وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مباحثات القاهرة بين التكتيك التفاوضي وواقع الحال

نشر بتاريخ: 17/08/2014 ( آخر تحديث: 18/08/2014 الساعة: 13:46 )
بيت لحم - تقرير اخباري - يظهر الوفد الفلسطيني والكثير من المسئولين في الفصائل الفلسطينية والسلطة تفاؤل كبيرا حول فرص التوصل الى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار جعلنا في أكثر من مرة نعتقد بأننا على أبوب التوقيع على مثل هذا الاتفاق وذهب البعض الى حد سرد بنود قال "إنها وصلت إليه من مصادر عليمة ".

قابل التفاؤل الفلسطيني تشاؤما إسرائيليا يكاد يقارب العدمية في مطلقه فسارع وزراء إسرائيل عموما وأركان الكابينت خصوصا وتسابقوا على إطلاق التصريحات المتشائمة إلى تقدم أي أمل أو فرصة حقيقة في التوقيع على اتفاق يضمن حياة غزة مقابل امن إسرائيل .

وصل الأمر في التصريحات الإسرائيلية لدرجة الإفراط في تفصيل شكل ومضمون الرفض الإسرائيلي لكل مطالب المقاومة الفلسطينية ممثله بالوفد الموحد فعلى سبيل المثال هدد ليبرمان باتخاذ موقف حاد من أي اتفاق يمنح المقاومة لو انجاز سياسي واحد لقناعته بان هذا الانجاز يشكل " جائزة للإرهاب " ليتناغم في هذا الموقف مع وزير الاقتصاد " نفتالي بينت " ما اجبر وزير المالية " يائير لبيد على إطلاق تصريحات تلامس حدود موقف الثنائي " ليبرمان- بينت " وكأنه يخشى على ضياع نصيبه من أصوات اليمين المتطرف .

وبهذا وجد المشاهد الفلسطيني والإسرائيلي نفسه في دوامة متلاطمة من الشيء وضده والقول ونقيضه فباتوا لا يعرفون على أية غزة أو تل ابيب سيستفيقون فيما تلعثم كبار المحللين والمختصين في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي في توصيف الحالة فمنهم من قال ان ما يجري تكتيكا تفاوضيا يهدف من خلاله كل طرف ان يمارس أقصى درجة من الضغط على الطرف الأخر وهناك من قال ان هذه المواقف تعكس مواقف الإطراف الحقيقية التي لن تتنازل عنها ولكل أسبابه الداخلية والخارجية .

ووسط هذه الدوامة يبقى الموقف المصري الضاغط على مواصلة التفاوض وعدم السماح بانهيار الوضع والعودة إلى المربع الأول إصرارا ربما يعكس بعض الحقائق التفاوضية التي يستند إليها الوسيط المصري ما يبقي على نافذة الأمل مشرعة ليطل منها في أحيان متقاربة موقفا أمريكيا أو اتصالا رئاسيا من البيت البيض او من إحدى دول أوروبا الرئيسية ليدعم التفاؤل والإصرار المصري وليبقي مساحة الأمل في قرب التوصل لاتفاق يمنح غزة الحياة قائمة وان غطت سماؤها بعض الغيوم التي يصر العالم على كونها عابرة تخدم المزاد السياسي الإسرائيلي الداخلي وتسمح لنتنياهو ببعض المناورة أمام أقطاب اليمين المجنون .