرف جيد حجم التضحيات الكبيرة وقوافل الشهداء التي قدمتها نتيجة لتغول الاحتلال ومطاردته لقادتها وكوادرها وعناصرها ومرجعياتها ورغم ذلك ظلت صامدة شامخة تمثل شريان الحياة للحركة الوطنية والقضية الفلسطينية.

اليوم وضمن مسلسل الاستهداف تتعرض الحركة الرياضية لموجة دموية ومسلسل جديد طال كل أبناء الشعب الفلسطيني بكل فئاته ولاسيما الشخصيات والقيادات الرياضية واللاعبين والمؤسسات والجمعيات والمراكز الرياضية التي تعرضت لقصفت الطائرات الحربية بالصواريخ والقنابل المدمرة وكان نتيجة لهذا العدوان المجرم سقوط كوكبة من الشهداء حيث سقط الشهيد عبد الرحمن الزاملي لاعب نادي الزيتون الرياضي وأبرز لاعبي منتخب الجامعة الاسلامية صاحب القلب الطيب بتاريخ 6/7/2014م.
|289706|
كما استشهد اللاعب احمد دلول عضو مجلس إدارة نادي التعاون الرياضي والمدير الفني لفريق كرة القدم الأول وأحد أبرز قيادات العمل الرياضي على مستوى حي الزيتون بتاريخ 12/7/2014م

واستشهد بشار أحمد لاعب مركز خدمات جباليا الذي عرف بروحه الوثابة في كل ساحة وميدان وعطاؤه السخي وصدق انتمائه ووطنيته بتاريخ 9/7/2014م.

وضمن العدوان و الهجمة الصهيونية الشرسة تعرض لاعب نادي شباب الدرج الرياضي والوفاق سابقا محمد أبو بيض بتاريخ 14/7/2014م إلى بتر في ساقه اليسرى نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين حيث يعتبر اللاعب من الأعمدة الأساسية في صفوف فريق كرة القدم الاول.

وفي أطار الخطة الممنهجة للاستهداف الصهيوني فقد استهدف القصف منزل محي الدين النجار عضو مجلس إدارة نادي اتحاد خانيونس ومنزل رئيس نادي جمعية الصلاح الرياضي احمد سليمان ومن جهة أخرى تعرض منزل وليد أيوب رئيس المجلس الاولمبي الفلسطيني و نائب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية لأضرار جسيمة بعد تعرض منزل مجاور لمنزله للقصف الصهيوني من قبل الطائرات الحربية الـ إف 16

وضمن مسلسل الاستهداف للمؤسسات والأندية والجمعيات الرياضية تعرض نادي التعاون الرياضي بحي الزيتون ونادي الريان بالمنطقة الوسطى ومقر نادي جمعية الصلاح بمدينة دير البلح للقصف والتدمير بعد الاستهداف المباشر من قبل الطائرات الحربية التي حولت هذه المؤسسات الرياضية إلى مجرد كومة من الأنقاض والركام.

كما وتعرض نادي البسمة للمعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة بيت لاهيا لأضرار جسيمة مما أدى إلى تدمير جزء كبير من مبنى النادي وتصدع الأجزاء الأخرى ,وفي ذات السياق تعرض نادي شباب المغازي الرياضي بالمنطقة الوسطى إلى قصف حيث تم استهداف ملعبه الجديد بعدة صواريخ من الطائرات الصهيونية.

وفي ذات السياق تعرض نادي المشتل الرياضي المجاور لمدينة عرفات للشرطة لخسائر كبيرة نتيجة لقصف طائرات الاحتلال الاسرائيلى حيث لحق بالمبني و الملعب المجاور اضرار جسيمة سوف تؤثر بشكل كبير على النشاط الرياضي وعمل منظومة النادي الرياضية و الادارية

اليوم على الإعلام والإعلاميين الرياضيين مهمة وطنية و انسانية و اخلاقية في توثيق هذه الجرائم التي استهدفت القطاع الرياضي بكوادره ولاعبيه ومؤسساته وإبراز هذه الوثائق بشكل مهني لتكون شاهد أمام العالم على الصلف الصهيوني ووحشيته وإبراز الإجرام الصهيوني بحق الرياضة الفلسطينية أمام العالم لإدانته وفرض عقوبات رادعة ولجمه عن ممارسة هذه السياسة العنصرية التي باتت ملامحها ومظاهرها مكشوفة للأسرة الدولية والمؤسسات والمنظمات الإنسانية والأممية والرياضية العالمية .

كذلك يجب أن ترتكز عملية التوثيق على أسس علمية صحيحة، فيها المهنية العالية مع الحرص على رصد كافة الجرائم و التجاوزات والانتهاكات الصهيونية بشكل قانوني بعيداً عن ألعواطف استنادا لصورة و مقاطع فيديو تظهر الجريمة بأدلة دامغة

اخيرا الثقة كبيرة و عالية في الإعلام الرياضي الفلسطيني في رصد هذه الانتهاكات والمساهمة في خلق وعي وطني و المساهمة في توثيق هذا العدوان و ما نتج عنة من انتهاكات و جرائم ليري العالم و يشاهد فظاعة هذا الاحتلال .