وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منتخبنا_قاوم

نشر بتاريخ: 07/08/2014 ( آخر تحديث: 07/08/2014 الساعة: 16:07 )
بقلم : عبد الرحيم أبو حديد
يبدو وان آلة القتل الإسرائيلي كانت تريد قتل كل شيء فلسطيني يتعدى حدود قتل أجسادنا، بل تعدت أهدافهم إلى قتل أرواحنا وطموحنا ووجودنا وطمس هويتنا.
وطالما عبرت الرياضة عن الهوية الوطنية للشعوب ، وكانت وسيلة من الوسائل المهمة التي ينقل بها العالم رسائله إلى الشعوب ، وهذا كنا نراه في افتتاح الألعاب الاولمبية على سبيل المثال ، كل دولة تعكس في حفل الافتتاح موروثها الوطني والتاريخي والاقتصادي والثقافي ليتعرف عليه العالم .

الرياضة مقاومة
ان المشاركين في أي تجمع رياضي او بطولة رياضية يبذلون قصارى جهدهم في ان يكونوا مرآة مشرفة لبلدهم من حيث السلوك والأداء وتسليط الضوء على القضايا السياسية والمجتمعية والاقتصادية والدينية لبلدهم ، حتى ان الرياضة تعبر عن الحزن وعن الفرح وعن الوطن ولمسنا ذلك في لاعب منتخب كوريا الشمالية في كاس العالم 2010 عندما أجهش بالبكاء عند عزف سلامهم الوطني قبل مباراتهم أمام البرازيل .

كما ان جنوب إفريقيا جسدت قصة كفاح قائدها مانديلا في مونديال 2010 بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ونتذكر أيضا مباراة إيران والولايات المتحدة في كاس العالم 98 عندما حقق المنتخب الإيراني فوز سياسي أفضل من فوزهم بكاس العالم .
ونعرف جيدا ان مباراة الأرجنتين وانجلترا في كاس العالم 86 لم تكن مجرد مباراة كرة قدم عندما سجل مارادونا هدفه الأسطوري وهدفه الشيطاني بيده ، فأرادت الأرجنتين ان توصل رسالة سياسية بنكهة رياضية .
وكفلسطينيين كان طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي إلى الاتحاد الأوروبي عام 1974 اكبر نتيجة سياسية بسبب الرياضة بعد ان كان للكويت دور كبير في ذلك
وهذا يقودنا إلى نتيجة مفادها بان الرياضة مهمة ومهمة جدا .

انجازنا يتعدى مجرد التأهل
قبل ثلاثة شهور حققنا انجاز تاريخي بتأهل منتخبنا إلى نهائيات آسيا في رحلة التحدي بكاس التحدي ، وقلنا أنذلك بان علينا ان نقدم أداء مشرف في بطولة كاس الأمم الآسيوية ولكن لان شعبنا الفلسطيني يعرف بقوة صموده وتحديه للمستحيل فالأداء المشرف ليس طموحنا ، فطموحنا ان يعزف السلام الوطني في استراليا أكثر من ثلاث مرات .
والتأهل لأول مرة لأي بطولة لا يعني عدم المنافسة ، فالأردن عندما تأهلت للمرة الأولى كانت تحت قيادة محمود الجوهري وصلت إلى الدور ربع النهائي وخسرت في مباراة دراماتيكية أمام اليابان بركلات الترجيح رغم الفروق بالمستويات الفنية .

حاصر حصارك
كاس آسيا فرصة مقاومة بدنية للاعبين فرصة مقاومة تكتيكية لجمال محمود ، فرصة مقاومة تنظيمية للاتحاد ، فرصة مقاومة توضيحية للإعلام الرياضي .فرصة مقاومة وطنية للمشجع الفلسطيني .
نعم سنقاوم في رفع العلم الفلسطيني في استراليا لكي نقول لكل العالم بأننا سننتصر رغم القصف ، سننتصر رغم العنف ، سننتصر رغم الدماء ، سننتصر رغم الحصار .
وسننتصر لأجل الشهداء .، لأنه لا نصير لنا بعد الله سوى نحن .