تطويع العناد ... مجرد حرب تحريكية

السلطة لا تريد الكفاح المسلح ولا تريد انتفاضة ، ولكنها لا تريد خسارة الشارع .
اسرائيل لا تريد اسقاط حكم حماس في غزة ، ولكنها تريد تحطيم كبرياء حماس .
اسرائيل لا تريد تحطيم السلطة في الضفة ، ولكنها لن تسمح لها ان تصل لمستوى دولة .
امريكا لا تريد التخلي عن اسرائيل ، ولكنها تريد تلقين نتانياهو درسا .
اوروبا لم تغيّر موقفها من اسرائيل ، لكنها تختلف معها في الاسلوب .
الامم المتحدة لا تخرج عن طوع امريكا ، لكنها تبرر مواقفها في المنطقة .
الرباعية لا تريد الاعتراف بفشلها ، لكنها تبقي بلير مثل فزّاعة الطيور وسط الحقل .
حماس لا تريد التنازل عن الحكم ، لكنها تنازلت عن الحكومة لصالح الحمد الله .
الحمد الله يريد ان يكون رئيس حكومة توافق ، لكنه لا يريد ان يكون مسؤولا عن قطاع غزة .
مصر لا تريد التدخل في اي قضية لحماس ، لكنها نزلت عند رغبة الرئيس عباس للتهدئة .
الاخوان فقدوا مصر وليبيا وتونس والاردن ، ولكنهم ربحوا قطر وتركيا وغزة .
منظمة التحرير تريد السلام مع اسرائيل ، لكن اسرائيل لا تريد السلام مع منظمة التحرير .
روسيا لا تريد التدخل في مشاكل العرب الكثيرة ، ولكنها لم تتخل عن سوريا .
جامعة الدول العربية لا تريد ان تغضب الدول الغنية ، لكنها مستعدة ان تنوح قليلا على الدول الفقيرة .
انتهاء حرب غزة ووقف اطلاق النار محتوم ، لكن الاهم من ذلك من هي الجهة التي تعيد اعمار غزة وكيف سيتم رفع الحصار ؟

ما شهدته غزة حتى الان ، ورغم كل الدمار والموت ، لم يكسر قواعد اللعبة ولكنه سيمهد لمؤتمر دولي تشارك به ايران لاعادة ترسيم القوى الجديدة والادوار الجديدة ، وستحاول امريكا الحفاظ على أمنها وامن اسرائيل من خلال تهدئة الورقة الفلسطينية ، ولتتمكن العواصم العربية من الان فصاعدا ان تتخلص من ألم الاسنان ( غزة ) وان تتفرغ لصراعاتها الداخلية واعادة ترتيب الحكم لسنوات اخرى .
سألت احد الدبلوماسيين الغربيين الكبار : كم من الوقت تريد امريكا ان يبقى العالم العربي هكذا ؟
اجابني من دون تردد وبسرعة : اعتقد عشر سنوات سيكون كافيا لتغيير الانظمة العربية وخلق جيل جديد يفكر بطريقة جديدة .