|
العوري يدعو لبناء خطة موحدة لمعالجة آثار الصدمة على الأطفال
نشر بتاريخ: 15/08/2014 ( آخر تحديث: 15/08/2014 الساعة: 22:04 )
رام الله - معا - دعا الأخصائي النفسي والمحاضر في علم النفس محمد راجح العوري طواقم التأهيل النفسي الى بناء خطة موحدة لمعالجة آثار الصدمة على الأطفال.
وأشار العوري الى أن الصدمة النفسية وبالتحديد صدمة الحرب لها تأثيرات سلبية تلقي بظلالها على كافة أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم كبارا وصغارا ونساء ورجالا وقد تستمر لفترات زمنية طويلة مشيرآ الى أن الأطفال هم الحلقة الأكثر تضررآ من هذه الصدمات لأن كثير من الأطفال لا يوجد لديهم الوعي الكافي لفهم ما يتعرضون له بالأضافة الى عدم قدرة الكثير من الأطفال على تحمل الظروف الصعبة التي تحدث من حولهم مع التأكيد على أن جزء كبير من الأطفال يبدون قدرة على التكيف ولكنهم يكونوا أكثر ضعفآ من البالغين. وأوضح العوري أن أخطر أثار الحرب التي يمكن أن تنتج مع الأطفال هو التأثير النفسي الذي يظهر بشكل أني أو مستقبلآ من خلال معاناة الكثير من الأطفال من مشاكل نفسية أهمها ما يسمى بإضطراب ما بعد الصدمة الذي يظهر على شكل اضطرابات سلوكية كالتوتر والقلق والميل الى العزلة والانطوائية والتبول اللا ارادي والشعور بالعجز وتكرار احلام مزعجة تتعلق بالظروف الصعبة التي مر بها الطفل بالاضافة الى الخوف وفقدان الأمان وأعراض نفسية وجسدية أخرى عديدة حيث أكد على أن هذه الإعراض تتراوح خطورتها بحجم الصدمة التي تعرض لها الأطفال وبقدر دعم المجتمع ووعي عائلات الأطفال لمساعدة أطفالهم وإحتضانهم. ودعا العوري كافة المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية الى حث طواقمها على ضرورة بناء خطة موحدة تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في هذا المجال لمعالجة ما خلفته الحرب على نفسية الأطفال سعيا للتقليل من حدة الآثار النفسية لديهم حيث أشارت تقديرات اليونيسيف إلى أن نحو 400 ألف طفل في غزة أصبحوا بحاجة إلى دعم نفسي عاجل للتقليل من حدة الآثار النفسية التي باتوا يعانون من تداعياتها. وختم العوري قائلأ : لابد من التدخل للحد من تفاقم هذه الأثار ، حيث أن العلاج يكمن في خلق بيئة ملائمة وآمنة لهم قدر الإمكان، والحوار معهم والاستماع لهم ومحاولة إعادة حالة الشعور بالأمان وإبعادهم عن مشاهد العنف التي تعرض على وسائل الإعلام بالإضافة إلى تحفيزهم على التفريغ النفسي من خلال أنشطة ترفيهية، مثل الرسم والقصص واللعب الذي يعد من أفضل وسائل الدعم النفسي الاجتماعي لأنه أقرب الى شخصية الطفل وإهتماماته والعمل قدر الإمكان على ضرورة دمج العمل النفسي مع خدمات الرعاية الصحية من أجل مساعدتهم ونقلهم من مرحلة الصدمة إلى مرحلة التعايش الطبيعي مع الحياة اليومية. |