وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد من فدا برئاسة زهيرة كمال يلتقي سفير جنوب أفريقيا

نشر بتاريخ: 14/08/2014 ( آخر تحديث: 14/08/2014 الساعة: 17:13 )
رام الله -معا - التقى وفد من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) ترأسته الأمينة العامة زهيرة كمال سفير جنوب أفريقيا في فلسطين، ملونجيسي وماكليما، وذلك لتقديم الشكر والتقدير لمواقف جنوب أفريقيا المساندة للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي إطار التشاور السياسي حول الدور المطلوب من القوى الدولية الصاعدة لوقف هذا العدوان، ومعالجة آثاره الكارثية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.

وتقدمت زهيرة كمال بشكر الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) لجمهورية جنوب أفريقيا على مواقفها المساندة تاريخياً للقضية الفلسطينية، ووقفتها الشجاعة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واستذكرت المواقف التاريخية للمناضل العالمي الرمز نيلسون مانديلا، والنضال المشترك لشعبي فلسطين وجنوب أفريقيا وكل الشعوب في مواجهة الاستعمار والاحتلال والعنصرية، ومن أجل التحرر والاستقلال الوطني والديمقراطية.

وعرض صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، نائب الأمينة العامة للحرب، موقف الحزب السياسي، المنطلق من الموقف الوطني الاجماعي في العمل مع القوى والمنظمات الدولية على وقف العدوان الإرهابي على المدنيين العزل من أبناء شعبنا وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وبين أن المطالب الفلسطينية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، إنما هي التزامات إسرائيلية تضمنتها كافة الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية منذ اتفاقية أوسلو، خاصة مسائل الميناء والمطار والممر الآمن بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ومختلف المعابر للأشخاص والبضائع.

كما شدد على أهمية توفير الضمانات الدولية اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة ومعالجة آثار العدوان الإنسانية والاقتصادية والمدنية والأمنية، بحيث ترتدع إسرائيل عن الاستمرار في تدمير ما نعمره بمساعدة أصدقائنا.

وأكد رأفت على إنهاء جذر الصراع في المنطقة والمتمثل بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وممارسة حقه في العودة حسب قرارات الأمم المتحدة. وبين أن مسيرة المفاوضات التي جرت تحت رعاية أمريكية منحازة لإسرائيل، واستمرار السياسات الإسرائيلية المتمثلة بالاستيطان وجدار التوسع والضم وعزل وتهويد القدس والعدوان العسكري الإرهابي واحتجاز الأسرى كرهائن، هو ما أعاق نجاح المفاوضات.

كما شدد على الموقف الفلسطيني بالتوجه لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه، خاصة أن انعقاد هذا المؤتمر هو من ضمن الالتزامات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للقيادة الفلسطينية في مؤتمر أنابوليس، حيث كان مقرراً عقد هذا المؤتمر في موسكو. وطالب رأفت مجموعة بريكس من خلال جنوب أفريقيا وأخواتها من الدول الصديقة لقيادة الجهود الدولية، مدعومة برأي عام عالمي مساند، لإنهاء الاحتلال عبر تطبيق الشرعية الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما عرض توجه القيادة الفلسطينية للعضوية في المنظمات الدولية وفي التوقيع على الاتفاقيات الدولية الهامة.

وركز على الانضمام لميثاق روما المنشئ لمحكمة الجنايات الدولية واستخدامها كوسيلة لمحاكمة المتورطين في جرائم الحرب الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، خاصة أن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة أعطتنا الحق في عضوية المنظمات الدولية المتخصصة.

وبين فاعلية البناء على تجربة العضوية في منظمة اليونسكو، والتي كان من أولى نتائجها عزل إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن المشاركة في صناعة قرارات المنظمة. كما أوضح مطالبة القيادة الفلسطينية بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ودعوة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لعقد مؤتمر من أجل وضع آليات تطبيقها على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار إلى انعقاد لجنة مكافحة العنصرية في الأمم المتحدة والتوجه الفلسطيني بدعم أصدقائنا إلى اتخاذ قرار يعتبر إسرائيل دولة عنصرية، بما يمكننا من حمل القرار إلى مؤسسات دولية أخرى لعزل إسرائيل وسياساتها. وأكد أهمية موقف جنوب أفريقيا وتجربتها بهذا الخصوص.

كما طالب رأفت الدول الصديقة بتشديد المقاطعة ضد إسرائيل، خاصة المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستعمرات الإسرائيلية ومقاطعة الاستثمار فيها، وفي نزع الشرعية عن إسرائيل وصولاً إلى تعليق عضويتها في الأمم المتحدة وذلك حتى تحترم القانون الدولي وتنهي احتلالها الغاشم عن أرض فلسطين، مستذكراً تجربة جنوب أفريقيا في النضال من اجل إسقاط نظام الفصل العنصري وتمكين شعب جنوب أفريقيا من ممارسة حقوقه الديمقراطية والتاريخية.

وتقدمت كمال برسالة شكر موجهة من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) إلى الرئيس جاكوب زوما، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، أوضحت السياسة الخارجية الفلسطينية في النضال من أجل الحرية والاستقلال، وإنهاء العدوان العسكري والاحتلال الإسرائيلي، ومطالب شعبنا من أصدقائه وحلفائه حول العالم.

من جانبه رحب السفير ملونجيسي وماكليما بالوفد الزائر، وعبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي يتيح المجال للتشاور المتبادل والاطلاع حول ما يجري في فلسطين، والاستماع إلى آراء وسياسات القيادة الفلسطينية حول مختلف المستجدات، خاصة تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبين أن ما يستمع إليه من مختلف الأطراف والمؤسسات الفلسطينية يشير إلى موقف موحد لم يلمسه بهذا المستوى من قبل.

وأشار إلى أنه بدأ يرى إستراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة إسرائيل على المستوى الدولي، هي استراتيجية حكيمة وناجحة وستحقق أهداف التحرر والاستقلال للشعب الفلسطيني. وشدد على ضرورة أن يعرف العالم تكراراً ومراراً أن ما يطالب به الفلسطينيون لوقف إطلاق النار انما هو التزامات وقعت عليها إسرائيل، وأنها لم تقم بتنفيذها أو قامت بإعاقتها وتعطيلها تدريجياً.

كما أكد دعم جمهورية جنوب أفريقيا الموصول لنضال الشعب الفلسطيني حتى انتزاع حريته واستقلاله، وبين أن جنوب أفريقيا ستقف دائماً في مساندة فلسطين. كما عبر عن مشاعره الخاصة تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خاصة الأطفال والنساء والتدمير للبنى المدنية والمؤسسات بشكل وحشي، وأن على العالم يجب أن يوقف هذا المسلسل الدائم من جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وانه سيعمل بأقصى جهوده مع دولته لوقف هذا العدوان.

وشارك في هذا اللقاء الرفاق سهام البرغوثي نائب الأمينة العامة ومحمد العاروري ومحمود بحيص ورياض عطاري وعلي هليل ووليد عطاطره من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب، كما شارك فيه تاليفاني بووي مبيلينجوا سكرتير أول سفارة جنوب أفريقيا.

وفي ختام الزيارة اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات والمشاورات حول كافة التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والقرارات والسياسات الفلسطينية التي تتطلب مشاركة ودعم الدول الصديقة ومساندتها للحقوق الفلسطينية.