وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشهيد أحمد بكر: عشق البحرية وخطفته صواريخ الغدر الصهيونية

نشر بتاريخ: 19/08/2014 ( آخر تحديث: 19/08/2014 الساعة: 21:01 )
غزة - معا - نادي خدمات الشاطئ : لم يكن يتواجد في الصفوف الأمامية لجماهير البحرية العريقة… ولم تخطفه عدسات الكاميرات خلال مباريات الشاطئ في الدوري الممتاز… كان بعيداً عن الإعلام وعدساته ولكنه دائماً كان حاضراً بهتافاته وانفعالاته في مدرجات الملاعب الغزية.

الشهيد أحمد بكر ابن أل 19 ربيعاً كان على موعد مع الشهادة وهو يساعد أطفال الحي الذي يقطن به غرب مدينة غزة للهروب من صواريخ الطائرات الإسرائيلية التي استهدفت منزل أحد أقاربه لتصيبه شظية في جسده ويرتقى شهيداً تاركاً ورائه ذكريات جميلة بين أخوانه أصدقائه وأحبابه من جماهير البحرية والأندية الغزية.

ففي كل ملعب من أرجاء محافظات قطاع غزة ترك بصمة له وهو يشجع فريقه الذي أحبه ولطالما تمنى أن يحتفل مع زملائه بفوز فريق البحرية ببطولة الدوري والكأس، ولعل ملعب الدرة عاش فيه أحمد ذكرى لا تنسى عندما انهار المدرج بجماهير الشاطئ قبل انطلاق المباراة أمام خدمات النصيرات في الدوري الممتاز تسبب في كسر قدمه إلا أنه لم يمنعه من مؤازرة البحرية في المباريات التي خاضها الفريق في بطولة الدوري.

محمود بكر عضو رابطة مشجعي نادي البحرية يقول ” أحمد تعلق كثيراً في فريق الشاطئ وكان يراوده حلم أن يكون أحد اللاعبين لولا الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها مما دفعته للتوجه إلى مهنة الصيد كباقي أفراد عائلته”.

ويضيف بكر ” ما لا نعرفه عن أحمد أنه رغم عدم ظهوره في الصورة خلال مباريات البحرية كان يقف جانباً يحبس أنفاسه انتظاراً لانتهاء نتيجة المباراة، ففي حالة الهزيمة كان ينسحب بهدوء من الملعب، ويظهر سعيداً عندما يفوز الفريق في المباراة”.

ويتابع بكر أن الشهيد أحمد كان يردد كثيراً مقولة ” حرام جمهور البحرية يروح زعلان لأنه جمهور بيحرك الصخر، وكان كثير السؤال عن الفريق وتدريباته واستعداداته رغم أنه كان يقضي أوقاتاً طويلة داخل البحر، ويحرص على حضور كل مباريات الفريق بأكملها”.

ويشير بكر إلى أن أكثر ما كان يتمناه الشهيد أحمد قبل استشهاده أن يشهد تتويج فريق الشاطئ ببطولة الدوري الممتاز أو كأس القطاع، ويحتفل مع جماهير البحرية في هذا التتويج.

ويوضح بكر أنه التقى بالشهيد أحمد قبل ساعات قليلة من استشهاده ودار حديث معه حول مجزرة عائلة البطش التي فقدت 18 فرداً من أبنائها، وقال لي ” يا ريت أكون شهيد ويرزقني ربي بالشهادة مثل آل البطش، وكأنه كان يشعر بقرب رحيله”.

وعلى الرغم من أن جنازات تشييع الشهداء خلال الحرب كانت تنتهي على وجه السرعة خوفاً من القصف الإسرائيلي إلا أن جنازة أحمد كانت من أكبر الجنازات التي تجمع خلالها المئات من أصدقائه وأحبابه من جماهير فريق الشاطئ جابت شوارع مخيم الشاطئ تحت أزيز الطائرات وصواريخها قبل أن توارى جثمانه الثرى في مقبرة عائلة بكر على شاطئ بحر غزة.

ولم يكن الشهيد أحمد أول الشهداء الذي قدمته عائلة بكر خلال البحر فسبقه أقربائه الأطفال الأربعة الذين استشهدوا على البحر وهم يلعبون كرة القدم بالقرب من النادي الذي تربوا بين جدرانه وزحفوا خلف الفريق في كل الملاعب.

رحل أحمد ورحلت معه ذكرياته الجميلة وأمنياته التي لطالما أراد تحقيقها، فالرحمة لروحه الطاهرة.