وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشعبية: على حماس أن تتقدم خطوة إلى الإمام نحو الحوار الشامل

نشر بتاريخ: 29/07/2007 ( آخر تحديث: 29/07/2007 الساعة: 10:17 )
غزة- معا- دعا المشاركون في ورشة عمل نظمتها الجبهة الشعبية, حركة حماس بالتقدم نحو الحوار الشامل لحل الأزمة الراهنة.

وكانت اللجنة الإعلامية في رابطة الشهيد سمير سلامة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نظمت ورشة عمل تحت عنوان " الواقع السياسي الفلسطيني... إلى أين؟", وذلك في قاعة الشهيد أبو علي مصطفى حضرها عدد من الأكاديميين والمثقفين فضلاً عن كادر الجبهة.

وافتتح الجلسة زكريا السلوت من اللجنة الإعلامية في رابطة الشهيد سمير سلامة تحدث فيها عما يدور بغزة, حيث أكد على أن الشعب الفلسطيني اليوم يمر بأزمة داخلية طاحنة, كما قال تمارس فيها سياسة الإقصاء والتفرد، والاستحواذ في الفكر، والسياسة والمجتمع، وأن الحسم العسكري في غزة نقل الأزمة إلى تطور نوعي خطير، ووضع المشروع الوطني الفلسطيني برمته أمام منعطف شائك وتحديات كبيرة وتداعيات خطيرة تنطوي على تكريس الفصل السياسي والمؤسسي بين الضفة وغزة، وتفتح الأبواب أمام الاستثمار الخارجي".

من جهته، دان جميل سرحان عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية في مداخلته اللجوء إلى الحسم العسكري واعتبره ليس وليد الصدفة، وإنما هناك جملة أسباب ودواعي تجلت في المناوشات والتحريض الإعلامي.

كما وذكر أن الحسم العسكري لم يكن مطلباً وطنياً بقدر ما كان يأتي في سياق تعزيز سلطة الحزب الواحد وفرض الهيمنة.

وأضاف سرحان "أن ما حصل يأتي في سياق الوصول إلى السلطة بطريقة عنيفة،حيث جرى استخدام القوة للسيطرة على السلطة وهو مناف للقيم الديمقراطية التي تربى عليها شعبنا"، مؤكداً أنها تركت آثارها السلبية في المجتمع بما أوجدته من شرخ في العقلية الجمعية الفلسطينية، ويهدد بالقضاء على الوحدة والانسجام الوطني، وضرب وحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة الأداة القيادية وهي المسلمات الثلاث التي ناضل الشعب طويلاً من أجل صونها.

وتطرق سرحان إلى أن للجبهة الشعبية موقف وطني واحد رافض "للانقلاب الذي حصل"، لأنه حرف البوصلة عن الاتجاه الصحيح وضرب وحدة الأرض والشعب والأداة، وأحلّ ثقافة العنف بدل لغة التسامح والتآخي والصلح الاجتماعي، مشدداً على ضرورة وقف حالة التحريض الإعلامي وتقدم حماس خطوة إلى الأمام في بادرة لحل الخلاف القائم بالحوار الشامل، معتبراً إياه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة، وإعادة صوغ مكونات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير على أسس وطنية ديمقراطية وبمشاركة وطنية فاعلة لكل مكونات الشعب من فصائل وقوى ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وإعادة اللحمة للقضية والشعب.

بدوره قال الدكتور عاطف سلامة مسؤول اللجنة الإعلامية في محافظة خان يونس أن حركتي فتح وحماس، كانوا الأبرز في الانقسام الخطير الذي أصاب شعبهم وقضيتهم ومشروعهم الوطني، غير أن ما جرى على النحو الذي جرى يشير إلى أن الحل والمعالجة قد خرج من أيدي الفلسطينيين لتنتقل إلى مستوى الاستراتيجيات الدولية والإقليمية، مما يفقد كل الأطراف الفلسطينية استقلالية قرراها ويستهلك الكثير من رصيد قدرتهم على تقرير مصيرهم.

وأكد د. سلامة أن الاستنتاج الآخر يتصل بمآلات الصراع الجاري والحاد وتداعيات الحسم العسكري، الذي قامت به حماس في غزة من حيث كونه انتقل إلى مرحلة الصراع التحدي على تركيبة وطبيعة مكونات النظام السياسي، إذ أنه يضع حداً لمنطق الشراكة ويفرض آليات ومنطق إعادة بناء النظام السياسي قائمة على الإقصاء والتوازي بدلاً من الاندماج.

وأضاف سلامة يقول: "إن الاستنتاج يتصل بأبعاد الحسم العسكري بما أنه يؤدي بتأثيراته وأبعاده إلى حدث يتجاوز البعد الأمني العسكري إلى الأبعاد الثقافية والجغرافية والسياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، فضلاً عن كونه انقلاباً على الديمقراطية قيماً وسلوكاً ومعايير".

الجدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة ورش عمل تعتزم اللجنة الإعلامية برابطة الشهيد سمير سلامة عقدها كل أسبوع.