وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد من فدا يلتقي سفير البرازيل في فلسطين

نشر بتاريخ: 13/08/2014 ( آخر تحديث: 13/08/2014 الساعة: 15:37 )
رام الله- معا - التقى وفد من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) ضم عضوي المكتب السياسي محمد حمارشة ووليد عطاطرة وترأسه صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب الأمين العام للحزب، السفير البرازيلي في فلسطين، السيد باولو روبرتو فرانكا، وذلك لتقديم الشكر والتقدير للمواقف البرازيلية المساندة للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي إطار التشاور حول الدور المطلوب من القوى الدولية الصاعدة لوقف هذا العدوان الإرهابي، ومعالجة آثاره الكارثية، وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.

ونقل رأفت شكر الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وحزب (فدا) للبرازيل، رئيسةً وحكومة وشعباً، على مواقفهم المساندة تاريخياً للقضية الفلسطينية، ووقفتهم الشجاعة مع شعبنا في مواجهة العدوان البربري الإسرائيلي على قطاع غزة، بإعلانهم رفض الادعاءات الإسرائيلية وسحب سفيرهم احتجاجاً على العدوان. وعرض المطلب الفلسطيني من القوى الدولية للعمل على وقف هذا العدوان وإنهاء الحصار المفروض على القطاع. وبين أن المطالب الفلسطينية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار إنما هي التزامات إسرائيلية تضمنتها كافة الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية منذ اتفاقية أوسلو. كما شدد على أهمية توفير الضمانات الدولية اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة ومعالجة آثار العدوان الإنسانية والاقتصادية والمدنية والأمنية، بحيث ترتدع إسرائيل عن الاستمرار في تدمير ما نعمره بمساعدة أصدقائنا.

كما أكد رأفت على إنهاء جذر الصراع في المنطقة والمتمثل بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وممارسة حقه في العودة حسب قرارات الأمم المتحدة. وبين أن مسيرة المفاوضات التي جرت تحت رعاية أمريكية منحازة لإسرائيل، واستمرار السياسات الإسرائيلية المتمثلة بالاستيطان وجدار التوسع والضم وعزل وتهويد القدس والعدوان العسكري الإرهابي واحتجاز الأسرى كرهائن، هو ما يعطل الوصول إلى السلام. كما شدد على الموقف الفلسطيني بالتوجه لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه، خاصة أن انعقاد هذا المؤتمر هو من ضمن الالتزامات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للقيادة الفلسطينية في مؤتمر أنابوليس، حيث كان مقرراً عقد هذا المؤتمر في موسكو.

وطالب رأفت مجموعة بريكس من خلال البرازيل لقيادة الجهود الدولية، مدعومة برأي عام عالمي مساند، لإنهاء الاحتلال عبر تطبيق الشرعية الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما عرض توجه القيادة الفلسطينية للعضوية في المنظمات الدولية وفي التوقيع على الاتفاقيات الدولية الهامة. وركز على الانضمام لميثاق روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية واستخدامها كوسيلة لمحاكمة المتورطين بجرائم الحرب الإسرائيلية بحق شعبنا. كما أوضح مطالبة القيادة الفلسطينية بتأمين الحماية الدولية لشعبنا ودعوة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بوضع آليات تطبيقها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطالب رأفت الدول الصديقة بتشديد المقاطعة ضد إسرائيل، خاصة المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستعمرات ورفض الاستثمار فيها، وذلك حتى تحترم القانون الدولي وتنهي احتلالها الغاشم لأرض فلسطين.

وتقدم رأفت برسالة شكر موجهة من (فدا) إلى ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، توضح السياسة الخارجية الفلسطينية في النضال من أجل الحرية والاستقلال، وإنهاء العدوان العسكري والاحتلال الإسرائيلي، كما توضح مطالب شعبنا من أصدقائه وحلفائه حول العالم.

من جانبه رحب السفير باولو روبرتو فرانكا بالوفد الزائر، وعبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي يتيح المجال للتشاور المتبادل حول ما يجري في فلسطين، والاستماع إلى آراء وسياسات القيادة الفلسطينية حول مختلف المستجدات، خاصة تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واستعرض السفير البرازيلي مواقف الحكومة البرازيلية الرافضة للعدوان على غزة وعلى عموم الشعب الفلسطيني في كل مكان، والتي كان من ضمنها سحب السفير البرازيلي من إسرائيل، ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بوقف عدوانها العسكري على قطاع غزة.

وأكد رفض البرازيل للادعاءات الإسرائيلية بحق الدفاع عن النفس، مبيناً أن هذا الحق مشروط حسب القانون الدولي الذي تنتهكه إسرائيل بجرائمها ضد المدنيين. كما أوضح أن ما يجري في غزة هو مجزرة مروعة حسبما وصفتها الرئيسة البرازيلية روسيف. وبين السفير روبرتو فرانكا أن السياسة البرازيلية تستند إلى القانون الدولي، وأن الشعب الفلسطيني يمكنه الاعتماد على الدعم البرازيلي المتواصل في ممارسة حقه بعضوية المنظمات الدولية، خاصة بعد حصول فلسطين على صفة الدولة، وعلى دعم المطالب الفلسطينية في المنظمات الدولية من أجل وقف العدوان والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح مساعي البرازيل مع المجموعات الدولية في مساندة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية أن تحدد القيادة الفلسطينية ماذا تريد، وأن تثق بأن البرازيل ستقف دائماً لمساندتها. كما عبر عن مشاعره الخاصة، عندما سمع من والدته التسعينية الراقدة على سرير المرض، متابعتها للأنباء التي تتحدث بأن الفلسطينيين سينضمون إلى محكمة الجنايات الدولية، وأنهم بذلك يتوجهون إلى المكان الصحيح للمطالبة بحقوقهم الشرعية، مبيناً أن هذا هو المزاج الشعبي في البرازيل، وهو ما يمنحه العزيمة لتقديم كل ما هو ممكن من أجل القضية العادلة للشعب الفلسطيني.

وفي ختام الزيارة اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات والمشاورات حول كافة التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والقرارات والسياسات الفلسطينية التي تتطلب مشاركة ودعم الدول الصديقة ومساندتها للحقوق الفلسطينية.