وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بدعوة من محافظ نابلس: لقاء تشاوري حول اوضاع المحافظة وسبل بسط سيادة القانون

نشر بتاريخ: 26/07/2007 ( آخر تحديث: 26/07/2007 الساعة: 11:56 )
نابلس - معا - بدعوة من محافظ نابلس د.جمال المحيسن، عقد في قاعة محافظة نابلس مساء امس اجتماعا للتشاور والتباحث في اوضاع المحافظة بعد المصادمات المؤسفة التي شهدتها جامعة النجاح الوطنية.

وقد شارك في اللقاء اضافة الى عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية غسان الشكعة وتيسير خالد، اعضاء المجلس التشريعي عن كتلة فتح ، اعضاء مجلس وطني فلسطيني ، ممثلي لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، وممثلي لجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية ، وممثلات عن الاطر والجمعيات النسوية والاتحاد العام للمراة ، وممثلي تجمع مؤسسات المجتمع المدني بنابلس ، كما شارك ايضا رؤساء وممثلي النقابات المهنية وعدد من اعضاء المجلس البلدي لبلدية نابلس ومسؤولي المكاتب الحركية اضافة الى حشد واسع من المثقفين والاعلاميين والاكاديميين والشخصيات والفعاليات الوطنية والشعبية ورجال دين من الطوائف الدينية الثلاث المسيحية والاسلامية والسامرية .

وافتتح الاجتماع بكلمة ترحيبية من محافظ نابلس شكر فيها الحضور على تلبيتهم لدعوة المحافظة، مؤكدا ان محافظة نابلس هي البيت الذي يجمع كل المواطنين في المحافظة، بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية او السياسية .

وحول الاسباب التي دعته الى عقد هذا الاجتماع اوضح د. المحيسن ان السبب الرئيسي يتمثل في مناقشة ما حدث في جامعة النجاح الوطنية ووضع المعلومة الصحيحة امام الراي العام من خلال ممثلي اوسع نطاق جماهيري ممكن وبما يضحض كل الافتراءات الاعلامية التي قامت بها بعض وسائل الاعلام وخصوصا فضائية الاقصى التي اضحت بوقا يبث السموم وينشر الفساد في عموم البلاد، على حد تعبيره.

وبين المحافظ ما حدث في الجامعة بشكل تفصيلي محملا الكتلة الاسلامية المسؤولية المباشرة عما جرى من مصادمات بسبب اصرارها على تجاوز القوانين والنظم المرعية في الجامعة والاتفاقية التي التزمت بها كافة الكتل الطلابية مع ادارة الجامعة بعد انقلاب غزة الا الكتلة الاسلامية.

ونفى المحافظ ما اشاعته فضائية الاقصى على لسان بعض المسؤولات في كتلة التغيير والاصلاح من دخول مسلحين الى حرم الجامعة من غير قوات الامن التي دخلت بشكل قانوني وبطلب من رئيس الجامعة وموافقة المحافظ ، وبهدف الاشراف على اخلاء الجامعة من الطلبة بعد اطلاق الرصاص من خارج اسوار الجامعة ، مؤكدا ان الطالبات اللواتي اعتصمن في الجامعة ورفضن الخروج لم يتعرضن لاي صغط من اية جهة كانت بل انهن من تسبب في افتعال ازمة، باصرارهن اولا على ابتزاز ادارة الجامعة والمحافظة والربط بين بقائهن والافراج عن بعض المتورطين من الكتلة الاسلامية في احداث الجامعة ، وقيامهن ثانيا باحراق الجامعة التي يدرسن بها ويدرس فيها 14 الف طالب من مختلف محافظات الوطن.

وتطرق المحافظ الى الحملة الامنية المزمع اطلاقها في الايام القليلة القادمة في محافظة نابلس حيث اكد ان التشاور والتنسيق مع فعاليات المحافظة وقواها السياسية والمجتمعية هو توجه اصيل في هذه الخطة، لانه يشكل احد مقومات النجاح لها باعتبار ان الحملة ليست امنية صرفة بل ان فيها من الجهد الاعلامي والمشاركة المجتمعية والمساندة الوطنية ما يوازي من حيث الاهمية الجهد الامني.

واكد المحافظ ان الحملة الامنية الجديدة تهدف الى بسط سيادة القانون واعادة الاعتبار للمرجعيات الشرعية والقضائية ، وستكون حازمة ولن يكون هناك اية استثناءات بل ستطبق بعدالة وبذات المعايير والمقاييس وهي بمثابة تحد للاجهزة الامنية وقادتها على اثبات جدارتهم في الميدان باعتبار ان هذه الاجهزة هي المسؤول الاول والاخير عن حفظ الامن وتطبيق القانون .

وقد قدمت العديد من المداخلات من المشاركين في اللقاء ابرزها مداخلة غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي اثنى على الجهود التي بذلها المحافظ والاجهزة الامنية لاعادة الهدوء الى الجامعة ووقف اية تداعيات لها خارج الجامعة، مشددا ان اهمية هذا الاجتماع تكمن في التباحث والتوافق ما بين مختلف فئات وشرائح المجتمع على تفعيل دورها وعدم الوقوف موقف التفرج ، مطالبا الاجتماع رسم ملامح لهذه التوجهات قدر الامكان.

بدوره اثنى تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الخطوات والاجراءات التي اتخذها المحافظ لتطويق احداث جامعة النجاح مشيرا الى انه قام صباح هذا اليوم بزيارة للمحافظ لتأكيد تضامنه ومساندته له مؤكدا على ضرورة احترام الحريات الاكاديمية في جامعاتنا خصوصا منع ادخال السلاح تحت أي اعتبار كان.

وتحدث ايضا د. محمد حنون نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الادارية حيث قدم شرحا وافيا ومفصلا بتطورات الاحداث وتداعياتها محملا الكتلة الاسلامية مسؤولية ما جرى كاشفا الستار عن معلومات لدى ادارة الجامعة تحسم الجدل حول ما جرى بانه لم يكن عفويا و ان التحضير له من قبل الكتلة الاسلامية تم بشكل مسبق، بدليل ان طلابا كثر من الكتلة المذكورة لم يسجلوا في الفصل الصيفي وبدأوا التواجد بشكل يومي في الجامعة قبيل الاحداث بثلاثة ايام ، وانهى د. حنون مداخلته بحث جميع القوى والاحزاب تجنيب الجامعة الانقسامات والصراعات السياسية حفاظا عليها وعلى دورها وتجنبا لاية اشكالات او احتكاكات قد تؤدي بها الى الاغلاق.

وقدمت العشرات من المداخلات التي اكدت بالمجمل على تثمين الدعوة الى هذا اللقاء التشاوري ، وادانة استخدام القوة ولا سيما السلاح داخل الحرم الجامعي ، والتاكيد على اهمية الحملة الامنية لتاكيد سلاح شرعي واحد مسؤول عن امن وامان المواطن . وطالب بعض المتحدثين بانشاء مجلس استشاري للمحافظة يراعى فيه التنوع والكفاءة ليكون مساندا للمحافظ في ادارته للمحافظة. كما طالب اخرين بتفعيل المؤسسة الاعلامية الفلسطينية الرسمية كتلفزيون فلسطين والفضائية الفلسطينية وكذلك تفعيل الصوت الاعلامي المهني في المحافظة ، لكي تشكل منافسا فعليا لا بل بديلا لفضائية حماس التي تلعب دورا تحريضيا وتضليليا يترتب عليه مخاطر كبيرة ولا سيما انها تنتج ثقافة تكفير ترفض الاخر المختلف وتسعى لالغائه.