وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ترجل وإكليل الغار على عنقه

نشر بتاريخ: 31/07/2014 ( آخر تحديث: 31/07/2014 الساعة: 15:11 )
بقلم : أسامة فلفل

الرياضيون في فلسطين استوعبوا عظمة الشهادة التي طاقت أنفسهم لها وتسابقت أرواحهم للحصول عليها ,وكيف لا وهي مرتبة عظيمة ومنزلة رفيعة تحلم بها قلوب المؤمنين.

الاربعاء الموافق 30/7/2014م ارتقى الى علياء المجد والخلود نجما وقائدا رياضيا طالما حلق في سماء الوطن بعطائه وانجازاته وصدق انتمائه للحركة الرياضية الفلسطينية وناديه الأم نادي غزة الرياضي.

ترجل الفارس الكابتن عاهد زقوت الذي برز وسطع نجمه لعقود طويلة لاعبا ومدربا وقائدا رياضيا فذ ,رحل أبا عفيف بعد مسيرة حافلة بالعطاء كجسد لكن روحه ستبقى تغرد على الدوام في ساحة وميادين الرياضة الفلسطينية التي بكته بحرقة وألم مع رفاق دربة الذين سبقوه على طريق الشهادة.

كان الفقيد الراحل وعبر كل المحطات الغابرة مثالا يحتذى به في الأخلاق الرياضية العالية والفهم العلمي والرياضي وبآفاقه الواسعة وتمتعه بالقدرة والكفاءة العالية في فن القيادة والإدارة الرياضية والشواهد في هذا المضمار كبيرة وعديدة.

ارتدى قميص نادي غزة الرياضي منذ نعومة أظافره وحقق مع العميد عبر مسيرة طويلة انجازات مازالت ماثلة في وجدان التاريخ ,وكان من أبرز لاعبي خط الوسط في فلسطين ,نال شرف تمثيل الوطن في العديد من المشاركات الخارجية وتولى قيادة دفة مدارس الناشئين بنادي غزة الرياضي والعديد من الأندية وخاصة نادي الهلال الرياضي ونادي اتحاد الشجاعية وخدمات الشاطئ والعديد من الأندية الأخرى كذلك كان الشهيد عاهد زقوت من الإعلاميين الرياضيين البارزين عمل في الدائرة الرياضية لقناة فلسطين الفضائية وكان عضوا فاعلا في رابطة الصحفيين الرياضيين ومن الشخصيات الاعلامية والرياضية الفاعلة التي ساهمت في إثراء الاعلام الرياضى والرياضة الفلسطينية.

كم هي صعبة وقاسية لحظات الفراق عندما يصبح الأخ والصديق والحبيب مجرد ذكرى عابرة ,نعم في غزة كل لحظة قد تكون آخر لحظة.

ما أصعبها لحظات الرحيل حينما تصافح عيناك جسد أبا عفيف الطاهر فلا تجد فوق تضاريس وجهه سوى خارطة الوطن الزاهية المشبعة بروح العطاء للوطن والحركة الرياضية التي عشقها حتى أنفاسه الأخيرة.

اليوم في غزة الإيباء يكتب الرياضيون بدمائهم حروف التاريخ ويعيدون للذاكرة البطولات والملاحم النادرة وتحلق أرواحهم في الفضاء وهي تهتف لن يركع شعب غزة الصامد ولن تنال آلة الحرب الصهيونية المدمرة من عضد صموده الأسطوري.

وسام الشهادة اليوم في فلسطين بوصلة للأبناء والأحفاد ورسائل للأجيال ووصايا على الجباه مرفوعة وفي أفئدة أبناء فلسطين والحركة الرياضية محفورة.

اليوم من قلب الموت والدمار يكتب شعبنا الفلسطيني ومعه أبطال الرياضة الفلسطينية تاريخا جديد سيكون وبكل تأكيد محطة ارتكاز لمرحلة هامة قادمة تحمل في طياتها فجر الأمل والحرية .