وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حي الشجاعية كان هنا..

نشر بتاريخ: 26/07/2014 ( آخر تحديث: 26/07/2014 الساعة: 17:39 )
غزة- تقرير معا - وكأن زلزالا ضرب المنطقة... المنازل والبنايات تحولت الى كومة من الحجارة والجثث المتحللة والمحترقة في كل مكان من حي الشجاعية اكبر أحياء مدينة غزة ويقع الى الشرق مباشرة من المدينة.

الدمار الذي لحق بالحي وصفه من استطاع النجاة بأنه منظر تراجيدي لا يمكن للعين ان تصدقه، فهناك مواطنون عادوا ولم يعثروا على بيوتهم ومنهم من لا يستطيع الاقتراب حيث تتمركز الدبابة على بوابة المنزل.

المنظر في ذلك الحي يعود بنا الى العام 1948 حيث النكبة الفلسطينية، فالكل يخشى من الغدر الاسرائيلي ويحاول بقدر الامكان حمل ما تبقى من اغطية ويسارعون للخروج من المنطقة.
|290993|
المواطن سليم ابو عمر الذي يتواجد في سوق الجمعة في حي الشجاعية تحديدا امام ركام منزل كان يعود لعائلة حمدية الذي تعرض للقصف اكد لـ معا ان "تسونامي" غير المعالم الجغرافية لمنطقة الشجاعية التي تعرضت لقصف مدفعي عنيف وبشكل عشوائي منذ العشرين من الشهر الحالي وسقط أكثر من 70 شهيدا ومئات الجرحى من المدنيين، في حين توغلت القوات البرية الاسرائيلية للمناطق الشرقية للحي مخلفة وراءها دمارا كبيرا بالحي.
|290994|
وأوضح ابو عمر كان هناك شوارع وعمارات في هذه المنطقة وكلها تحولت الى ركام،، العمارات اصبحت كومة من الحجارة مبينا ان هناك تجريف ودمار كامل بواسطة الطائرات الحربية والقذائف المدفعية.

ولا زالت الدبابة الاسرائيلية تتمركز عند بوابة منزل ابو عمر الذي ترك منزله قبل اربعة ايام فقط، مبينا انه ما زال غير قادر على الوصول الى الخط الشرقي في نهاية حي المنصورة حيث يقطن فالدبابات تغلق مدخل منزله الذي تعرض لدمار بفعل القذائف المنهمرة.

ياسر حمدية الذي فقد اربعة شهداء من عائلته عاد اليوم ولم يجد منزله، فمنزله المكون من اربعة طوابق يأوي اثنين وعشرين فردا اصبح كومة ركام وحجارة، مبينا ان اكثر من عشرين منزلا مجاورا له سوّيت كلها بالارض بينما تنتشر جثث الشهداء في كل مكان وتحت الانقاض.
|290995|
واكد حمدية انه تم تدمير منزله والمنازل المجاورة بدون سابق انذار، مبينا ان القصف على احياء الشجاعية كان بشكل عشوائي وعنيف لا يمكن ان يتصوره بشر.

يتكرر المشهد ثانية المواطنون يهربون بثيابهم وبما اتيح لهم اخراجه من بيوتهم المدمرة، بينما لا تزال الطواقم الطبية تنتشل الجثامين حيث وصل عدد الجثامين المنتشلة في حي الشجاعية 30 جثمانا نقلت إلى مجمع الشفاء الطبي.

وينمو حي الشجاعية بشكل متقدم عن الاحياء الاخرى مثل حي الدرج والتفاح والزيتون، مما جعله في نهاية المطاف اكبر احياء مدينة غزة.

وكانت الشجاعية هدفا لهجمات متكررة في الغارات الجوية الاسرائيلية في حرب 2008-2009 على قطاع غزة.